كما هو متوقع من تحقيقات الداخلية: صائد العيون في ميدان التحرير .. كان فى أجازة .. والضحايا قتلتهم الشياطين خمسين قتيل وآلف مصاب .. قتلتهم الشياطين وليست رصاصات الداخلية والغاز المحرم دوليا.. هذا ما (كشفته) تحقيقات النيابة بشأن قضية الضابط محمود صبحى الشناوى الذى أثبتت تسجيلات الفيديو تعمده إصابة أعين الثوار فى ميدان التحرير، وسط تهليل وتشجيع زملائه، وهى التسجيلات التى أثارت ضجة كبيرة فى الشارع المصري وبحيث يبقى السؤال .. إذا لم يكن محمود الشناوى هو المجرم .. فمن الذى ارتكب هذه المذبحة؟
والأهم .. هل كان محمود وحده هو المتهم بقتل وإصابة وخنق وفقأ أعين وإصابة المئات، أم أنه فقط واحد من قطيع من القتلة؟ لقد ذكرت ملفات تحقيقات النيابة أن التسجيل ملفق لأن الضابط حلف إنه كان قد انتهى من مهمته فى المذبحة قبل ساعة ونصف من تصوير الفيديو .. ثم أكدت التحقيقات نفسها أن بنادق الخرطوش التى يستخدمها الشناوى وأمثاله لا يزيد مداها على خمسة متر (!!!!!!!!) بمعنى أنها فقط للتهويش من بعيد وليست سلاحا للقتل .. فمن الذى فقأ أعين العشرات إذن من شباب الثورة؟ أية سخرية يراد بها الاستهانة بالثورة وبشبابها .. وأى جبروت لطغاة الداخلية الذين مازالوا ينفذون مخطط العادلى لإذلال المصريين؟ ولكن لماذا العجب؟ ألم يكن طبيعيا أن تدافع الداخلية عن ابنها البار وسفاحها الصغير، الذى لو أدين بالقتل واستهداف إصابة المواطنين، لكان ذلك بمثابة إدانة للوزارة بأكملها؟ .. وهو ما يفسر الاختفاء الطويل للضابط محمود الشناوى ثم ظهوره فجأة وهو يسلم نفسه للداخلية آمنا مطمئنا للبراءة. تماما كما انبرت أمريكا لتدافع عن قنابل الغاز التى توردها إلى الداخلية المصرية .. لأنها ليس فقط تعتبر الثورة والثوار أعداء لها ولمخططاتها، ولكن أيضا لكى تدافع عن شركائها فى الجريمة وجرائم أخرى طويلة، منها على سبيل المثال ما كشفته الوثائق الدولية التى أكدت أن الداخلية المصرية كانت تقوم بعمليات تعذيب بالوكالة لمن تقوم أمريكا باعتقالهم فى أفغانستان وباكستان وغيرهما. البراءة متوقعة من جبابرة الأرض .. ولكن انتقام الله شديد: قال تعالى: ﴿ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }[ سورة : المائدة- آية 45 ]، وقال تعالى: ﴿ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً)