تعرف على مدة إجازة رعاية الطفل وفقا للقانون    الدرهم والريال.. انخفاض أسعار 6 عملات عربية مقابل الجنيه اليوم    بعد التراجعات الكبيرة، آخر تطورات أسعار الذهب اليوم الخميس 15-5-2025 ببداية التعاملات    البيئة تبحث مع المقاولون العرب التعاون في إعادة تدوير مخلفات الهدم والصرف الصناعي    وزيرا السياحة والتنمية المحلية يبحثان خطط تحصيل الرسوم من المنشآت الفندقية    74 شهيدا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر اليوم    القلم الفاخر هدية أمير قطر لترامب من طراز مونت بلانك 149 ويفضله كبار الدبلوماسيين    منافس الأهلي.. إنتر ميامي يتعادل مع إيرثكويكس بالدوري قبل 30 يومًا من مونديال الأندية    لقاء حسم اللقب، موعد مباراة اتحاد جدة والرائد في الدوري السعودي    لجنة التظلمات تحسم مصير أزمة الثلاث نقاط اليوم    "سأعود".. حسام عاشور يكشف كواليس مكالمة الخطيب بعد وعكته الصحية    الدفاع يكشف سبب تغيب نجل محمد رمضان عن جلسة محاكمته    سالي عبد السلام ترد على انتقادات أدائها الصلاة بال "ميك أب" وطلاء الأظافر    الصحة تطلق حملة توعية حول مرض أنيميا البحر المتوسط    روسيا وأوكرانيا.. من جبهات الحرب إلى مفاوضات إسطنبول (تسلسل زمني)    27 مايو.. محاكمة عاطلين بتهمة تعاطي المخدرات بالساحل    الصحة تنظم مؤتمرا طبيا وتوعويا لأهمية الاكتشاف المبكر لمرض الثلاسميا    رياح مثيرة للرمال.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس اليوم    وفاة وإصابة 7 أشخاص إثر تصادم ميكروباص وبيجو بقنا (أسماء)    أسعار الأضاحي 2025 في مصر.. ارتفاع طفيف في الكيلو القائم واقبال متزايد مع اقتراب عيد الأضحى    5 دقائق تصفيق لفيلم توم كروز Mission Impossible 8 بمهرجان كان (فيديو)    اتحاد عمال الجيزة يكرم كوكبة من المتميزين في حفله السنوي    وزير الخارجية يشارك في اجتماع آلية التعاون الثلاثي مع وزيري خارجية الأردن والعراق    حالة الطقس في الإمارات اليوم الخميس 15 مايو 2025    أمين عام الناتو: لدينا تفاؤل حذر بشأن تحقيق تقدم فى مفاوضات السلام بأوكرانيا    مصرع طفل صدمته سيارة نقل مقطورة فى أوسيم    حديد عز تجاوز 39 ألف جنيه.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الخميس 15-5-2025    هانئ مباشر يكتب: بعد عسر يسر    بزشكيان ل ترامب: أمريكا تصف من يقاوم احتلال إسرائيل لفلسطين أنه يُهدد أمن المنطقة    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الخميس 15 مايو 2025    كيف تتخلص من ارتفاع ضغط الدم؟ 3 طرق فعالة دون أدوية    نائب رئيس جامعة دمنهور تفتتح معرض منتجات الطلاب ضمن مبادرة «إنتاجك إبداعك»    نماذج امتحانات الصف الخامس الابتدائي pdf الترم الثاني جميع المواد التعليمية (صور)    أيمن بدرة يكتب: الحرب على المراهنات    الكشف عن نظام المشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا 2025-2026    مصر تتصدر منافسات ثالث أيام بطولة إفريقيا للمضمار.. برصيد 30 ميداليات    لطلبة الشهادة الاعدادية 2025.. موعد امتحانات النقل والشهادة بمحافظة الوادى الجديد    من بينهما برج مليار% كتوم وغامض وحويط.. اعرف نسبة الكتمان في برجك (فيديو)    ريهام عبد الحكيم تُحيي تراث كوكب الشرق على المسرح الكبير بدار الأوبرا    جدول امتحانات الصف الثالث الابتدائي الترم الثاني 2025 في جميع المحافظات    حريق يلتهم مصنعا للبلاستيك بأكتوبر    المجلس الرئاسي الليبي يعلن وقف إطلاق النار في طرابلس    إعلام فلسطيني: شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة    رسميا.. رابطة الأندية تدعو الفرق لاجتماع من أجل مناقشة شكل الدوري الجديد قبل موعد اتحاد الكرة بيومين    تراجع أسعار الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الخميس 