محمد فتحي منذ التنحي ونحن نشهد حرائق بلطجة تعدي على أراضي الدولة تعديات في الشوارع العامة وموجة عارمة من عدم احترام القوانين وقفات احتجاجية دعوات معارضة مظاهرات فى التحرير مليونيات عديدة أشعر وكأننا نعيش داخل مجموعة دول طوائف وملل جبهات وائتلافات وأحزاب الكثير والكثير لم يسع المقال لذكر هذا الزخم من انعكاسات الثورة الأمر الذي يجعلنا نقف لنسأل سؤالا إجباريا .. هل نجحت الثورة ؟ . لن تجد إلا إجابة واحدة : تحتاج لبعض الوقت .. هل نستطيع أن نسمي ما يحدث من كم الأحداث المتوالية والصدمات المريرة ثورة مضادة هل نستطيع أن نجزم أن كل هؤلاء أعضاء الحزب الوطني .. الكثير يجزم بإجابة مثبتة ولكن إذا استقرئنا الأحداث جيدا سنجد أن معظم أعضاء الوطني في الماضي هم مجموعة من راكبي الموجات والبعض الآخر محترف سياسة و منهمك في الوضع الجديد ويطرز الآن رداء جديدا ليلبس لبس الثوار ويحجز مكانه فى التحرير و البعض الباقي هم من صنعوا قانون البلطجة وممولي البلطجية في الأمس أما الآن البلطجية أصبح لهم كلمة وليس لهم حاكم لأن الوطني قد مات فمن أحضر العفريت هو الوحيد الكفيل بصرفه . تشير أصابع الاتهام الأخرى بجانب رجال الوطني العدو الأوحد للعرب اسرائيل ورجالاتها فى مصر بجانب أمريكا وما تريده من هيمنتها على أكبر دول في المنطقة وهي تشرع فيما عزمت عليه من سنين في شرق أوسط جديد وكأننا من مسرحية من تأليف السي أي ايه ومجلس الشيوخ واللوبي الصهيوني . تبقى بقية الأصابع حائرة بين رجال حبيب العادلي في الداخلية وأصحاب الوقفات و الطلبات الفئوية ومجموعة من المنتفعين وجماعات مندسة تتحدث باسم السلفييين والأقباط . والسؤال يعيد نفسه بطريقة أخرى هل تستطيع الثورة أن تستكمل مسيرتها وسط جميع هؤلاء المتربصين بها أم هي لعنة مبارك قد حلت على مصر ففي أحد خطابات مبارك أثناء الثورة أعلنها صراحة " يا حكمي يا إلا الفوضى " هل تعتقد أن الرئيس السابق كان قد يدبر لكل تلك الأشياء من ذي قبل أنا لا أعتقد فرئيس كان غائبا طيلة سنوات عديدة عن الحكم لا يستطيع أن يتفنن في نشر حالة الفوضى والارتباك وما تشهده مصر من مصائب واحدة تلو الأخرى وفي أوقات محددة وكأننا نعيش فيلما سينمائيا . الأمر أصبح محير فمن الذي دمر خطوط أنبايب الغاز ومن الذي وراء الهجوم على أقسام الشرطة ومن الذي يريد إشعال الفتنة ومن .. ؟ الإجاية تكاد تكون مستحيلة فلا أحد يعرف فالأفضل أن لا نقع فيما يريدون لنا أن نقع فيه من تشتت وتحزب وبلبلة ونبعد عن ذلك الكمين الصعب الذي تقع فيه الثورة . أعتقد أننا لابد وأن نراجع أنفسنا جميعا وأن يركز كل منا فى عمله الآن ونترك محاسبة النظام للقضاء والعدل لاننا دولة قانون ولن يحاكم الشعب المسئولين لأننا ببساطة لا نفهم في القانون فمليارات النظام لن تدخل جيوب أهل التحرير أو أصحاب الوقفات فكل يوم يمر ندفع ثمنه غاليا الأزمة لم تأت بعد والقادم أسوأ في ظل الحالة الراهنه فإذا أردنا نجاح الثورة فلابد من المشاركة في الإصلاح والإصلاح يبدأ بعد الثورات مباشرة عن طريق العمل ولنترك العدل لأهله والسياسة لأهلها وكفانا وقفات واحتجاجات وعلينا أن نقف داخل مصانعنا ونفكر من الآن من سننتخب فى مجلس الشعب لتعديل الدستور فقبل أن تطلب حقوقك فعليك أولا أن تمارس واجباتك والاختيار أمامك إذا أردت نجاح ثورة 25 يناير حتى لا تصيبك لعنة مبارك .