اتهمت الحكومة السودانية حكومة جنوب السودان بدعم حركات متمردة أعلنت مؤخرا تشكيل تحالف بهدف إسقاط نظام الرئيس عمر البشير، وكانت أربع حركات سودانية متمردة قد أعلنت تشكيل تحالف باسم الجبهة الثورية السودانية بهدف إسقاط نظام البشير، حسب بيان أصدرته هذه الحركات في وقت سابق. ويضم التحالف "الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال"، الذي يقاتل حكومة البشير في ولايتي النيل الأزرق وجبال النوبة وثلاثا من حركات دارفور المسلحة. وأكد الدكتور كمال عبيد وزير الإعلام السوداني، أن ما صدر من الحركات المتمردة ليس فيه جديد، وقال إن البعض منهم فشل في كثير من البرامج السياسية التي شاركوا فيها إبان الفترة الانتقالية ولم يقدموا شيئاً سواء على المستوى القومي أو الولائي . وأضاف أن مثل هذه المواقف المضطربة أفقدتهم كثيراً من عناصرهم التي انحازت للسلام، موضحاً أن الجديد فيما صدر عنهم، أن تتبنى حكومة الجنوب هذه الحركات وتسمح لها بالاجتماع في جوبا، وهذه إشارة إلى سوء النية في التعامل مع الأحداث بالمنطقة . وأكد عبيد أن هذه الحركات كانت تعتمد أساسا على كل من ليبيا وتشاد ، مشيراً إلى أن ذلك "ليس ممكنا الآن، فاتجهوا إلى حكومة الجنوب للاعتماد عليها رغم أنها ليست لديها المقدرة على مثل هذا العمل". واكد وزير الخارجية السوداني علي كرتي ان اعلان تحالف "الجبهة الثورية السودانية" بين حركات دارفور والحركة الشعبية شمال السودان لا يمثل خبرا جديدا لانها محاولات كانت موجودة قبل توقيع اتفاق السلام وبعد توقيعه. وقال كرتي في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم عقب عودته من القاهرة امس ان الحركة الشعبية في كل سنواتها لم تستطع ان تصل الي اي طرف من اطراف الشمال، من جانب قال وزير مجلس الوزراء بحكومة الجنوب دينج ألور ان هذه الاتهامات لا اساس لها من الصحة ولا صلة لها بالواقع. واكد ان حكومة الجنوب لا علاقة لها بالجبهة الثورية السودانية، كما ان منسوبي الجبهة لم يجتمعوا في جوبا ولا في ياي. وحول تورط الجيش الشعبي في احداث النيل والازرق وجنوب كردفان، وصف الامر بالتلفيق، وقال ان الخرطوم تعلم جيدا ان من يقاتل في جنوب كردفان هم ابناء المنطقة لان طبيعة الارض الطينية والجو خلال فترة الخريف لا تسمح بدعم من الجيش الشعبي. من جانبه اعتبر المؤتمر الوطني، تحالف الحركات الدارفورية المتمردة والحركة الشعبية قطاع الشمال تحت مسمى "الجبهه الثورية" نسخة مكررة من تحالف كاودا ومحاولة للتخريب وتعطيل التنمية بالبلاد، وأكد أن التحالف الجديد غير قادر على تنفيذ اجندته. وقال نائب امين الاعلام بالمؤتمر الوطني، ياسر يوسف، في تصريحات صحفية امس ان تحالف الحركات المتمردة ليس بالجديد، وهي حركات عنصرية تحاول تعطيل التنمية وتقويض مسيرة الدستور وادخال البلاد في ازمات لا فكاك منها، وجدد يوسف، مطالبه لحكومة الجنوب برفع يدها عن دعم التمرد والمليشيات في السودان الذي ظهر بالادلة الدامغة، وقطع علاقاتها مع الحركة الشعبية في جنوب كردفان والنيل الازرق وان تلتفت الى قضاياها الداخلية بدلا عن محاولة زعزعة الامن والاستقرار بالشمال، وقال ان من مصلحة الطرفين العمل لعلاقات حسن جوار. واشار يوسف الى دعوة حكومة الجنوب للانضمام للمنظومة الغربية المعادية للسودان والسعي لاستصدار قرار من مجلس الامن لادانة السودان، وقال هذه مخططات مكشوفة ولا جديد فيها والدوائر الغربية ظلت تقف ضد السودان وتعمل على تقويض النهضة والنماء رغم التقدم السياسي والتنموي بالبلاد، واضاف ان على حكومة الجنوب ان لا تكون مطية للدوائر الغربية التي ظلت في حال عداء مستمر مع السودان. ونوه الى موقف روسيا الذي دعت فيه المجتمع الدولي للنظر بعدالة وحياد في قضايا السودان، وعدم التحيز للجنوب، وقال السودان له اصدقاء كثر في المحافل الدولية سينصرون قضيته العادلة.
من جانبه، كشف مدير الإعلام في جهاز الأمن والمخابرات الوطني أن اجتماعات ما يسمى بالجبهة الثورية السودانية، عقدت في كل من مدن ياي وجوبا بدولة الجنوب، مشيراً إلى أن الاجتماعات لم تكن بمنطقة كاودا على الإطلاق ولم تخرج مقرراتها من كاودا كما زعم البيان الذي أصدرته والذي أسمته (بيان اجتماع كاودا الثاني)، مؤكداً أن الاجتماع الأول كان قد عقد في مدينة ياي، والثاني تم عقده بمدينة جوبا تحت رعاية حكومة دولة الجنوب . وكانت قوى تحالف ما يسمى بالجبهة الثورية السودانية وقعت على ميثاق التغيير، واتفقت على إسقاط نظام المؤتمر الوطني بكافة الوسائل المتاحة وعلى رأسها العمل الجماهيري والمسلح، مع المزاوجة بين قوى الانتفاضة والعمل الثوري المسلح .