سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عقب وصوله إلي جوبا قبل 4 أيام من الاستفتاء البشير: سأحزن اذا اختار الجنوبيون الانفصال وسأكون سعيدا اذا حققنا السلام معا
4 ملايين ناخب يقررون مصير الجنوب..والمفوضية تؤگد اگتمال استعداداتها بنسبة 100٪
الرئىس عمر البشىر لدى وصوله الى مطار جوبا أمس ىرافقه سلفا كىر »صورة للأخبار من أ. ب« اكد الرئيس السوداني عمر البشير امس انه "سيكون حزينا" شخصيا اذا اختار الجنوب الانفصال لكنه "سيحتفل معه" مشددا علي انه مستعد لمواصلة تقديم الدعم للجنوب حتي في حال اصبح "دولة".جاء ذلك عقب وصوله الي مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان في زيارة نادرة وتبدو "وداعية" قبل اربعة ايام من الاستفتاء حول تقرير مصير هذه المنطقة الذي يتوقع الكثيرون أن يفضي إلي الانفصال. وقال البشير في خطاب بعد اجتماعه مع نائبه الأول ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت"علي الرغم من انني علي المستوي الشخصي ساكون حزينا اذا اختار الجنوب الانفصال لكنني ساكون سعيدا لاننا حققنا السلام للسودان بطرفيه". واضاف "نحن مع خياركم. ان اخترتم الانفصال ساحتفل معكم" مؤكدا انه "حتي بعد قيام دولة الجنوب نحن جاهزون لتقديم دعم فني او لوجستي او دعم بالخبرة لها".واوضح البشير ان "حجم المصالح والروابط بيننا في الشمال والجنوب غير موجودة بين اي دولتين في العالم" مشيرا الي انه "حتي لو حدث الانفصال فان الفوائد التي يمكن ان نحققها عبر الوحدة يمكن ان نحققها من خلال دولتين". واستعرض البشير المجهودات التي قامت بها حكومته من أجل تحقيق السلام، مرورا بانعقاد مؤتمر الحوار الوطني لقضايا السلام عام 1989 وصولا إلي اتفاقية نيفاشا التي وصفها بأنها حققت مطالب الجنوبيين في السلطة والثروة.وعن إعلان النتيجة قال البشير إن "الشعب السوداني شعب متحضر وسيخذل كل التوقعات التي تتحدث عن أعمال عنف، تماما مثل الانتخابات الأخيرة التي شهدت توقعات مماثلة بحدوث "حرائق ودمار ولكن الشعب السوداني كذب هذه التوقعات بسلوكه المتحضر". وكان مئات الاشخاص يتقدمهم سلفا كير قد استقبلوا البشير الذي تفقد حرس الشرف وأرتدي ثوبا يرمز للجنوب. ونشرت قوات امنية كبيرة في جوبا قبل وصول البشير بينما يجوب جنود مسلحون في الشوارع.وعند مدخل المطار رفعت منظمات غير حكومية لافتات كتب عليها "نحن سعداء باستقبالك من جديد للاحتفال باستقلال جنوب السودان" و"نرحب بكم في الدولة ال193".كما أعدت الحركة الشعبية لتحرير السودان استقبالا شعبيا للبشير ودعت المواطنين للاصطفاف في الشوارع لاستقباله.وتوجه البشير -الذي يرافقه وفد علي مستوي عال- إلي القصر الرئاسي لإجراء محادثات مع سلفاكير للاطلاع علي الاستعدادات لإجراء الاستفتاء ومناقشة القضايا العالقة بين الشمال والجنوب.ويتوقع كذلك أن يجتمع البشير مع حكومة الجنوب وبعض الأحزاب الجنوبية وقيادات المجتمع المدني، كما ينتظر أن يخاطب حشدا جماهيريا في جوبا.وقال ربيع عبد العاطي مستشار وزير الإعلام السوداني إن زيارة البشير تكتسب أهمية كبيرة في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به السودان وللوقوف علي ترتيبات الاستفتاء وضرورة إجرائه بصورة نزيهة وآمنة.