علي الرغم من تناول العديد من وسائل الإعلام لحالة الذعر الشديد التي إجتاحت القطاع السياحى بعد إكتساح التيار الإسلامى للحياة البرلمانية ، الا ان القطاع السياحي أكد علي عدم تخوفه من الاسلاميين ، نافيا ما تردد حول الخوف علي الحركة السياحية الوافدة الي مصر نتيجة فوزهم في مجلس الشعب . و قد استند عدد كبير من الخبراء السياحيين في ذلك الي تصريحات حزب الحرية و العدالة التي تؤكد عدم رفضها للسياحه باعتبارها تمثل دخلا كبيرا لمصر ومصدرا اساسيا للنقد الأجنبي ، كما انها تساهم بقرابة ال13,7% في الناتج القومي المصري، و يعمل بها بصفة مباشرة وغير مباشرة قرابة العشرون مليون مصرى. من ناحيته أكد سامى محمود رئيس قطاع السياحة الدولية انه لا داعي للقلق طالما لم تقترب هذة الأحزاب الإسلامية من حرية السائح و لكن في حالة وضعها لاى قيود على السياحة المصرية سينعكس ذلك على معدلات التدفق السياحى إلى مصر و من ثم سيؤثر بالسلب على الدخل القومى بأكمله خاصة وان الدخل الذى توفره السياحة لمصر يبلغ 13مليار دولار و من المتوقع ان يصل إلى 25 مليار دولار أمريكى خلال السنوات القادمة، مشيرا إلى وجود حوالى 5 مليون شخص يعملون فى القطاع السياحى بشكل مباشر و غير مباشر ،الأمر الذى يستوجب ضرورة وضع صناعة السياحة على رأس اولويات الأجندة المصرية و عدم الإدلاء باى تصريحات قد تضرب السياحة فى مقتل نظرا لشدة حساسية السياحة لمثل هذة الأمور. و اشار محمود الي أن عدد السائحين الذين زاروا مصر من مختلف دول العالم خلال العام الماضي انخفض بنسبة 33 في المائة مقارنة بعام 2010 ليصل إلى 8ر9 مليون ، لافتا الي ان حركة السياحة من دول الخليج العربية إلى مصر انخفضت العام الماضي بنسبة 60 في المائة مقارنة بعام 2010 الذي وصل فيها عدد السائحين الخليجيين إلى 800 ألف سائح. و نفى رئيس قطاع السياحة الدولية تخوف السواح من وصول الإسلاميين للبرلمان ،مؤكدا ان السائح يطوق لمعرفة السياسة التى سوف ينتهجها الإسلاميين و إن كانت هذة السياسة سوف تؤثر على ممارستة لإنشطته البحرية ام لا ، و خير دليل على عدم تخوف السواح من الإسلاميين فى حد ذاتهم هو غياب اى تداعيات سلبية على السياحة التونسية بعد فوز حزب النهضة الإسلامى و ذلك لان الحزب لم يفرض اى سيطرة على القطاع السياحى التونسى . و اوضح ان دور الإعلام المصرى اصبح كارثى لانه يشوه سمعة مصر السياحية دون ان يدرى حيث يركز على إبراز العوامل السلبية ، فى الوقت الذى نحتاج فيه لإعلام مهنى منضبط يشجع السياحة و لا يرهب السائح من أمور غير حقيقية. و في سياق متصل نفى منير فخرى عبد النور وزير السياحة فى تصريحات له تخوف القطاع السياحى من سيطرة الاسلاميين على البرلمان، لافتا الي ان الأحزاب الدينية التي حصلت علي اغلبية في البرلمان ،أكدت مرارا و تكرارا علي مساندتها للقطاع السياحى . و اضاف عبد النور أن الدستور يقر مدنية الدولة فى مصر، لافتا إلى أنه لا يوجد من يحلم فى جماعة الإخوان بإيقاف السياحة أو تعويق حركة تنميتها وتنشيطها، وهو ما أكدته الجماعة ذاتها ، لأنه لا بديل للسياحة المصرية فى الدخل القومى . كما توقع