المنوفى أكد د. كمال المنوفى - عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الأسبق بجامعة القاهرة – أن المناخ السياسى يعانى من ورطة حقيقية ناتجة فى الأساس عن غياب الثقة بين طرفى اللعبة السياسية من حكومة ومعارضة، ليس هذا فقط بل يأتى هذا المشهد الخطير فى ظل سيطرة حالة من فقدان الثقة من قبل الجماهير فى الحكومة والمعارضة معا. وقال المنوفى ل"مصر الجديدة" أن غياب الثقة فى الشارع السياسى جعل من مهمة مواجهة مشكلات التنمية الاقتصادية والفقر والتخلف والأمية سواء الثقافية أو الرقمية أمر فى منتهى الصعوبة لما تحتاج إليه هذه المشكلات من تعاون بين مختلف فئات المجتمع لمواجهتها بشكل فاعل. وأضاف: يحتاج الأمر إلى ما يشبه الثورة الفكرية الحقيقية التى تتولى بدورها مسئوليتها مجموعة من أصحاب الفكر المستنير الذين يعون جيدا مقدرات هذه الأمة وبالتالى يحسنون وضع خطط واستراتيجيات من شأنها حسن استغلال هذه المقدرات بما يحقق ما يطمح إليه المواطن العادي، موضحا أن هذا الأمر سوف يحتاج إلى عشرات السنوات من العمل الجاد لإدراك النجاح لأن المشكلات تفاقمت بشكل غير مسبوق. وأشار العميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية إلى أن القول بأن النظام المصرى نظاما سياسيا يقوم على التعددية الحزبية أمر أصبح غير مقبول، لأن هذه الأحزاب فقدت دورها بشكل كلي، فالأمر ليس تقصيرا من قبل هذه الأحزاب فى القيام بما يجب أن تقوم به من أدوار بقدر فشل هذه الأحزاب فشلا ذريعا فى تأدية مهامها. وشدد المنوفى على أنه فى ظل هذا الفشل الذى يسيطر على هذه الأحزاب ضاع صوت المعارضة وسط الضوضاء التى يفتعلها الحزب الحاكم، ومن ثم ضاعت الرؤية الشاملة التى تشخص مشكلات الدولة وتتحرك بشكل متباين لوضع العلاج المناسب لها، لافتا إلى أنه فى ظل هذه الظروف لابد من وقفة جادة لإعادة تقييم التجربة السياسية المصرية للتعرف على ما بها من نقاط ضعف للاتفاق من خلال رؤية قومية على علاج لها.