كما تدلل الزيارة أيضا علي التأكيد علي مبدأ وحدة السودان الذي يتبناه حزب المؤتمر الوطني الحاكم باعتبار أن الوحدة هي التي تضمن قوة واستقرار السودان.ويراهن كثيرون علي هذه الزيارة التي قد تُسهم في حل القضايا العالقة بين شريكي الحكم في البلاد، وبينها وضع منطقة أبيي وقضايا ترسيم الحدود والعملة.وقبيل تلك الزيارة طالب البشير حكومة الجنوب بعدم مساعدة مسلحي بعض الفصائل في إقليم دارفور الذين فروا من المعارك إلي مناطق الجنوب، معتبرا أي تعاون معهم خروجا عن سلطة الدولة الواحدة.وهدد البشير بالتعامل مع المسئولين عن إيواء المتمردين كما يتم التعامل مع الخارجين عن القانون في إطار الدولة الواحدة. وفي سياق متصل، أعرب شان ريك مادوت نائب رئيس مفوضية استفتاء جنوب السودان عن أمله أن تسهم زيارة البشير في تسهيل عملية الاستفتاء. وقال مادوت إن المفوضية أكملت استعداداتها لإجراء الاستفتاء بنسبة 100٪ وإنها عازمة علي إجرائه في موعده المحدد رغم الصعوبات التي تواجهها مضيفا ان نحو اربعة ملايين شخص من جنوب السودان او نصف سكان الجنوب تقريبا سجلوا للمشاركة في الاستفتاء.وأوضح مادوت أن "العدد الإجمالي للمسجلين في الجنوب وفي ثماني دول في الخارج وفي ولايات شمال السودان بلغ 3.9 مليون ناخب". وتوجد الاغلبية العظمي من الناخبين في جنوب السودان. وليس مسجلا سوي 60 الفا واقل من 120 الفا في الشمال. وقال مادوت ان 52 في المائة من الناخبين المسجلين نساء. واكدت اللجنة التي تتلقي مساعدة فنية من الاممالمتحدة انها قادرة علي نقل بطاقات الاقتراع الي جميع مراكز التصويت في الوقت المناسب مع بدء الاقتراع يوم الاحد المقبل. وطلب من حكومة الخرطوم ان تدفع للجنة المبالغ التي وعدت بها لتسديد رواتب الموظفين وضمان حسن سير الاقتراع. ويتولي مراقبون امريكيون واوروبيون وافارقة مراقبة الاستفتاء. وقال مادوت ان خيار تمديد فترة التصويت لا يزال متاحا امام المنظمين مضيفا انه "اذا تبين وجود سبب وجيه فسنوصي اللجنة بالتمديد. ويتوقع ان يتوجه الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر والامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان هذا الاسبوع الي جوبا بمناسبة هذا الاستفتاء التاريخي.واعربت الولاياتالمتحدة عن "تفاؤلها" قبل الاستفتاء. وقال فيليب كراولي المتحدث باسم الخارجية الامريكية ان بلاده متفائلة بشأن الاستفتاء لكنها تعتقد انه مازال هناك عمل كثير ينبغي القيام به لضمان استمرار السلام.واضاف كراولي ان سكوت جريشن المبعوث الخاص لادارة الرئيس باراك اوباما للسودان وبرنيستون ليمان وهو دبلوماسي امريكي مخضرم عين لمساعدة المفاوضات بين الشمال والجنوب سيكونان في السودان لحضور الاستفتاء. واعربت بكين عن املها في ان يتم الاستفتاء في هدوء وشفافية وان يتيح الحفاظ علي استقرار البلاد. ومن جهة اخري، اعلنت حركة التحرير والعدالة التي تضم عددا من المجموعات الصغيرة المتمردة في دارفور انها وافقت علي اتفاق سلام مع الخرطوم سيتقرر موعد التوقيع عليه لاحقا.