كثر الكلام عن تجديد بعض شوارع العاصمة عمان الذي تنفذه امانة عمان في وسط العاصمة تحديدا، واعتبره البعض نوعا من الترف والبذخ والاسراف في وقت تحتاج البلاد الى كل فلس لإزالة المديونية المتراكمة عبر السنين ، فقبل الانتقال الى البنى الفوقية التجميلية التي لاتفيد المواطن مباشرة ,ولا يحسها بها المتذوق ,ولا يشعر بها سكان العاصمة ,هذه العاصمة الجبلية المتخمة بالملايين والمكتظة بالوافدين والمواطنين والسياح , هذه المدينة الكبيرة المتعبة من اداراتها المتعاقبة ,لا بد من خطة طويلة الامد وقتا ومالا (ملايين الدنانير) لأعادة تصميم وتجديد بنيتها التحتية المدفونة تحت الارض من حي المهاجرين الى عين غزال ,من ناحية مشاريع المياة والمجاري والاتصالات والمرور والشوارع والباعة والبسطات وممرات المشاة والبناء العشوائي ، وقلة مواقف الباصات العمومي والخصوصي . وان كنا لا ندري كم كلفة مشروع تحسين وسط عمان؟ الا اننا وحسب وجهة نظر الكثير من الشعب الاردني لا نحتاج الى مثل هذه المشاريع التي ترهق المواطن وتصب مديونية الى قديم فاتورته ,السؤال على نفقة من تم هذا المشروع ؟ ومن سيدفع الفواتير؟ بالتأكيد هو المواطن الاردني المغلوب على امره, المواطن المهمش . إن آلية الاستثمار التحسيني والدفع بالفور ثبت انها تقدم اسوء النتائج واسرعها هلاكا,وأكثرها فسادا، وأقلها جودة وعمرا. كم من مرة ومرة تم تبديل ممرات المشاة ؟ وكم من مرة ومرة تم تعبيد الطرق ؟ وكم من مرة ومرة تتعاقب فصائل الخدمات وبلا تنسيق لأمفاذ مشروع واحد ,فيسفد الاخير من انجز الاول والعكس صحيح .كيف وصل الترف الى رصف بعض الشوارع ؟الجواب هو :التقاء التقاطعات السياسية للأسف الشديد في تنفيذ العديد من مشاريع الاستثمار لمختلف القطاعات الحيوية التي بائت اما بالفشل حينا او تكون مخالفة للمواصفات او مغايرة للشروط, وضيعت على الاردنيين الكثير من فرص التقدم وهدر الاموال والاوقات في التخطيط والتنظيم والمياومات والمكافآت، والدليل هو اعادة انجاز ما تم انجازة بملايين الدنانير من خلال الفواتير والموازنات ودواليك ,ولو كان الاردن اولا ولو كانت المصلحة الوطنية اولا منذ سنوات بعيدا عن التجاذبات السياسية والمنافع الشخصية لأصبحنا بحال أفضل مما نحن عليه الان في كافة المجالات (الطاقة الكهرباء والسكن والخدمات الاساسية والترفيهية التي يحتاجها المواطن الاردني).من الانصاف الاعتراف بالمشاريع السياحية ودعمها بإعتبارها رفاه للوطن والمواطن ، فالعواصم الكبرى لم تولد جميلة ، وباريس ليست كما كانت عليه قبل اقامة برج ايفل الذي رفضه ابناء باريس في بادئ الأمر, ووقفوا ضد اقامته في القرن الثامن عشر ، ثم تراجعوا مدافعين عنه بعد ان اصبح رمزا للفرنسيين الذي اصبح مصدر دخل قومي لبلدية باريس من خلال ملايين السياح ، مع إنه لامجال للمقارنة بين ساحة باريس (برج ايفل) و حديقة باريس في جبل اللويبدة , وعلى ما يشاع - لا اعلم - ان هذه الحديقة تم انشائها بدعم فرنسي ,ومن ناحية اخرى لكوني اعمل في العاصمة ، أحرص شبه يومي وانا في طريقي الى العمل بالمرور بدرج البنك المركزي المؤدي ال جبل الحسين الذي لا زال على حاله لأكثر من ثلاثة عقود ( مزبلة , مكرهة صحية ,مكب للنفايات ,حرائق , اوساخ)رغم انه درج سياحي مؤدي الى القلعة صعودا من جسر الحدادة ، وهو ممر للسياح وطلبة الجاممعات والمدارس والاهالي وسكان المنطقة ,اين امانة عمان واين خدماتها في هذه المنطقة ؟ هل عمان وسط البلد ؟