أكّدت الحكومة السودانية حرصها ورغبتها في إيجاد حلول حاسمة لكافّة القضايا الخلافية العالقة مع دولة جنوب السودان. وقال السفير رحمه الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية لدى لقائه هايلي منكريوس مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في السودان وجنوب السودان أمس، إن الحكومة تقدمت بعددٍ كبيرٍ من المقترحات الخاصة بحل القضايا العالقة مع دولة الجنوب، كان مصيرها الرفض والتجاهل من قبل المسئولين في جوبا. من جانبه، أكد منكريوس دعم الأممالمتحدة لمقترحات اللجنة العليا الخاصة بحل القضايا العالقة بين الخرطوموجوبا، وأشار إلى أن استقرار السودان يعني استقرار المنطقة بأسرها وسيكون له انعكاسات ايجابية على دولة جنوب السودان.في الاثناء يبدأ ليو جي جين المبعوث الصيني للسودان، زيارة رسمية إلى الخرطوم قادماً من جوبا اليوم الخميس تستمر يومين. وذكرت مصادر مطلعة أنه يتوقع أن يَدفع المبعوث الصيني خلال الزيارة بمقترحات وأفكار إلى مسئولين في الحكومة لتجاوز أزمة النفط بين السودان ودولة جنوب السودان. وأوضح السفير العبيد أحمد مروح الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية أمس، أن المبعوث الصيني سيلتقي عدداً من المسئولين بالدولة يَبتدرها باجتماع وزارة الخارجية. من جهة أخري إعتدى عدد من الشباب بدار حزب الأمة القومي على د. إبراهيم غندور الناطق الرسمي بإسم حزب المؤتمر الوطني عقب صعوده المنصة لمخاطبة حشد الهيئة الشعبية السودانية لمناصرة الشعب السوري، وهتف الشباب هتافات مناوئة للحكومة. وحاول غندور تهدئة الهتافات بقوله أنه جاء إيماناً بالحرية والرأي الآخر، وأن أهل الدار في إشارة إلى دار حزب الأمة يحترمون الضيوف، وأكّد للحضور أنه جاء مُسانداً للثورات العربية، وذهب إلى أن المؤتمر الوطني حال نضوج الثورة فإنه سيقودها، وبعد الاعتداء عليه قال إنه كان يتوقع أسلوباً مثل هذا، ومن ثَم خرج غندور برفقة عدد من الأشخاص إلى خارج الدار. وفي المقابل، انتقد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي السلوك الذي قام به عدد من الشباب، وما تعرض له د. إبراهيم غندور في دار حزبه. و كشف المهدي عن اتصال مع المحكمة الجنائية لتضمين من يقومون بالانقلابات العسكرية ضمن اختصاصاتها، باعتبار أن العسكريين يعتدون على المدنيين والعُزّل. من جانبها، اعتذرت د. مريم الصادق عن ما حدث، وقالت إن ميادين الثورة ليست في دور الأحزاب، وإن الندوة خُصِّصت لمناصرة الشعب السوري. في سياق آخر تنظم القطاعات الفئوية، المهنية، الشباب، المرأة والطلاب، الأسبوع المقبل مسيرة مليونية تنتظم ولايات السودان المختلفة تأييداً للقوات المسلحة في الدفاع عن الوطن. وقال رئيس الهيئة الشعبية للتواصل الثقافي بدر الدين طه إن المسيرات تجىء للوفاء ومساندة الجيش. وقال رئيس الهيئة لدى ترؤسه اجتماع اللجنة العليا لتكريم القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، إن المسيرة تعبر عن امتنان المواطن السوداني للقوات المسلحة الكبير في حماية ثغور البلاد بأرواحهم وحفظ الأمن والاستقرار في البلاد. ووضع الاجتماع الذي ضم ممثلين عن اتحاد أصحاب العمل، المرأة، الشباب، الطلاب ومنظمات المجتمع المدني، برنامجاً لاحتفالية كبرى ستقام خلال الأسبوع القادم تتضمن مناشط وطنية يشارك فيها كل أبناء السودان بقطاعاتهم الفئوية والمهنية تنتهي بمسيرة مليونية تنتظم ولايات البلاد تأييداً ودعماً للقوات المسلحة. وتأتي المبادرة التي تنطلق من منظور شعبي من باب الوفاء للقوات المسلحة تحت شعار "شكراً جنود الوطن"، وذلك تنديداً لما يحاك ضد أبناء الوطن المخلصين من داخل وخارج البلاد .