في مقاله المنشور علي جريدة الشروق كتب الكاتب الإسلامي الكبير الأستاذ فهمي هويدي مقال تحت عنوان( أساطير نظام هوي ) ذكر في مقدمته ( نريد لمصر «الجديدة» أن تتطهر ليس فقط من شخوص وقيم النظام السابق، ولكن أيضا من مراراته التى مزقت الأواصر، ومن أساطيره التى شوهت الإدراك.) و نحن نتفق مع الكاتب تماماً فالجميع يريد لمصر أن تتطهر من شخصيات و أفكار النظام القديم و لكن يجب أن نتطهر نحن أيضاً من أفكارنا القديمة خاصة القيم و الأفكار التي زرعناها في أنفسنا نتيجة عدائنا للنظام القديم , فكان أي رأي مع النظام القديم فنحن نسير فوراً في الإتجاه المقابل , و لا نلقي بالآ بصحة او خطأ الفكرة أو الرأي بعض النظر عن رأي من هو , و لم يكن أبداً من الواجب ونحن ننادي بالتطهير أن تظل أفكارنا كما هي بدون إجراء عملية جراحية لها , فقد ذكرنا أستاذنا الكبير في مقاله و في الفقرة الرابع منه تحديداً ما نصه ( من الأساطير التى شاعت أيضا فى ظل النظام السابق ان إيران عدوة لمصر، وأن حزب الله يسعى إلى تخريبها وضرب اقتصادها. والاسطورة الأولى كانت وراء القطيعة المستمرة بين البلدين منذ قامت الثورة الإسلامية فى عام 1979، وحتى اللحظة الراهنة. ولأننى واحد ممن تابعوا مسار العلاقات بين القاهرة وظهران منذ السنة الأولى للثورة، فإننى لم أجد سببا مقنعا لا للقطيعة بين البلدين، ولا لتصنيف إيران بأنها عدو لمصر، فهمت أن ثمة عداء له ما يبرره بين إيران الثورة وبين الأمريكيين، وان العداء الأكبر قائم بينها وبين إسرائيل. لذلك فإنه فى غياب أية أسباب جوهرية لاستمرار القطيعة والخصومة بين القاهرةوطهران، فإن انحياز مصر إلى موقف القطيعة لم يكن يفسر إلا بأنه يتم بالوكالة عن الأعداء الحقيقيين.أدرى أن ثمة خلافات سياسية بين البلدين، وأن هناك ملفات عالقة بعضها عربى والبعض الآخر أمنى مصرى، لكن من قال إن العلاقات الدبلوماسية لا تقوم بين الدول إلا فى حالة الاتفاق بينها فى كل شىء. علما بأن الدول الأشد خلافا مع إيران، مثل السعودية ودولة الإمارات، تختفظ بعلاقات دبلوماسية طبيعية مع طهران. ومن المفارقات المثيرة للدهشة فى هذا الصدد ان التناقضات الاستراتيجية بين مصر وإسرائيل، التى هى أكثر عمقاء وجذرية أمكن تجاوزها بصورة نسبية، فى حين أن التناقضات الثانوية والفرعية بين مصر وإيران تعذر حلها.) و نحن نتساءل هل العدوة المزعومة التي يذكرها الكاتب غير حقيقية هل إيران حليف رئيسي لمصر و النظام السابق الذي أخترع العداء ؟ فلنعد بالتاريخ إلي الوراء قليل , أليست الدولة الإيرانية الحالية هي وريث الدولة الصفوية الشيعية و هي أشد أعداء الدولة العثمانية السنية و التي كانت تحكم مصر بإعتبارها دولة الخلافة الإسلامية , ثم قام رقيب اسطبل الخيل بثورة دعمه فيها الإنجليز لكي يحكم إيران من قبلهم و هي الثورة التي فتحت الباب أمام التدخل الإنجليزي الصريح , و الذي كان مقدمة للتعاون مع الدولة اليهودية الناشئة في أيام الشاة ثم كانت الثوة الإسلامية الشيعية , و الذي رفعت شعار تصدير الثورة الخمينية و هو الشعار