فخري ايضا أن تتصرف حركات الإسلام السياسي بشكل أكثر حنكة سياسية وعدالةمن الحكومات السابقة ، بحيث تجد حلولا للمشكلات التي عانت منها مصر لسنوات طويلة من الحكم البائد. و اضاف وزير السياحة أن خطاب الإسلاميين سيختلف حتما حال تحملهم مسئولية الحكم ، و من ثم التصدي للبطالة و العجز في الموازنة العامة و في ميزان المدفوعات منعا لانخفاض قيمة الجنيه امام العملات الأخرى ، و توفير كافة احتياجات الشعب المصري ، مؤكدا انه مهما كانت اتجاهات المسئول السياسية أو غير السياسية، فلا يمكن له أنه يتغاضى عن الايراد الكبير التي تدره السياحة لمصر ، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها بعد ثورة 25 يناير. و من جانبه أكد عمرو العزبى رئيس الهيئة العامة لتنشيط السياحة ان المصريين بجميع طوائفهم و فئاتهم قد أجمعوا على أن ثورة يناير شىء إيجابى و أن المستقبل حتما سيكون أفضل من سنوات الظلم الماضية ، مؤكدا أن القوى السياسية المختلفة و التى كانت غير قادرة على ممارسة حقها فى النشاط السياسي على الساحة ظهرت الأن و تمكنت من المشاركه فى هذا الحراك السياسيى و من عرض نفسها دون خوف و دون أن يتحدث أحد عن الإرهاب . و اضاف العزبى ان من اكثر الأمور الإيجابية التى شاهدناها على الساحة السياسية هى الحديث الدائر بين من ينتمون إلى الأحزاب الدينية و اصحاب الأحزاب الليبرالية و العلمانية في البرلمان من أجل بناء دولة مدنية حديثة ، فلأول مرة تقوم القوي العلمانية و الدينية بعمل تحالفات مشتركة و كلها أمور جديدة و إيجابية على الساحة المصرية بعد أن كانت الدولة تستخدم فزاعاتها من أجل إرهابنا من جماعات بعينها أما بعد الثورة فالأمر إختلف تماما و اتجه الجميع لإعادة بناء مصر من جديد،فما يحدث هو تبادل للأفكار و لا داع للقلق من اى قوى سياسية. و اكد العزبى انه لا داعى للتحدث عن الإرهاب و نقل صورة ربما تثير قلق السواح و تخيفهم من المجيىء إلى مصر فى الوقت الذى تحتاج فيه السياحة لدور الإعلام لطمأنة السواح بأن مصر خالية من الإرهاب و انها على كامل الإستعداد لقبول السواح من جميع الجنسيات. و من ناحيته أكد سيف العمارى عضو مجلس إدارة الإتحاد المصرى للغرف السياحية انه لا ينبغى ان نضيع فرحتنا باول برلمان منتخب فى التخوف غير المبرر من الإسلاميين لانهم فى نهاية الأمر مواطنون مصريين جاءوا نتيجة لإختيار حر و ليس بالتدليس كما كان يفعل الحزب الوطنى المنحل. و اضاف العماري أن الشعب المصرى الأن أصبح واعيا بشكل يمكنه من محاسبة المسئولين الذين قام بإختيارهم حال تخاذلهم عن القيام بوعودهم و ليس من المنطق فى شىء ان يقوم الإسلاميين بهدم قطاع هام كالقطاع السياحى ، الذى يعمل به حوالى 18 مليون مواطن. و أوضح ان هناك العديد من الدول الإسلامية التى تملك إقتصادا قويا و حر ، مشيرا إلى أن الإخوان تيار معتدل ، و من بينهم من يمتلك شركات سياحية و لديه محلات و مصانع مرتبطة بالسياحة بشكل أو بأخر ، و بالتالي ليس من مصلحتهم هدم هذا القطاع. و طالب العماري بضرروة ترك الفرصة للإسلاميين في البرلمان ليثبتوا لنا إن كانوا مع صناعة السياحة ام ضدها .