أكد وزير السياحة منير فخري عبد النور أن مصر يمكنها جذب 20 مليون سائح سنويا بعائد يصل إلى 20 مليار دولار خلال خمس سنوات من الآن إذا ما عاد الاستقرار إلى المنطقة. وأعرب عبد النور - خلال مؤتمر صحفى عقده الثلاثاء بمقر السفارة المصرية بباريس - عن تفاؤله بالتحسن التدريجى في عودة حركة السياحة إلى مصر لمعدلاتها الطبيعية متوقعا أن يصل عدد السائحين الزائرين لمصر إلى 11 مليون سائح بنهاية العام الحالي 2011 مقابل 14 مليونا و800 ألف سائح العام الماضي.
وأوضح أن حركة السياحة إلى مصر تمثل حاليا منحنى تصاعديا واضحا بعد ثورة 25 يناير فبعد أن كانت نسبة الانخفاض في حركة السياحة خلال فبراير الماضي 80% بالمقارنة بشهر فبراير من العام السابق 2010 تراجعت نسبة الانخفاض إلى 60% خلال شهر مارس ثم إلى 35% خلال شهر ابريل.
وقال عبد النور "إن قطاع السياحة يكتسب أهمية خاصة للاقتصاد المصري حيث استقبلت مصر 14 مليونا و800 ألف سائح في عام 2010 مما حقق دخلا قدره 13 مليار دولار تمثل 5ر11% من اجمالى الناتج الداخلى لمصر.
وأضاف أن السياحة تمثل أكبر مصدر للعملة الأجنبية في مصر كما أن واحدا من كل 7 أشخاص في مصر يتأثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة بقطاع السياحة .. لافتا إلى أنه خلال الشهور الأربعة الأولى من العام الحالي انخفض عدد السائحين بنسبة 40% بالمقارنة بنفس الفترة من العام السابق وبلغت قيمة خسائر قطاع السياحة في مصر مليارى دولار.
وأعرب وزير السياحة عن تفاؤله بأن يصل عدد السائحين الزائرين لمصر إلى 11 مليار سائح رغم الأحداث التي مرت بها البلاد بانخفاض قدره نحو 4 ملايين سائح بالمقارنة بالعام الماضي مشيرا إلى أنه التقى بنظيره الفرنسي فريدريك ليفبفير الذي أبدى دعما واضحا لقطاع السياحة في مصر وسيقوم بزيارة لمصر خلال شهر سبتمبر المقبل على رأس وفد كبير من ممثلى شركات السياحة الفرنسية ووسائل الإعلام المتخصصة.
وقال عبد النور "إن السياحة الفرنسية إلى مصر تأتى في المرتبة الخامسة بنحو 600 ألف سائح يتميزون بأنهم يقضون وقتا أطول في مصر بالمقارنة بمتوسط إقامة السائحين والذى يصل إلى 10 أيام..بينما تأتى في المرتبة الأولى بالنسبة للسائحين الزائرين لمصر روسيا ب 1ر2 مليون سائح ثم بريطانيا ب 3ر1 مليون سائح تليها ألمانيا ب 2ر1 مليون سائح ثم ايطاليا بمليون سائح".
وأكد أن حركة السياحة تتعافى بشكل أفضل وأسرع في البحر الأحمر وسيناء بالمقارنة بالقاهرة مشيرا إلى أن السياحة الفرنسية إلى مصر بدأت تدريجيا في العودة إلى معدلاتها حيث كان عدد السائحين الزائرين لمصر خلال ابريل الماضي اقل 20% فقط بالمقارنة بعدد الذين زاروا مصر خلال ابريل 2010.
وأوضح وزير السياحة أن السلطات المصرية تعطي ضمانات لرحلات الشارتر إلى مصر كما تشارك وزارة السياحة في كافة الفعاليات والمعارض السياحية الدولية من أجل أعطاء مزيد من الثقة في سوق السياحة المصرية مشددا على أن مسألة الأمن تعد من أولويات الحكومة المصرية وخاصة في المناطق السياحية حيث لم تقع أية حادثة واحدة ضد سائحين في مصر منذ ثورة 25 يناير الماضي خاصة وان المواطن المصري يدرك أهمية السياحة والسائح بالنسبة له ولاقتصاد بلاده ويتعامل مع السائح بكل ود.
وأضاف عبد النور أن الإحساس الحالي بالتغيير في مصر والانفتاح السياسى الذي تشهده البلاد ليشمل كافة التيارات السياسية بما فيها الإسلاميون فضلا عن تحقيق المصالحة الفلسطينية وفتح معبر رفح مع قطاع غزة كلها أمور تقلل كثيرا من احتمالات وقوع أعمال إرهابية.
وأكد أيضا أنه ليس هناك خفض في أسعار الرحلات السياحية إلى مصر وإنما هناك تحسين لمستوى الخدمة وزيادة في عدد المواقع التي يزورها السائح ضمن برنامج زيارته لمصر.
وأشار وزير السياحة إلى أن نسبة الأشغال في فنادق شرم الشيخ والغردقة والبحر الأحمر وصل إلى ما فوق 50% حاليا وهذه نسبة جيدة .. نافيا توقف أعمال البناء في بعض القرى والفنادق السياحية.
وأشار إلى انه توجد على العكس حركة بناء كبيرة خاصة في البحر الأحمر انطلاقا من وجود قناعة بانتهاء الأزمة تدريجيا وفى وقت سريع وعودة الحركة إلى معدلاتها خاصة وأن المنتج السياحي المصري متنوع ولا يمكن أن تتجمع كل مكوناته في أي مكان أخر في العالم.
وقال عبد النور إن كل مسئولى شركات السياحة الفرنسية الذين التقى بهم أعربوا جميعا عن ثقتهم في عودة السياحة المصرية موضحا أنه قام بزيارة روسيا وأسبانياوسيقوم أيضا بزيارة لايطاليا كما سيزور الكويت والسعودية منتصف شهر يونيو الحالي حيث أن فصل الصيف هو موسم السياحة العربية إلى مصر ومصر حريصة على الحفاظ على السياحة العربية ولاسيما في هذه المرحلة التي يشهد فيها العالم العربى عموما مرحلة من الاضطرابات التي لا نريد لها أن تؤثر سلبا على موسم السياحة العربية إلى مصر.
وأشار وزير السياحة إلى أن مصر ستسعى أيضا خلال الفترة القادمة إلى زيادة حصة سوق السياحة بها من السائحين القادمين من الدول ذات الاقتصاديات الصاعدة وخاصة الصين والهند والبرازيل مشيرا إلى أن عدد السائحين الزائرين لمصر من كل من الهند والصين يصل حاليا إلى 100 ألف سائح من كل من البلدين وهناك آفاق كبيرة لزيادة عدد السائحين الزائرين لمصر من تلك الدول.
وأضاف أنه سيعمل على مد الرحلات النيلية لتكون من القاهرة وحتى أسوان وعدم الاستمرار في قصرها على المسافة بين الأقصروأسوان كما هو الحال حاليا .. مشيرا إلى العمل أيضا على تطوير والتوسع في السياحة البيئية في مصر خاصة في الواحات الغربية والداخلة وسيوة وواحات الفيوم.