«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حديث د. جمال زهران
حكاية ثورة.. وتوابعها
نشر في آخر ساعة يوم 29 - 03 - 2011

من أشرس المعارضين البرلمانيين الذي أقلق مضاجع النظام لسنوات.. يعمل له ألف حساب عندما يواجه الحكومة بفسادها.. غير المنكر السياسي بلسانه ويده ولم يكتف بأضعف الإيمان.. كان مع الثوار من أول لحظة وتلقي الضربات في يوم 25 يناير وظل صامدا في التحرير حتي النصر.. إنه د.جمال زهران المفكر والسياسي وأستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة بورسعيد والنائب البرلماني المستقل »2010 - 2005«.
الذي يعرف د. جمال زهران.. وهو أستاذ جامعي.. يدرك تماما مدي وطنيته وحبه لهذا البلد.. ومدي خبرته العلمية في تحليل ماحدث وما سوف يحدث في هذا البلد من تطورات أو محاذير.. ويصدقه تماما عندما يحذرنا من الثورة المضادة.. ومن تباطؤ خطوات التغيير التي لا ترتقي إلي نبض الثورة وشرعيتها.. ويصرخ منفعلا بأن الوطن به الآلاف من الكفاءات التي يمكن أن تحل مكان رجال النظام السابق.. حتي تصل سفينة الثورة إلي مرفئها الآمن.
❊ قل لنا حكاية.. بداية الثورة؟
بالنسبة للشباب فهم الذين فجروا طاقات المجتمع وعبروا عن الرغبات المكبوتة عند الجميع.. لذلك عندما دعوا الشعب للثورة لقوا تجاوبا كبيرا لأنه كان حصادا لتراكمات احتجاجية علي مدار السنوات العشر الأخيرة.. فهي لم تولد من فراغ ولم تكن مجرد تعبير عن رغبات بعض الشباب يدعون الناس للتظاهر.. فتظاهروا ولا إلهام التجربة التونسية فقط طبعا سقوط (بن علي) كان مشجعا وحافزا كبيرا ولكن السبب الرئيسي والمفجر فعلا لثورة الغضب، هو اغتصاب إرادة الشب في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وهي لم تكن أول ولا آخر الانتخابات المزورة في تاريخ الحزب الوطني.. فقد سبقها بعدة أشهر.. انتخابات مجلس الشوري المزور.. والمجالس المحلية المزورة.. وسبقها انتخابات 2008 وسبقها كل المقاعد البرلمانية التي خلت بعد إلغاء الإشراف القضائي وانتخابات مجلس الشوري 2007 حتي الاستفتاء علي التعديلات الدستورية (المشبوهة) لهدف توريث الحكم 2007.
فمنذ 2005 حتي 2010 عندما تأكد الحكم بأن أي انتخابات سليمة.. معناها ضياع نظام الحكم وخروج الحزب الوطني من علي الساحة وفشل موضوع التوريث فقرروا التحرك بسرعة وتهيئة الساحة بدون معارضة لنقل الحكم لجمال ومن ثم قرروا الإطاحة بالمعارضة كلها بتزوير فج وفاجر. ولم يدركوا إن ما حصل سوف يستفز الناس بصورة غير مسبوقة فقد استقروا علي أن الشعب المصري شعب خانع.. يساق بالعصا وأنه يخاف من (عسكري الدرك) وليس حتي من ضابط الشرطة.. وأنه يعيش في خوف دائم لأن الأمن قادر علي التنكيل به والقضاء علي أي محاولة احتجاجية.. بواسطة قانون الطوارئ الذي ظل يتحكم فيه لمدة 30 عاما.
لذلك أقول إن هذه الثورة كانت حصاد عمل وطني من كافة القوي السياسية المعارضة والمحتجة طوال السنوات الخمسة الماضية.
❊ هل شعرت فعلا من أول يوم .. إنها مقدمات ثورة؟
عندما دعا الشباب لمظاهرة 25 يناير وهو عيد الشرطة.. تصورنا كلنا أنها مظاهرة وتنتهي آخر النهار.. ولكن الذي حدث أننا كنا عند دار القضاء العالي.. واقفين ثم تساءلنا ماذا بعد؟ قالوا علي ميدان التحرير .. وفعلا ذهبنا وشعرت وقتها باستماتة الشباب وأنهم لن يبرحوا إلا بعد إسقاط النظام.
