على خلفية المخاوف الاسرائيلية من تقدم الاسلاميين في المرحلة الاولى والثانية من الانتخابات البرلمانية ، وفي محاولة منها لطمأنة الشارع الاسرائيلي قالت صحيفة هارتس الاسرائيلية ان حزب النور السلفي المصري والذي يحتل المرتبة الثانية في نتائج الانتخابات المصرية سيحترم الاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل وانه لا يمانع في اجراء اي مفاوضات ثنائية معها لما فيه خدمة مصر. وكانت الصحيفة قد كشفت امس عن إعتزام سفير إسرائيل الجديد لدى مصر، يعقوب أميتاي، الإتصال بالمسؤولين الإسلاميين المصريين والممثلين حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين، وحزب النور السلفي. ونقلت "هاآرتس" عن مصدر دبلوماسى رفيع تأكيده على ضرورة إتصال ليفانون بجميع الكيانات ذات العلاقة فى مواقع السلطة بمصر، والتحدث إلى كل من يوافق على التحدث معه، حتى لو تم إجراء تلك الاتصالات بشكل عام.ومن جانبها أكدت جماعة "الإخوان" رفضها الحوار مع إسرائيل، وقال الدكتور رشاد البيومى، نائب المرشد العام للجماعة، في تصريحات لصحيفة "المصري اليوم" :"لا يمكن أبدًا أن نتحاور مع إسرائيل، فهى دولة إجرام واحتلال".وفى المقابل، أبدى حزب النور استعداده لبحث أى دعوة للحوار، وقال الدكتور يسرى حماد، المتحدث الإعلامى باسم الحزب: "لم تصلنا أى دعوات فى هذا الشأن، وعندما تأتينا سندرسها، ثم نقرر موقفنا". وكشف السفير الإسرائيلى السابق بالقاهرة، إسحاق ليفانون، أن الخارجية الإسرائيلية منعته من إجراء اتصالات مع جماعة "الإخوان" التى وصفها بأنها "أقل تطرفا مما تعتقد إسرائيل". وعلى الصعيد ذاته نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، عن ليفانون قوله إنه أرسل توصية إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية، عقب اندلاع ثورة 25 يناير، طالبًا الموافقة على أن يبدأ محادثات مع الإخوان، لكن الوزارة رفضت. وشدد السفير الإسرائيلى السابق على ضرورة عدم تجاهل الإخوان، مؤكدا أنهم "براجماتيون"، وليسوا متطرفين. يذكر ان اسرائيل تنتابها مخاوف كبيرة من صعود التيارات الاسلامية في مصر ، وهو الامر الذي احدث تحولا نوعيا في نظرة اسرائيل الى التيارات الاسلامية في مصر وخاصة الاخوان المسلمين ، وهو ما كشف عنه لقاء مراسل القناة العاشرة الاسرائيلية مع المتحدث الاعلامي باسم الحركة الدكتور " عصام العريان " ، واكده معظم المحللون الاسرائيليون في مقالاتهم وتحليلاتهم بالصحف الاسرائيلية ، فقد كتب المحلل الاسرائيلي تسفي برئيل في صحيفة هاارتس قائلا ان اسرائيل تحاول ان تخفي عن الشارع الاسرائيلي مخاوفها من الاسلاميين ، وانها عليها ان تتغير مع الواقع الجديد الذي ظهر بعد ثورات الربيع العربي واكد برئيل على ان اسرائيل والولايات المتحدة يجب ان تحترما ارادة الشارع المصري في اختياره للاسلاميين ، ويجب ان تعد العدة للتاقلم مع هذا الواقع المصري الجديد .