محمد فتحي بعد إعلان الإخوان المسلمين عن إنشاء حزب العدالة والحرية بادر إلى الذهن سؤال لابد وأن نقف عنده لماذا حزب للإخوان الآن طالما يمتلكون شرعية شعبية ملكتهم إياها ثورة الشعب بتأييد من المجلس العسكري والحكومة الجديدة كقوى سياسية دون الحديث عن الفرق بين الجماعة والحزب أيا منهم الأعم والأشمل أعتقد أن الإجابة الحقيقية عن هذا السؤال لم تظهر بعد. بعد العدالة والحرية فُتح المجال إلى الحديث عن الدولة الدينية أم المدنية لم تكن تلك هي المرة الأولى الذي يتحدث فيها الناس عن تلك الدولتين قبيل التصويت على التعديلات الدستورية المقترحة كان أيضا مجالا خصبا لذلك الحديث فمن قال لا .. خائفا من الدولة الدينية " الإخوان " ومن قال نعم مزيج بين من يريد الإسراع في نهاية حالة عدم الاتزان والاستقرار وانتهاء الحكم العسكري وبين من يؤيدون الإخوان ... صحيح لا يصح أن أطلق الأحكام على الإطلاق ولكن تلك هي أغلبية الآراء وقتها . فلدينا ملامح محددة لشخصية مصر فى الفترة القادمة إما مدنية تحكم بقانون وضعة متخصصون ودستورييون وإما دولة مدنية الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع ! .. أعتقد أن من فهم كلامي جيدا لن يستغرب فالحكم الإسلامي مدني إذا ما دققنا ونظرنا مليا . فقد حكم سيدنا محمد الدولة الإسلامية فى المدينة بحكم إسلامي بالعدل والمساواة بين جميع طوائف وملل شعب الدولة آنذاك مسيحي ويهودي ووثني لم يفرق بينهم في الحقوق والواجبات لم يكن الإسلام يوما يحكم بالقهر والقمع والتعذيب كما كان موجودا طيلة سنوات كثيرة مضت في مصر والوطن العربي . أخذ بالشورى فى اختيار خليفة المسلمين " حق ممارسة الحياة السياسية " اختار الولاة لا على أساس شخصي وإنما للكفاءة " العدالة الاجتماعية " مساعدة الفقراء والمحتاجين " الدعم " تعيين قاضي شرعي يحكم بين المتخاصمين " العدل " لم يعش المسلمين فى قحط أو فقر أو جوع ولم يعرفوا البذخ " ترشيد الاستهلاك " هذه وغيرها من مبادىء وتعاليم الإسلام كفيلة بأن تخلق دولة عظمى كبرى تشجع العلم و العلماء . هل يوجد دين سماوي في الأرض لا يدعو للحب والتسامح والعدل والحرية والإخاء بالطبع لا فلماذا التخوف والرعب من حكم بقوانين دينية فلم تحكم مصر دينيا يوما من الأيام حتى السعودية لا تعتبر دولة دينية فمن يدعون كذبا ونفاقا بأن علينا أن نتحصن للحماية من دولة تحكمها الشريعة الإسلامية ويسمونها دينية فقد جانبهم الصواب فالإسلام أقام دولة مدنية وليست دينية منذ بداية الدولة الإسلامية. لست مع الإخوان على الإطلاق ولا أحب استخدام شعارات دينية فى ممارسة السياسية فهناك فرق كبير أن يحكمني قانون إلهي يخلو من العيوب مهما اتفقنا على قوانين من صنع أعظم البشر لن نتفق عليها بالإجماع وسنرى ماذا سيحدث داخل وخارج قبة البرلمان القادم من اختلافات على تلك القوانين . فممارسة السياسة حق للجميع والكل له جميع الحقوق في أن يعرض بضاعته دون المساس بالآخرين سواء بالنواحي الشخصية والأدبية أو العملية ولا يصح لنا أن نصف الناس لنفرق كيان أمة فكلنا مصريون لنا كل الحقوق وعلينا كل الواجبات . فالسياسة الحزبية والبرلمانية والجمهورية تمارس بمبدأ مصلحة المواطن وبرنامج انتخابي واضح يحاسب عليه من يعلنه عن تنفيذ كل ما فيه بما يضمن مصلحة المواطنين دون استخدام شعارات مطاطية أو نمطية أو مستهلكة فالشعب الآن مل وكل من أي شبيه بالوطني أو أي شخص يشبه أعضاء الوطني شكلا ولونا ومضمونا .. هل تستطيع أن تجاوب معي على هذا السؤال .. كيف ترى مستقبل مصر السياسي مع شخصية الرئيس القادم ؟ 1 - إخوانية " حرية وعدالة .. 2- عسكرية جيش .. 3 - مدنية " الأحزاب " 4 - لم تظهر ملامحها بعد " شخص لم يظهر حتى الآن " .