هذا الإحساس تولد عندي الساعة الخامسة مساء بأن شيئا ما هاما يحدث كل مجموعة في أنحاء القاهرة.. تتصادم مع الشرطة.. فتجري علي ميدان التحرير ثم حدث نفس الإصرار في كل أنحاء مصر .. الإسكندرية.. بورسعيد .. السويس .. وعن طريق (النت) تواصلوا مع الجميع هبت الثورة الشعبية.. خاصة بعد معركة الجمل والحمير.
❊ رغم أن الثورة كانت سلمية وشعبية بشكل غير مسبوق فإن النظام تعامل معها.. كعهده دائما.. بوحشية.. ولكن هذه المرة.. جابت هي أجله!
فعلا تعامل بوحشية غير مسبوقة رغم سلمية التظاهر واستخدم القناصة والرصاص الحي الذي ضربهم في مقتل ولكن.. نقطة ضعف الدولة أنها تعاملت معهم علي أنها مجرد مظاهرة وتنفض.. لقد تحركوا علي إدراك خاطئ.. ولم يستوعبوا أن حجم التراكمات قد وصل إلي الحلقوم .. لقد شعر الناس أن إرادتهم.. اغتصبت والأسوأ قادم وهو التوريث.
وكانت البداية إسقاط الرموز.. باطل فتحي سرور.. باطل أحمد عز.. زكريا عزمي.. ثم علي استحياء.. حسني مبارك .. ولكن بعد 28 يناير.. وتجمع الناس كلها من مصر لأسوان.. وبدأت فعلا المطالبة بإسقاط النظام .. خلاص وعي الناس.. أنه لاعودة.
حصلت كيمياء بين الشباب والشعب المصري ومن ثم انفجرت الثورة الشعبية.
ونستطيع أن نحدد أسباب الثورة.. علي مدي آخر عشر سنوات.. القهر السياسي.. الظلم الاجتماعي.. الفساد.. عدم تكافؤ الفرص .. الأسباب الاقتصادية والبطالة..و..و..
❊ هل ممكن أن تقول إنه ليس كل الناس تهتم بالسياسة ولكن الجميع يهتم بأكل العيش.. بالأمراض التي انتشرت .. بالذل بعدم قدرة الدولة علي توفير أقل مقومات الحياة.. هنا انفجر الجميع.. فيا واخد قوتي .. يا ناوي علي موتي!! إذن المظاهرات الفئوية هي التي دفعت الجميع للانضمام للثورة.
أولا الشباب هم مرآة المجتمع وهم الذين عانوا من كل الفساد وهم في بداية حياتهم.
هؤلاء الذين حرموا من تكافؤ الفرص.. واجهوا التعليم المتميز فراحت فرصتهم في سوق العمل.. منتهي الظلم التفوق لم يعد يعني شيئا للفقير والغني يحصل علي كل شيء بالواسطة.. ثم عدم قدرة علي الحصول علي السكن وبالطبع لا قدرة علي الزواج .. كل ذلك بسبب حكومة لاتعمل سوي للأغنياء فقط. هذا الإحباط هو الذي حرك الشباب وجر وراه كل جموع الشعب لنفس مشاعر الظلم والقهر.
لذلك طالبوا بإسقاط النظام لأن لا أحد أصبح عنده القدرة علي التحمل أو الصبر خلاص.. كفاية .. خلاص.
❊ بعد كل هذه القصة الرائعة للثورة الشعبية وأسبابها .. لماذا يشعر الناس بالإحباط وإن الثورة لم تأت بثمارها المنتظرة أو أنها وقعت في »حجر« انتهازيي كل الثورات؟
في البداية كانت قيادات الجيش تقول نتفاوض في كل شيء ماعدا (تنحي الرئيس) ولكن عندما استشعروا خطورة الموضوع.. أجبروه علي التنحي بعد أن انحاز الجيش للشعب ورفض تنفيذ »أوامر« مبارك.. بضرب المتظاهرين.. في المليان إذن عندما فوض سلطاته للجيش وليس لنائبه ولا لرئيس مجلس الشعب.. فكأنه يفوضه للشعب لأن الجيش هو ملك الشعب وحامي ثورته. وبهذا سقط فعلا النظام.
