جنوب السودان وكينيا يوقعان اتفاقاً لمد أنبوب نفطي وقع جنوب السودان اتفاقاً مع كينيا لمد خط أنابيب نفط ينتهي بأحد الموانئ الكينية بهدف تحرير جوبا من الاعتماد على الخرطوم . وقالت اليزابيث جيمس بول وكيلة وزارة البترول والتعدين في جنوب السودان، أمس، إنه تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين كينيا وجنوب السودان "من أجل إنشاء خط أنابيب جديد" . وقال بيان كيني رسمي إن الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في جوبا في وقت متأخر الثلاثاء "سيتيح إنشاء خط انابيب نفطي، فضلاً عن مد وصلات باستخدام الألياف البصرية بين حقول النفط في جنوب السودان وميناء لامو الكيني" .
وجرى الاتفاق بحضور رئيس جنوب السودان سلفاكير ورئيس الوزراء الكيني رايلا اودينجا . وقالت جيمس بول إنه لم يتم بعد تحديد موعد لبدء إنشاء الخط لكنه "سيبدأ في أسرع وقت ممكن". ويقول خبراء صناعة النفط إن مد خط الأنابيب قد يستغرق ثلاث سنوات أو أكثر وستكون تكاليفه باهظة . ورجح مصدر سوداني انعقاد قمة رباعية تجمع الرئيس عمر البشير ونظيره الجنوبي سلفاكير ميارديت ويشارك فيها الرئيسان الإثيوبي ملس زناوي والكيني مواي كيباكي. علي هامش قمة الاتحاد الأفريقي التي ستعقد في أديس أبابا لتجاوز الأزمة الحالية بين الخرطوموجوبا بعد قرار الجنوب وقف تصدير نفطه عبر الشمال.. وقال المصدر إن القمة المقترحة ستناقش كافة الملفات العالقة بين السودان وجنوب السودان خاصة ملف النفط. متوقعا أن تصدر القمة عددا من التوصيات تدفع بملف المفاوضات الجارية بين وفديْ السودان وجنوب السودان في العاصمة الإثيوبية إلي الأمام. وأشار ان الوساطة الافريقية مددت المفاوضات حتي السبت المقبل لإتاحة مساحة زمنية أكبر للمتفاوضين لحسم الخلافات والتوصل لصيغة توافقية مرضية للجميع. ومازال مسئولون سودانيون يتمسكون باتفاق نهائي وعادل مع الجنوب "كحائط صد" ضد رياح المشاكل الجنوبية، ويرون أنه الخيار الأول والأفضل لبلادهم . ومع ذلك يشيرون إلى إمكانية القبول باتفاق مؤقت عبر الوسطاء يستمر خلاله تصدير نفط الجنوب عبر الشمال مع استمرار الحوار للوصول إلى اتفاق نهائي .
ودفعت الوساطة الافريقية بمقترح آخر يتكون من جزأين . ويتعلق الجزء الأول بترتيبات انتقالية تستمر لمدة ثلاثين يوماً بين الطرفين حول البترول والعمليات المتعلقة به، والقصد منه معالجة الأزمة الحالية التي تفاقمت بشروع حكومة جنوب السودان في وقف ضخ نفطها للتصدير عبر الشمال، وذلك إلى حين الاتفاق على ترتيب نهائي، فيما يشمل الجزء الثاني من المقترح رسوماً ودفعيات مالية محددة لفترة تبدأ من 9 يوليو 2011 حتى نهاية 2014 .
في سياق آخر، تصاعدت الأحداث في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور على نحو مثير، امس، وأدت الاحتجاجات التي شهدتها المدينة على التوالي تنديداً بالوالي الجديد وأسفرت مظاهرات أمس عن مقتل 3 أشخاص وجرح 20 وإصابة آخرين من رجال الشرطة مما أدى الى تدخل الجيش والسيطرة على الوضع. وأعلنت حكومة الولاية عن تدابير أمنية لحسم من أسمتهم بالمتفلتين. وقال والي جنوب دارفور حماد إسماعيل إن حكومته اتخذت جملة من التدابير الإجرائية والأمنية للتعامل مع من أسماهم بالمتفلتين والمندسين الذين أرادوا خلق فوضى بنيالا للعبث بأمن المواطن وممتلكاته. وقال حماد في مؤتمر صحفي عقده بنيالا عقب الأحداث التي شهدتها الولاية إن جملة من القرارات اتخذت في مواجهة الاحتجاجات التي شهدتها المدينة مؤخرا واصفاً الاحتجاجات بأنها من قبل فئات محدودة استغلت مثالية الأجهزة الأمنية التي تعاملت بمثالية في بداية الأمر من منطلق إتاحة حرية التعبير. وقال شهود عيان إن الشرطة السودانية أطلقت لليوم الثاني على التوالي الغاز المسيل للدموع على متظاهرين غاضبين من تعيين البشير والياً جديداً بنيالا بدلاً من الوالي المنتخب عبدالحميد كاشا بولاية جنوب دارفور . و أعلنت حكومة الولاية تعليق الدراسة بجامعة نيالا وإغلاق المدارس في مرحلتي الأساس والثانوي.