عندما تحدث اللواء عادل عمارة عن لسان قائد العسكر "طنطاوى" فى مؤتمره الصحفى اليوم، محاولا بكل السبل إثبات تهمة البلطجة على الثوار المتواجدين فى ميدان التحرير، استمرارا منه فى غسل عقول الناس فى مصر وأغلبهم من غير القادرين على التفرقة بين الغث والسمين سياسيا، ومعظمهم من المقدسين للبدلة الميري، فإنه بكل تأكيد ليس بمقدوره أن يغير حقائق بعينها لا يراها إلا مغمض العينين أو متواطئ، وهى:
أولا: أن الأحداث التى وقعت منذ أيام فى شارع مجلس الوزراء، لا يمكن اقتطاعها على حدة، دون أن نضعها فى سياق صورة كلية، تتضمن سلسلة من الاعتداءات التى ارتكبتها قوات الشرطة العسكرية وقوات الأمن المركزى ضد الثوار منذ فبراير الماضى وحتى الآن، فى دليل واضح أن النظام لم يسقط بعد وإن سقطت رأسه "المخلوع - مبارك"، وأن هذا النظام ممثل فى أجهزة الداخلية والمجلس العسكري تعاقب كل من قام بالثورة ضد هذا النظام الفاسد، بدليل إخضاع 12 ألف من شباب الثورة للمحاكمات العسكرية، فيما يعيش المخلوع فى "غرفة عمليات" مجهزة بجميع وسائل الراحة، ليقود منها عمليات الانقلاب على الثورة. ثانيا: حدث الاعتداء الأول من جانب العسكر ضد الثوار فى 9 مارس .. وقامت خلاله قوات الجيش بفض الاعتصام المتظاهرين بالقوة المفرطة واستشهد وأصيب المئات ... ووقتها أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بيانا يعتذر فيه رسميا للثوار قائلا بالنص: "نعلم أن رصيدنا لديكم يسمح". ثالثا: وقعت مهزلة كشف العذرية المشينة ضد فتيات الثورة ونسائها، ضمن سلسلة الإجراءات العقابية من المجلس العسكري - الذى تكفل بحماية بقية النظام من السقوط - وهى المهزلة التى لا سبيل لإنكارها سواء من اللواء الروينى أوغيره من قيادات العسكر، حماة نظام مبارك. رابعا: تكرر الاعتداء الغاشم على الثوار فى يوم 8 أبريل الشهير بجمعة الضباط، الأحرار، ومن وقتها .. فالعسكر يعتدون ولا يعتذرون .. ينتهكون ولا يتورعون عن الظهور فى وسائل الإعلام الرسمية التى يسيطرون عليها، ليلقوا بأكاذيبهم على الرأي العام، فتتلقفها الأغلبية الصامتة بالترحاب، وتقع على رؤوس الثوار وأهالي الشهداء كالقنابل. خامسا: فى الاعتداء الجديد ولن يكون الأخير ضد الثوار، بدأ العدوان والثوار فى حالة مزرية من المهانة فى ظل محاولة جهة ما (مجهولة) بتسميمهم كما يتم تسميم (البهائم)، ثم بعدها بيومين تعرض شاب من الأولتراس للضرب والسحل والكهربة فى جميع أجزاء جسده النحيل على أيدى حرس مبنى مجلس الشعب من قوات الشرطة العسكرية، وعاد لزملائه المعتصمين محمولا شبه ميت، فما كان منهم إلا أن قاموا بالاعتداء بالضرب على أحد جنود الشرطة، التى ردت بدورها محاولة فض الاعتصام بالقوة المفرطة .. ومن هنا بدأت أحداث العدوان الجديد، على الرغم من أحداث العدوان السابق الذى شنته قوات الأمن المركزى ضد المعتصمين سلما فى الميدان، لم يمض عليه إلا أسابيع، وراح ضحيته خمسين شهيدا، وألف مصاب، منهم أكثر من عشرين فقدوا أعينهم على أيدى ضباط فرقة القناصة الشهيرة. سادسا: فى كل هذه الاعتداءات ومن قبلها ومنذ أيام ثورة 25 يناير، لم يتم محاسبة جندى أو ضابط أو قائد، سواء من الشرطة أو الجيش على ما ارتكبوه من جرائم قتل وجرح وضرب وسحل وانتهاك أعراض نساء ... حتى لحظتنا تلك... بينما المحاسب دائما هم الثوار .. والبلطجية على طول الخط هم شباب التحرير، والمرتزقة إلى الأبد هم النشطاء السياسيون. سابعا: يبقى رموز النظام الساقط، من شلة السوء والفساد، وهم يعيشون فى زنازين خمسة نجوم، حيث تتأجل محاكماتهم اليوم بعد اليوم والشهر بعد الشهر، وهم الذين ثبت دورهم المشبوه مرة بعد مرة، فى إشعال الفتن الهادفة لتنفيذ مخطط كبيرهم المخلوع، العميل الصهيو - أميريكى الأكبر فى المنطقة - حسنى مبارك - وذلك من أجل إكمال مسلسل الفوضى الذى وعدنا به المخلوع قبل سقوطه غير مأسوفا عليه.