الذي أصبح العمل الرسمي للخارجية الإيرانية أو لرسم السياسة الخارجية لإيران , واصبح العداء بين إيران و كل النظم العربية السنية و لا تخفي إيران مطامعها في العالم العربي , و كان يكفي وقوفها خلف ثورة البحرين في الفترة الأخيرة و تدعيمها للنظام السوري العلوي ضد الشعب السني السوري , و عملها التجسسي في الكويت , و مهاجمتها المستمرة للنظام السعودي ليس لشيء إلا لأنه سني المذهب و تدعيمها للمظاهرات الشيعية في داخل الأراضي السعودية , كل هذا بألإضافة إلي استمرار إحتلالها لجزر الإمارات و تدعيما للدعوة الشيعية داخل مصر و فلسطين و الأردن كل هذا كان يجب أن يكون سبباً رئيساً لعدم إعتبار أن العداء المصري الإيراني هو من أساطير النظام البائد بل هو حقيقة واقعة و أي تحرك إيراني داخل العالم العربي لا يستهدف إلا تصدير الثورة الشيعية و الدعوة الشيعية , و كل ما يقال عن العداء الأمريكي لإيران هو حقاً أساطير نظام هوي لأن إيران هي أقوي نظام ينفذ السياسة الأمريكية بعد وفاة نظام مبارك , و أن شعارات الموت لأمريكا وإسرائيل (مرك بر) هي شعارات لخداع الشعب العربي و الإيراني . ثم خرج علينا كاتبنا الكبير بمقال أخر عن إيران تحت( خطبة مصرية في طهران ) و هل يسمح لخطيب مصري أن يخطب في مساجد طهران و لكنه عنوان مخادع و لكنه يقصد كلمته التي قالها هو و يقول في بدايه مقاله (طوال أكثر من ثلاثين عاما من متابعة أحداث الثورة الإسلامية، كنت أذهب إلى طهران محملا بمجموعة من الأسئلة، أطوف بها على من أعرف من صناع القرار والمطلعين على أسرار البلد، حيث كنت أواصل السؤال وهم يجيبون) و لست أعرف لماذا ثلاثين عاماً في متابعة الثورة التي جعلت من شعار تصدير الثورة الشيعية هي الهدف الأول لها و نظرت إلي كل أهل السنة علي أنهم كفار يجب قتلهم و تخميس مالهم كما يحدث مع أهل السنة في إيران و العراق و الأحواز , كان يجب أن تقرأ كتاب الحكومة الإسلامية للخميني لكي تعرف ماهي الثورة الشيعية التي قامت في إيران و كيف تنظر إلي باقي مذاهب أهل السنة , و إني أتسأل هل لا يدرك كاتبنا الكبير ماذا تفعل إيران داخل العالم العربي و ماذا يفعل حزب الله في لبنان بالسياسة الإيرانية و تدعيمه للنظام السوري العميل الذي يقتل شعبه بالدبابات و لم يطلق رصاصة علي اليهود في الجولان . لا أدعي التفرد إن قلت إني الوحيد الذي أفهم السياسة الإيرانية في العالم العربي و لكن الكثير يعرفون و لسبب أعلمه و يعلمه الكثير يخشون الكتابة و فضح السياسة الإيرانية إن الدعوة لدخول إيران الملعب السياسي العربي تحت مظلة البعد الإستراتيجي و مصلحة الأمة الإسلامية , لهو كلام خارج السياق العقلي لمن يعرف العقلية الإيرانية و تاريخها عبر العصور , و لكن للأسف أري أتباع ابن العلقمي الشيعي منتشرة في الصحافة العربية و أخشي إنتقله إلي دائرة صناع القرار في العالم العربي لكي تجد ألف قبر للحسين و ألف حسينية , و أن يلعن أبي بكر و عمر و عائشة علي منابر مصر و نباع نحن العرب السنة في أسواق أصفهان لأعداء الأمة بإعتبارنا نواصب يجب إبادتنا .