أطلق النشطاء السياسيون والثوريون فى مصر حملة واسعة النطاق فى محاولة لمخاطبة الشارع المصري، الذى تنفرد به وسائل الإعلام (الرسمية) الخاضعة لسيطرة جنرالات العسكر فى مصر، الذين يحاولون بدورهم إصباغ صفات البلطجية والعابثين بمستقبل البلاد على شباب الثورة. هكذا وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميريكية، مشهد ميدان التحرير أمس فى جمعة "الحرائر" التى احتضنها الميدان بمشاركة آلاف النساء، ردا على انتهاكات عسكر "طنطاوى" لفتيات الثورة وشبابها بصورة مشينة، حيث أعد النشطاء عدد من أجهزة "البروجيكتور" – شاشات العرض – التى كشفت أن الانتهاكات الوحشية التى تناولتها الصحافة المحلية والعالمية، لم تكن إلا جزء من كل، ضمن حملة الجيش العسكرية ضد ثورة يناير، والهادفة لكسر الميدان، وهى الحملة المستمرة منذ التاسع من مارس الماضى، مرورا بأبريل ونوفمبر وحتى ديسمبر الحالى. واشارت الصحيفة فى تقريرها المصور، إلى أن تفاعلا إيجابيا واضحا قد ظهر عبر مشاركة عشرات الآلاف فى مسيرات جمعة الحرائر، لإعلان إدانتهم للعنف العسكري ضد نشطاء الثورة. فى الوقت نفسه، أشارت الصحيفة إلى أن مسيرات أخرى لنشطاء ثوريين قد واجهت رفضا من المتعاطفين مع بقاء المجلس العسكري فى الحكم، وهو ما ظهر فى بعض الميادين التى انطلقت منها مسيرات رافضة لحكم العسكر فى مصر الجديدة وغيرها، إلا أنها لم تجد صدى إيجابيا من بعض المواطنين، الذين عبروا عن خوفهم من وقوع أحداث دامية أو حرائق فى الممتلكات كما حدث فى ميدان التحرير أثناء الاشتباكات بين العسكر والثوار. وهو ما يكشف إلى أى مدى بات المصريون فى حالة من الانقسام بين مؤيد ومعارض لبقاء مصر محكومة بالعسكر، بحسب الصحيفة.