قدر توماس فريدمان الكاتب الصحفى والمحلل السياسى بجريدة "نيويورك تايمز" الأمريكية ان الانطلاقه الكبري لثورة 25 يناير اوشكت ان تبدأ الان واضاف فريدمان أن النقلة الحقيقية والنوعية لمصر لن تتحقق بالضرورة على يد الجيل الحالي "لأن أبناء هذا الجيل قد تعرضوا لتعنت شديد من قبل نظام الرئيس السابق حسني مبارك الذى أفقدهم الكثير من قدرتهم على الابتكار والتطوير، لذلك فإن الجيل القادم هو الذى سيحقق لمصر نقلتها الكبرى لأن هذا الجيل لم يتعرض لمعطيات عصر حسني مبارك جمال مبارك على الإطلاق، كما أنه ربما لن يكون عرضة لكثير من مؤثرات الإخوان المسلمين بصورتها الحالية المحلل الأمريكي الذى ارتبط اسمه في العالم العربى بطرحه للنص الأصلي لمبادرة السلام العربية التى تم تبنيها من قبل القمة العربية عام 2002، التقى أسرة تحرير "الشروق" في ضيافة رئيس مجلس الإدارة إبراهيم المعلم وسلامة أحمد سلامة رئيس مجلس التحرير. اللقاء جاء قبيل مغادرة فريدمان القاهرة فجر أمس، الثلاثاء، بعد أسبوع أمضاه في القاهرة متجولا فى أروقة السياسة المصرية الرسمية والحزبية والأهلية والشعبية. وفيما طرحه فريدمان حول قراءته للمشهد السياسي الحالي في مصر فإن "تجربة حكم الإسلاميين في مصر ستكون بالتأكيد تجربة مثيرة للاهتمام والتتبع، خاصة أن هذه هى الحالة الأولى في المنطقة التى يحكم فيها الإسلاميون بناء على مقدرات الدعم الشعبي وليس المعطيات السياسية والاقتصادية للسيطرة على النفط بالأساس كما هو الحال بالنسبة لإيران أو المملكة العربية السعودية وبحسب فريدمان فإن من أكثر ما يستحق المتابعة في التجربة الإسلامية القادمة في مصر هو طريقة تعامل الإسلاميين أنفسهم مع تفاصيل النجاح السياسى "الذى لا يبدو أنهم كانوا مستعدين له على الإطلاق والذى يبدو أنهم ايضًا كانوا من ضمن من تفاجأ به، وهكذا قال بعضهم لي وأضاف: إنه أميل للاعتقاد أن الإسلاميين، خاصة الإخوان المسلمين، سيميلون إلى تحكيم حسن السياسة ومراعاة المصالح العامة للشعب خاصة أن "أيام تحقيق الرفعة السياسية لمجرد معارضة نظام مبارك ودفع الثمن لذلك قد ولت، وأن ما هو آت بالنسبة للإسلاميين هو التعرض لتفاصيل حياة بلد وشعب تعرض لكثير من المعضلات خلال العقود الثلاثة الماضية وآثارها، في الأغلب، مستمرة إلى جانب ذلك استبعد فريدمان أن يسعى الإسلاميون "وخاصة الإخوان المسلمين" لإقصاء الأحزاب غير الإسلامية عن المشهد السياسي لأن الجميع يعلم "أن مصر أكبر من أن يسيطر عليها أو يتحمل عبئها حزب واحد أيما كان وأضاف "مستقبل مصر سيتم بناؤه فيما أرى بصورة تكاملية بين مختلف الاتجاهات، وأنا لا أرى سببا للغصة التى تسود في بعض الأوساط الليبرالية بالمقارنة بما كان متاحا لها وبعض أحزابها لا يتعدى تجربته الحزبية سوى شهور بالمقارنة بعمل الإسلاميين على الأرض الذى يمتد لعقود بما في ذلك الإخوان الذين عملوا على الأرض لثمانين عاما وبحسب فريدمان "لقد أعطى المواطنون أصواتهم للمرشحين الذين يعلمونهم والذين خبروا التعامل معهم، واليوم فإن الأمر يقتضى أن يتفاعل الجميع مع من تم انتخابهم" معتبرًا أن الفترة القادمة ستشهد بالضرورة تفاعلات مختلفة للقوى السياسية بما في ذلك ربما ظهور أحزاب جديدة. ورأى فريدمان أن اتجاه البعض إلى طرح تصورات مستقبلية مبالغ فيها عما سيقوم به الإسلاميون من الطيب أو السيئ أمر غير مبرر وغير مفيد، حسبما يرى، حيث إن هذه الاطروحات المسبقة قد تفرض نفسها بدون سابق إنذار على المواقف والقرارات التى قد تتبناها قوى الإسلام السياسي. وقال "من الأجدر، فيما أظن، أن تترك للإسلاميين الفرصة لطرح ما لديهم ثم التعامل مع هذه الأطروحات