15 مايو 2025    «5 استراحة».. اعثر على القلب في 5 ثوانٍ    موعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا    سالي عبد السلام ترد على منتقديها: «خلينا نشد بعض على الطاعة والناس غاوية جلد الذات»    بريمونتادا +90 أمام مايوركا.. ريال مدريد يؤجل احتفالات برشلونة في الدوري الإسباني    تحركات برلمانية لفك حصار الأزمات عن أسوان ومستشفيات الجامعة    نشرة التوك شو| تفاصيل زيارة ترامب للسعودية.. وخالد أبو بكر يقترح إلغاء وزارة الأوقاف    حكم الأذان والإقامة للمنفرد.. الإفتاء توضح هل هو واجب أم مستحب شرعًا    "أول واحدة آمنت بيا".. محمد رمضان يكشف أهم مكالمة هاتفية في حياته    وفاة الفنان السوري أديب قدورة بطل فيلم "الفهد"    كيف قضى قانون الجديد العمل على استغلال الأطفال وظيفيًا؟    الكويت: سرطان القولون يحتل المركز الأول بين الرجال والثاني بين الإناث    الرئيس يتابع تنفيذ المشروع القومي لبناء الإنسان    ب«3 دعامات».. إنقاذ مريض مصاب بجلطة متكاملة بالشريان التاجى في مستشفى شرق المدينة بالإسكندرية (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انهيار جدار الصمت
نشر في مصر الجديدة يوم 18 - 06 - 2011

إن ما تمرُ به المنطقة العربية في هذه الأيام , لأمرٌ يُشعرك بالحسرةِ والألم مرة
وبالفخرِ والاعتزاز مرةً أخرى , فالحسرةُ والألم .. هي على الحال التي وصل إليها
حُكامنا من فسادٍ وإفسادٌ في الأرض , فقد أفشوا الظلم والفقر .. والبلاء والغلاء ,
وأنشئوا سجوناً ومعتقلاتٍ لا للظالمين ولا لسارقي أموال الشعب .. إنما أنشئوها
للمناضلين والشرفاء وكل من نادى بكلمة إصلاح ٍ لنظام الحكم ..
أما الفخرُ والاعتزاز .. فهو برؤيتك الشعوب تُضحي من أجل حريتها من طغاةٍ ظلموها سنواتٍ
وسنوات , بعدما يئسوا من العيش السقيم تحت مسميات الديمقراطية والحرية , التي تكدست بها
دساتير البلاد , وخلت من التطبيق على العباد .. فهذه الثورات المشرفة هي انفجارٌ طبيعيٌ
لبركان ظل صامتاً طوال سنوات حُكمهم العجاف , إلى أن حانت لحظة ُ الانفجار ..
فقد بدأت حمم البركان بالظهور من تونس الخضراء , بإقدام الشاب " مُحمد البوعزيزي " على
إحراق نفسه , بعد أن سئم من حياة الظلمِ والكبت فاختار نهاية ً أليمة لحياته , لكنها
كانت خيراً على شعبه بل على أمته , فالشرارة التي أشعلت جسد " مُحمد " أشعلت معها قلوب
التونسيين , فثار الشعبُ ليقضي على ظلمٍ وفساد دام أكثر من ثلاثةٍ وعشرين عاماً , ذاق
فيها الشعب التونسي أشد الويلات من " بن علي " وزبانيته , وتحققت أمنية " أحمد الحفناوي
" الذي عاش سنوات حُكم " بن علي " كلها .. فكان متعطشاً لرؤية هذا الظالم هارباً ومكبلا
, ولما رأى أمنيته تتحقق , خرج بعدها ليقول : هرمنا .. لأجل هذه اللحظة التاريخية ..
وبعد عشرة أيامٍ فقط انتقلت شرارة الثورة من تونس لأرض الكنانة مِصر , فهناك فسادٌ وظلم
وحياة لا تليق ببني البشر عاشها المصريون طوال ثلاثين عاماً , سمعوا خلالها خطاباتٍ
وتصريحات تعِدُ بالإصلاح والتغيير , نعم .. فقد غير " مبارك " الكثير في مصر وشعبها !!
فشعب مصر هو من أكثر شعوب العالم تدخيناً .. وشعب مصر هو من أكثر شعوب العالم العربي
ارتفاعاً في الأمية .. ومصر ذات المساحة التي تتجاوز المليون كم مربع تعاني من نقص في
الدقيق والمواد التموينية , وفرض " مبارك " على مصر اتفاقياتٍ مذلة مع الغرب وإسرائيل ,
فيبيع الغاز إليهم بثمن ٍ بخس أقل من ربع ثمنه الحقيقي , وهناك قرى وأحياءٌ مجهولة في
مصر .. لا تعرف غير الحطب موقدا والورق مشعلا ..
ولما ثار الشعب .. لم يستح ِ مبارك أن يخرج في اليوم التالي ليقول : لقد أقلتُ الحكومة
وأمرتُ بتشكيل حكومةٍ جديدة , مستخفا ً بعقول المصريين .. ولم يعلم بأن الشعب أعلنها من
قلب التحرير , بأنه لن يعود إلا وقد أنهى الظلام وأسقط النظام ..