❊ ومظاهر هذا السقوط فعليا؟
هو سقوط الرئيس وحكومته ومجلسي الشعب والشوري (التابع له) ثم دستوره وكان من المفروض أن يسقط بالتبعية المحافظون ورؤساء المؤسسات الذين يعينهم مثل رؤساء مجالس الصحف والجامعات والمؤسسات العامة والمحليات.
ما كان يجب أن يستمر شفيق رئيسا للوزراء وهو الذي اختاره مبارك والحمد لله استجاب لمطالب الجماهير وأتي بالدكتور عصام شرف الذي كان أحد الأسماء المطروحة من »التحرير« أي من الثورة.
ولكن مازال بعض الوزراء المحسوبين علي مبارك في السلطة.. مازالت بعض شخصيات التي لها صبغة سياسية علي العكس ما طالب به الشعب من اختيار حكومة تكنوقراطية.. وبها أحد رجال الأعمال وهو وزير السياحة.
كما لم يصدر حتي الآن قرار بحل المحليات وكلهم حزب وطني وكذلك المحافظين حتي الآن.
بالإضافة للنقطة المحورية وهي (الدستور) الذي سقط بحكم الشرعية الثورية ومع ذلك قالوا إنه تم تعليقه وليس إسقاطه.. كيف؟ الدستور يلغي.. يسقط هذا الذي أفهمه أما غير ذلك فهو محير.
❊ إذن ماذا تحقق من مطالب الثورة؟
الذي تحقق ليس بالقليل.. ولكن هناك أمور أساسية لم تتحقق وللأسف منهج الرئيس مبارك هو السائد الآن.. أليس هو من اقترح تعديل تلك المواد في الدستور.. والحوار مع الجماعات.
❊ ممكن أن يردوا عليك.. إن تغيير كل نظام الدولة مستحيل في نفس الوقت لأن ذلك معناه انهيار الدولة ثم إن الفترة التي مرت قليلة جدا وحجم التغيير ليس بالقليل.
أولا هذا الرأي خطأ.. لماذا؟ هؤلاء الباقون في المناصب الذين يرفضهم الشعب لفسادهم وتواطئهم مع النظام السابق وظلمهم .. أصبحوا عبئا علي الثورة.
أتعرفين أن تقريبا لا أحد من المحافظين يستطيع الخروج من مكتبه إلي الشارع؟ الناس سوف تضربهم .. فالناس حبلي بالغضب.. وكسروا استراحات المحافظين ووجدوا فيها آثار موبوقات.
هؤلاء المحافظون لابد أن يقدموا للمحاكمة مثل رئيسهم لارتكابهم جرائم ضد الشعب ومصالحه فرئيس الدولة هو أيضا ثبت أنه لص سرق ثروة الشعب هو وأولاده وحاشيته فكيف أتعامل مع من كان في خدمته وخدمة سرقاته؟
عامة طالما سقط النظام فلابد أن يرحل رجاله معه ولا تصدقي أنه لا يوجد صف ثان وثالث قادرون علي تحمل المسئولية فالشرفاء كثيرون.
الحزب الوطني سقط مع أمن الدولة.. إذن الاختيار سيكون سهلا بلا ضغوطهم.. لا تصدقي ولا ترددي مقولة مبارك الذي لم يجد نائبا طوال ثلاثين عاما.
هناك شرفاء دفعوا ثمن شرفهم في عهد مبارك وهم قادرون اليوم علي القيام بالأدوار التي تطلب منهم تذكري .. أنه لايوجد مسئول جاء إلي منصبه في العهد السابق دون أن يكون مسنودا أو صهر فلان أو تبع أمن الدولة.. هؤلاء يجب أن يرحلوا.
❊ ولكن الموضوع يخص الأمن بالأساس .. لو لم ينسحب لما حدثت هذه التجاوزات؟
انسحاب الأمن جريمة خيانة عظمي عقوبتها الإعدام .. كل من تسبب في الفراغ الأمني وترويع الآمنين لابد أن يحاكم.
يا ناس.. معقولة دي وفتحي سرور .. آمن ويروح يدلي بصوته في الانتخابات باستفزاز كأن لا شيء قد حدث؟ وزكريا عزمي مازال في القصر الرئاسي وهو الذي عين بقانون خاص اسمه قانون2 لسنة 2000 ليضمن له الوظيفة مدي الحياة.
