قال الكاتب الأمريكى "توماس فريدمان" إن هيمنة الإسلاميين على المشهد السياسى فى مصر لن تجعلها تحذو حذو إيران، لكن فى الوقت ذاته فإن حزب "الحرية والعدالة" لن يقبل بأن يكون نسخة إسلامية للديمقراطية المسيحية الغربية. وطالب الجيش المصرى بالتدخل لحماية الديمقراطية مثل ما فعل الجيش التركى من قبل. ورأى فريدمان، فى مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنه بإمكانه قراءة المشهد السياسى فى مصر بطريقتين معًا وكلتيهما صواب – بحسب اعتقاده – الأولى يمكن أن تكشف عن براعة جماعة "الإخوان المسلمين" وغيرهم من الأحزاب السياسية فى القدرة على خداع الأجانب السُذَّج، بإصدار ما يرضيهم من التصريحات رغم عدم إيمانهم بها، وفى الوقت المناسب ينقلبون عليها. أما القراءة الثانية بحسب قوله فهى أن "الإخوان" فوجئوا بالمسئولية التى ألقيت على عاتقهم "مسئولية الانتقال السلمى للديمقراطية، صياغة الدستور، اختيار رئيس للبلاد"؛ لذا فإنهم يحاولون المواءمة بين أيديولوجيتهم الخاصة وبين المسئوليات الجديدة. ويرى أن هذا المشهد السياسى يمثل تحديًا للولايات المتحدة لصياغة سياستها تجاه الأحزاب الإسلامية التى يرى أنها المستفيدة الوحيدة من الربيع العربي. ويقول فريدمان إنه على الجيش المصرى أن يلعب الدور الذى لعبه الجيش التركى ذات مرة – بوصفه حاميًا للانتقال التدريجى للديمقراطية - وألا يكون مثل الجيش الباكستانى الذى تحول إلى مؤسسة مفترسة مكرسة لسياسة خارجية عدوانية لتبرير ميزانيتها الضخمة.