وشعبُ مِصر ضرب مثالا ً في التضحية والفداء من أجل الحرية , فصمد تحت القمع والبلطجة
قرابة الشهرين , وسقط ثمناً للعيش الكريم أكثرُ من خمسمائة شهيد , وآلاف الجرحى
والمصابين , حتى استسلم مبارك لصرخات شعبه وانتهى حلمه بتوريث الحُكم لأبنه , وترك
السلطة لمن يختاره الشعب ليقود مصالحه , ويعيد لمِصر مكانتها وكنانتها ..
وفي ليبيا .. أبت كلماتي أن تصف أمر " القذافي " العجيب , فقد حكم الشعب الليبي أربعين
عاماً .. ويُقتل ويُذبح أبناء جلدته ليمدد حكمه أياماً معدودة , ويخرج لهم بخطاباتٍ
وكلماتٍ باهتة .. حذفها التاريخ من قاموس اللغة , لا تفهم منها إلا تكبراً واستكباراً
وتعالياً وجنونُ عظمةٍ في غير محلها ..
وما زال الليبيون يقاتلون لأجل حريتهم من هذا الدكتاتور الذي يأبى الرحيل ويقول : أنا
لستُ رئيساً بل قائد ثورة !! فلو كنت ثورياً كما تقول .. فلماذا لا تثور على الظلم
والفساد المتفشي في جماهيريتك المزعومة ؟ لماذا لا تثورُ على الفقر المدقع الذي يعيشه
الليبيون رغم الثروات الهائلة التي تملكها الأرض الليبية ؟ لماذا لا تثورُ على الكتائب
الأمنية التي تقتل وتُعذبُ أبناء شعبك ليل نهار ؟ .. وتصف نفسك بألقابٍ ونسبٍ زائفة
فتارةً ملك ملوك أفريقيا وأخرى سيداً لحكام العرب .. عجباً لأمرك !!
وامتد لهيب الثورة لليمن وسوريا .. فدمشق التي عهدناها رمزاً للعدل والإحسان والخلافة
الإسلامية , أصبحت تتخبط بظلم أبناء الأسد وحاشيته , فحزب البعث الاشتراكي الذي يحكم أم
بلاد الشام منذ ثمانية وأربعين عاماً وتوارثت عليها الأسماء , حتى وصلت ل" بشار" الذي
خرج وقد تغير وتبدل بعد أن ثار عليه شعبه .. !! فقد حلق " الرئيس بشار" شاربه ..
ألهذا ثار الشعبُ عليك يا بشار ؟! هل نسيت السجناء المهمشين بلا حُكمٍ أو تُهم في
زنازين الأجهزة الأمنية التابعة لك ؟ هل نسيت كبت الحرية والدكتاتورية التي تحكم بها
منذ أن ترك أبوك لك منصبك السلطوي ؟ عذراً .. فنحن في زمن ٍ انعدم فيه الحياء ..
ولم يكتفِ " بشار " بهذا ..! بل سلط كل قوته وجبروته ضد الثائرين من أبناء شعبه , فقتل
من قتل وعذب من عذب , حتى براءة الأطفال لم تسلم من أنياب هذا الأسد المسعور , ولعلكم
تدركون ما حدث للطفلين الصديقين " حمزة الخطيب " و " ثامر الشرعي " , اللذين ذاقا مرارة
العذاب ثمناً لطلبهم للعدالة والحرية وتأمين مستقبلٍ أفضل لحياتهم المكدسة بظلم القريب
قبل البعيد ..
وفي اليمن .. الأمرُ أخطرُ بكثير , فهذا الشعبُ المسلح من كبيره لصغيره أبى أن يعود عن
مطلبه بتنحي رئيسه " صالح " الذي يتربع على كرسي الحكم منذ أكثر من ثلاثةِ عقود , ففي
عهد هذا الرجل انتشر الجهل والتخلف , والقبلية والتبعية والفقر والبطالة ..
وما زال الشعبُ اليمني مُصراً على تغييره وعدم عودته للحكم مجدداً , بعد أن خرج من
صنعاء مصاباً بنيران حربٍ أهلية أراد إشعالها , لكن الله رد مكره إلى نحره فكانت إصابته
خيراً لليمن وشعبها ..
وفي نهاية مقالي هذا أقول : لقد دخلت الأمة ُ مرحلة ً جديدة من مراحل الصراع مع حكامها
, الذين سينفرهم التاريخ لأقبح صفحاته , وسيذكرهم بإفسادهم وطغيانهم وظلمهم وقوتهم التي
لا تظهرُ إلا على من قاوم وجاهد لأجل الإصلاح والتغيير ..
أما جدارُ الصمت والذل والهوان .. فقد انكسر وتهاوى أمام صلابة وعنفوان شبابنا العربي ,
الذي فهم أخيراً قول الشاعر :
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.