ياناس الثورة لها حكمها .. وشرعيتها لأبد من محاسبة كل هؤلاء.. حتي المسئولون عن موقعة الجمل وقتل المتظاهرين لم يقدموا للحاكمة حتي اليوم لماذا؟
❊ ربما لأن حجم الفساد كبير وكذلك وحجم البلاغات بالمئات فالأمر محتاج وقت.. فلنصبر قليلا ولا إيه؟
يا أستاذة الموضوع خطير والنائب العام لا يستطيع أن يتصدي لكل هذا وحده هو وجهازه.. وهناك تهمة اسمها إفساد الحياة السياسية لم يحاكم أحد من المسئولين السابقين علي أساسها حتي الآن! كيف وأين القرارات الثورية؟
حسني مبارك المخلوع مازال يعيش هانئا هو وأسرته في شرم الشيخ وتحت حراسة الدولة والبحرية المصرية تحميه في قلب خليج السويس وتجبر المواطنين علي الابتعاد 7 أميال عن الشاطئ ليعرضوهم للخطر؟ ذلك باعترافات الناس كعضو سابق لمجلس الشعب، ياسيدتي ملف شرم الشيخ محتاج إن يفتح من أوله لآخره.. والأراضي التي بيعت للأصدقاء والمعاونين.
مرة أخري لابد أن تكون قرارات المجلس العسكري علي نفس درجة.. حرارة الثورة وسأضرب لك مثالا:
فيه واحد اسمه جمال عمر أخذوا الأرض بسعر المتر دولار واحد وتم تأجيرها ب 15 ألف دولار.. في خليج نعمة والسوق التجاري بشرم الشيخ.
أما السيد حسين سالم صديق الرئيس له شركة كهرباء خاصة به قبل أن يخصصوا الكهرباء.. تصوري يا نهار أسود.. ملف شرم الشيخ الذي يقال عنها أغلي منطقة في العالم لابد أن يفتح فهي ملك للشعب.. أنا اعتقد أن (مبارك) مازال يحكم مصر.. من خلال الجيش الموجود في جهاز الدولة.
مثلا آخر رؤساء الجامعات الذين مازالوا في أماكنهم كل ما يفعلونه هو السيطرة علي الطلبة وليس مراعاة مطالبهم.. هذا منطق مبارك وكذلك رؤساء الهيئات.. مجرد وعود للتهدئة ولكن لاشيء يتغير لذلك الناس خائفة ومحبطة ومذهولة!!
❊ مرة أخري .. ما تحقق من طلبات ثورة الشعب؟
لقد نادي الثوار في البداية بسقوط النظام ورفعوا شعار تغيير.. حرية.. عدالة اجتماعية خلاص!!
ارتفعت درجة الحرية فعلا.. العدالة الاجتماعية لم يحدث شيء بعد والتغيير لم يحدث!! لقد كانت للثورة 8 مطالب بدءا بتنحي الرئيس وانتهاء بتغيير الدستور الذي حدث إن الرئيس اختفي من المشهد ولكن رجاله مازالوا يديرون كل المصالح الحكومية وغيرها من مؤسسات الدولة والمحليات و.. و.. و.. لذلك يلعب هؤلاء علي عنصر الوقت.. والاستقرار فالناس تزهق وعنصر الاختفاء الأمني والتضييق علي التظاهرات في ميدان التحرير وبات هذا واضحا في الفترة السابقة.
هذا المنهج يسمي التدرج في التغيير أي الإصلاح وليس التغيير الشامل.
حتي الآن لم يحدث أي تغيير جذري في نظام مبارك .. رجاله مازالوا يحكمون!
❊ لقد استفتي الناس علي التعديلات وخلاص.. الآن نحن أمام انتخابات البرلمان والرئيس ما الذي يجب أن ننتبه إليه حتي يأتي المجلس معبرا عن كل الشعب وليس فصيلا بعينه؟
ماحدث في التصويت علي التعديلات.. لا ينبئ بخير فقد اقحم الدين فيها وهذه ورقة خطيرة جدا هذا الاستحضار مع شعب متدين بالفطرة.. وشعب متسامح ويشكل وعيه كأحد المصادر الأساسية الدين ! سواء إسلام أو مسيحية.
ولذلك لابد أن توجد ضوابط صارمة لمنع استخدام الدين.. في الانتخابات وإلا سوف نري مجلسا ورئيسا يأتون علي خلفية دينية.
