دائما ما نرى دلائل قدرة المولى عز وجل فى خلقه، فبعد ثلاثين عاما من السلطة والجاه والرئاسة والكبر يقبع الان مبارك وأسرته فى السجن حتى ولو كان معززا مكرما والإخوان بعد ثلاثين عاما متأنقين وفى كامل تألقهم ويحكمون قبضتهم على البرلمان والسلطة فى مصر بعد التعذيب والإعتقالات وغياهب السجون الذين كانوا يعانون منها ايام حكم مبارك . ويعتبر إنعقاد البرلمان الجديد مؤشر كبير في الجدول الزمني المقدم من المجلس العسكرى الذى تسلم السلطة من الرئيس السابق مبارك ، من أجل تسليم السلطة إلى إدارة مدنية. بل يعتبر أيضا خطوة إلى الأمام بالنسبة للجماعات الإسلامية على الطريق الصحيح لتصبح أقوى قوة سياسية في البلاد التي شهدت ثورات الربيع العربي. والجدير بالذكر أن الإسلاميون قد سيطروا على أول إنتخابات برلمانية في تونس ثم في مصر، ومن المتوقع أيضا أن الإسلاميين في ليبيا سيحققون نتائج جيدة في التصويت في الإنتخابات البرلمانية في وقت لاحق من العام الحالى. تأتى الأولوية الكبرى للغرفة المصرية العليا وهي إنتخاب 100 عضو لوضع مشروع الدستور الجديد الذي سوف يتعين طرحه للتصويت في إستفتاء وطني. وتعتبر الإنتخابات الرئاسية هى الخطوة الرئيسية التالية في عملية الانتقال ،والتى من المقرر إجراءها قبل نهاية يونيو القادم فى الوقت الذى يتحتم فيه على المجلس العسكرى أن يتنحى. صرح الدكتور "سعد الكتاتني" قائلاً أن عصر الإستبعاد السياسي فى مصر قد إنتهى ويعتبر الكتاتني أكبر نائب إسلامي من جماعة الإخوان المسلمون أكبر وأفضل جماعة سياسية منظمة في مصر ، و من المتوقع أن يفوز الكتاتنى بمنصب رئيس البرلمان المصرى القادم. أكد المحلل السياسي راينر زولش اليوم الاثنين، "أن الرئيس السابق حسني مبارك كان يعرف دائما متى ينبغي أن تجرى الانتخابات البرلمانية في مصر، وأنه كان يصرح مرارا بأن الإسلاميين سيأتون إلى السلطة". وقال زولش، فى تعليق له بصحيفة الدويتش فيلا الألمانية على انعقاد أول جلسة للبرلمان المصري الجديد اليوم الاثنين، "أن قدوم الإسلاميين للسلطة كانت حجة لمبارك لبقائه في السلطة، ولإقتراف انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان على مدى ثلاثة عقود بدعم من الدول الغربية". وأضاف: "إن فوز التيار الإسلامي على مصر البلد الأكثر سكانا وذات الأهمية الإستراتيجية العربية الكبرى جاء نتيجة اعتبار أنه كان بضمان الاستقرار والاستمرارية للسياسة الداخلية والخارجية للنظام السابق وهما تزوير الانتخابات، والتعذيب على يد الشرطة". وأشار إلى: "أنه بالنظر إلى المقاعد الأولى في البرلمان المنتخب بحرية وبشفافية نجد أن أكثر من 70% من النواب هم أعضاء في طائفة إسلامية، وأن 45% من الإخوان يشعرون بالنصر فضلا على السلفيين الراديكاليين الذين فازوا بربع الأصوات". ومن هنا نظل نؤكد أن الشعب المصرى لن يستعبد من اى شخص أو اى حزب أو تحت اى سلطة فطريق الحرية قد كتبه الشعب المصرى العظيم بدماء طاهرة ولن تجف دمائهم وتسريح اجسادهم حتى يشعر أقل مواطن فى مصر بقيمته وحقوقه.