رواتب الكبار وما يتقاضونه من الآلاف شهرياً أمر يثير ثورة لدى محدودى الدخل فى ظل الأوضاع الإقتصادية السيئة التى تشهدها مصر، تباين رهيب، دخول متفاوته، ونداءات من د. يوسف بطرس غالى بترشيد الإنفاق حتى تصل مصر إلى بوابة الأمان، وذلك على الرغم من تقاضى مساعدة الوزير على راتب شهرى 205 آلاف جنيه، بالإضافة إلى حصول ومستشار وزير المالية يحصل على 150 ألف جنيه شهريا، بالإضافة إلى 12 سكرتيراً يحصلون على 100 ألف جنيه، أمور تثير إلى الدهشة والسخرية فى آن واحد! رواتب هذه القيادات تثير جدلاً واسعاً لدى الشارع المصري؛ وذلك على الرغم من ضخامة مسئولياتهم، ويبررون أن ضخامة الراتب ترجع إلى مبالغتهم فى الحوافز والبدلات والإنتقالات ومخصص السيارات والبعض الآخر يرضى بالواقع المؤلم، وهذا ما دفع إبراهيم البهبيتى وكيل أول وزارة المالية السابق للقول: إنه يشعر براحة كبيرة بعد خروجه على المعاش فالراتب متواضع والمسئوليات ضخمة، وكان الرجل يشغل رئيس أكثر من جهاز تابع لوزارة المالية، هذا الوضع رجح الإقتراح بفتح رواتب القيادات دون حد أقصى ويحددها رئيس الوزراء أو الوزير المختص! على الرغم من تقاضى الموظف المصرى مبالغ زهيدة لا تتعدى الدولار يومياً، الأمر الذى جعل المنظمات الحقوقية فى أمريكا ترصد هذا التباين الشديد فى رواتب محدودى الدخل، أما فى الولاياتالمتحدةالأمريكية فقد أصر الرئيس الأمريكى "أوباما" على ربط الدعم الحكومى للشركات الخاسرة بتخفيض رواتب ومكافآت وحوافز كبار الموظفين فى هذه الشركات.. وكان له ما أراد حيث اتخذت وزارة الخزانة الأمريكية إجراءات أدت إلى خفض الرواتب والمكافآت السنوية بنسب تصل إلى 90% لكبار المديرين فى الموسسات التى حصلت على مليارات الدولارات من الحكومة فى إطار خطط الإنقاذ من توابع الأزمة المالية العالمية، فالرئيس الأمريكى اختص "كبار" الموظفيين؛ فهل يأتى اليوم ليصدر هذا القرار فى مصر!