استضاف فندق بيراميزا الدقى، مساء أمس الأربعاء، الندوة التى نظمتها مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى تحت عنوان " أزمة النقاب فى مصر بين العام والخاص" ، وقد ضمت منصة المتحدثين ، كلا من د. يحيى الجمل الفقيه الدستورى المعروف ، ود. سعاد صالح أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، وحافظ أبو سعدة أمين عام المنظمة المصرية لحقوق الإنسان ، ونجاد البرعى الناشط الحقوقى، وحافظ المرازى مدير مركز كمال أدهم للصحافة والتليفزيون بالجامعة الأمريكية. دارت أغلب كلمات المتحدثين حول رفض النقاب من الناحية الشرعية والاجتماعية، وكان كلمات د. يحيى الجمل هى الأقسى والأشد ، فقد اعتبر النقاب ارتدادا عن قيمة الجمال التى تدعو إليها الطبيعة البشرية، وتؤكدها تعاليم الأديان، بينما أكدت سعاد صالح على رفضها المعروف للنقاب ، وعلى عدم وجود أى سند شرعى يوجبه أو يجعله مستحبا للمسلمات، وذكرت كيف أصدرت تعليماتها حين كانت عميدة لكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر بحظر دخول المنتقبات لجان الامتحانات ، إلا بعد خلع النقاب حتى انتهاء مدة الامتحان، وكيف تسبب ذلك فى مغادرة عدد من الطالبات لجان الامتحان رافضين أداء الامتحان دون نقاب! فى المقابل رفض نجاد البرعى فى كلمته حظر النقاب أو فرضه على المواطنات ، معتبرا أن هذه القضايا من القضايا "الفرعية" التى تستخدمها الحكومة للتغطية على الهموم الحقيقية للناس، وأن الأولى بالحكومة أن تلتفت للقضايا السياسية والاقتصادية التى تؤرق المواطنين ، وتجعلهم فى معاناة دائمة ، وأن تترك الحرية للناس فى ارتداء ما يشاءون. ولأن المنصة افتقدت الطرف الآخر فى القضية ، المؤيد للنقاب وحرية ارتدائه ، فقد جاءت كلمات أغلب من علقوا أو وجهوا الأسئلة من الجمهور ، ومعظمهم من الشباب ، لتعبر عن هذا التأييد، بل تحدى أحد المعلقين فى مداخلته أن يجرؤ شيخ الأزهر على إظهار حكم الإسلام فى التبرج والسفور، كما فعل فى مسألة النقاب !! واختتمت الندوات بهذه التعليقات التى ردت بقوة على كلمات سعاد صالح ويحيى الجمل ، وعابت على منظمى الندوة عدم استضافة من يمثل المنقبات ويعبر عن وجهة نظرهن ، كما أثبتت التعليقات وبقوة الفجوة الشاسعة التى تفصل النخبة عن الجماهير ، وعن قضايا المجتمع الحقيقية.