شهدت القاعة الكبرى بنقابة الصحفيين مساء اليوم الأربعاء ندوة بعنوان "الإخوان والمجتمع المدني"، بحضور كلًا من الدكتور حلمي الجزار القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، والأستاذ محمد إحسان عبد القدوس مقرر لجنة الحريات بالنقابة، ووالباحث في الحركات السياسية ممدوح الشيخ، ومن شباب الثورة محمد النجار. افتتحت الندوة بكلمة الأستاذ محمد إحسان عبد القدوس الذي بارك لمصر ثورتها وعرض لدور الإخوان فيها وخاصة في موقعة الجمل، ثم كانت كلمة شباب الثورة الذي ألقاها محمد النجارحيث أشار إلى قوة الصراع بين الإخوان وفلول الحزب الوطني أنها حالة من الاستقطان، وأننا مازلنا نحلم بالديمقراطية. وأوضح عبدالقدوس أن مفهوم الدولة المدنية لدى الإخوان وغيرهم من المجتمع المدني، حيث أنها مصطلح غربي تعني عزل الكنيسة عن الدولة بعد قيام الثورة في العالم الغربي، ولا يوجد في الإسلام دولة دينية، وأكد أننا ورثنا أشكال علاقة الدين بالدولة منذ عصور مضت. وقال ان جماعة الإخوان المسلمين دورها إما الإجابة على الشعب أو الاستجابة له "، بهذه العبارة بدأ ممدوح الشيخ كلمته، حيث أشار إلى أنه" إذا كان دور الإخوان هو الإجابة على الناس، فإنها ستكون دولة إسلامية، أما إذا كانت الاستجابة للناس فتعني الاتجاه نحو الخلافة، وهذا مقبول، ويجب أن تتجه أنظار المجتمع المصري إلى الإصلاح في المجال الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي تم تخريبه من قبل النظام السابق، بعيدًا عن الجدل الدائر حول صفة الدولة المدنية أو الدينية، حيث أن مواد الدستور المصري تتضمن عدم وجود دولة دينية.
وعلى صعيدِ آخر بدأ الدكتور حلمي الجزار كلامه بالإعلان عن التقدم بأوراق حزب "الحرية والعدالة" اليوم، كما أكد انفصال الحزب عن الجماعة، وأن قرارته بيد أعضائه فقط، معلناً عدم استخدام الشعار الذي أثار جدلاً كثيراً في الاعوم السابقة "الإسلام هو الحل"، مؤكدًا على أن الحرية هي الحل والعدالة هي التطبيق، كما هنأ الحزب بانضمام الدكتور رفيق حبيب الذي عين نائبًا لرئيس الحزب. وفي سياق متصل أشار إلى أن الإخوان تريد دولة حديثة وفقاً للمرجعية الدستورية، يوجد فيه مواد تكفينا جميعاً، وأن هذا لايوجد خلاف عليه، وحول المرجعية الإسلامية قال:"المرجعية الإسلامية موجودة في الدستور منذ دستور 1923 "، وعن دور المرأة في الجماعة، أكد على ان الجماعة تبحث عن الكفاءات سواء كانت الكفاءة مرأة أوقبطي، وأن المرجعية في ذلك ترجع في ذلك إلى الأمة التي هي مصدر السلطات. وعن موقف الجماعة من الفن قال الجزار:" الفن حلاله حلال وحرامه حرام"، مستشهدا بأغنية أم كلثوم أنا الشعب التي تتميز بالحِس الوطني، مثنياً أيضاً على مسلسل الجماعة. وعن موقفهم من السياحة قال الجزار : "السياحة تمثل ثروة لمصر ومن حق العالم أن يستمتع بها"، مستشهداً بالأقصر التي تمثل ثلث آثار العالم"وقد قمت بزيارتها". وعن التخوف من عدم تداول السلطة إذا حكم الإخوان قال:"الشعب الذي أزال الطاغية من ميدان التحرير يستطيع أن يزيل غيره "، موضحًا أن رؤية الحزب أن الحرية هي الحل والعدالة هي التطبيق، وأشار إلى أن القضاء الإداري يمثل ضمانة مهمة تجاه هذا التخوف، حيث وصفه بأنه هو الرجل الأول في مصر بعد الثورة، وأكد على أنه لا يمكن لأي فصيل أن يتصدى لحل مشاكل الشعب وحده، وأن شغل السياسة هو الانتقال إلى الواقع. وفي تعليقه على ترشيح الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح نفسه لانتخابات الرئاسة قال:"الجماعة موقفها واضح ،ولن ندعم أي مرشح من أعضاء الجماعة"، وعن اختيار العربي أمينا عامًا للجامعة العربية قال:"كنا نتمنى استمراره كوزير خارجية حيث أنه يستطيع نقل مصر لأوضاع أفضل ".