كما لابد من تهيئة البيئة السياسية السليمة لخلق برلمان قوي وفعال وحقيقي ويعبر عن مصر .. لذلك نحتاج علي الأقل لسنة وثلاثة شهور وعلي أن تجري .. أولا.. انتخابات المجالس المحلية.. ثم البرلمانية.. ثم الرئاسية.. وأنا ضد 50٪ عمال وفلاحين بعد ما أسيئ استخدامها بعد إن كانت في زمانها فكرة طيبة وأنا ضد كوتة المرأة لأنها لابد أن تأتي بإرادة الشعب وليس علي تمييز.. كما أنا لا أوافق علي وجود مجلس الشوري وأتصور أن تلك المسائل حائزة علي إجماع الناس.
كما أتصور أن النظام البرلماني هو المناسب لمصر الآن.. وهذا يتطلب تقوية الأحزاب لأن الحزب الذي سوف يحصل علي أكبر نسبة أصوات هو الذي سيحكم .. ورئيس الجمهورية سيكون بلا اختصاصات إنما هو حكم ما بين السلطات الثلاثة.
❊ السؤال هنا هل نأتي برئيس يجهز هذه الأرضية أو الأحزاب هي التي تؤدي هذا الدور؟
اعتقد أن علي الأحزاب أن تأخذ وقتا لحدوث الانتخابات وهو نهاية 2012
ولكن إذا استعجلنا .. كما يريدون في ستة شهور فإنه سيأتي مجلس مكون من فلول الحزب الوطني ومؤسسة الفساد في المحليات ورجال الأعمال والإخوان المسلمين.
❊ هناك رأي طرحه الكثيرون بأن يمنع رجال الحزب والسلطة وأعوانهم من الترشح هذه الدورة فقط حتي تنقذ الثورة من مؤامراتهم؟
فعلا هناك فكرة مطروحة إن الحزب بقيادته والمكتب السياسي والأمانة العامة وأمانات المحافظات والبنادر كل قياداته لابد أن تحاكم وتمنع من الترشح.. كذلك من سبق ترشيحه باسم الحزب الوطني أو من المستقلين بالتنسيق مع الحزب لايسمح لهم بالترشح لمدة دورتين وليس دورة واحدة.. حوالي 50 ألفا يعملون لعودة الحزب.. فكيف يدخلون الانتخابات؟ لذلك لابد من تطهير الأرض من هؤلاء سياسيا مع فترة لتنقية الأوضاع وتهيئة البيئة السياسية لإجراء انتخابات نزيهة ومحترمة تقدم مصر فيها كنموذج ديمقراطي سليم للعالم كله.
وإن لم يحدث فالنتيجة معروفة بفلوس رجال الأعمال وتأثير الإخوان.
ولا تنسي إن الرئيس يعين 10 أعضاء بالمجلس.. فإن لم يأت علي رغبة حقيقية للشعب.. سوف يأتي بمريديه.. نحن نرفض أي تعيين بمجلس الشعب ولا الشوري.. الذي لانري أي احتياج حقيقي له.
❊إذن ماهي مطالبك من المجلس العسكري في هذا الشأن؟
واحد: إلغاء ال %50 عمال وفلاحين ويظهر ذلك في الدستور واضحا.
إثنان: إلغاء مجلس الشوري.
ثلاثة: إلغاء كوتة المرأة..
رابعا: إلغاء تعيينهم.
خامسا: محتاجين نموذجا للحكومة البرلمانية.
سادسا: تكون سلطات الرئيس فيها محدودة.
هذه مطالب للذين سيصدرون الدستور الجديد كبوصلة تهديهم في كتابته.. كما يجب أن تنخفض مدة عضوية المجلس إلي 4 سنوات كمدة الرئيس!!
كما نريد قانونا للأحزاب مكونا من 5 مواد.. يكون الحزب بالإخطار وملتزما ألا يقوم علي أساس طبقي أو فئوي.. أو ديني.. والمخالف يذهب للمحكمة.. بالإضافة إلي إلغاء قانون الطوارئ إذا لم يظهر كل ماسبق في البيان الدستوري، سنكون مازلنا نسبح في مجري حسني مبارك ولا مانع من استفتاء الشعب عليهم والكلمة الأخيرة ستكون له.
❊ماذا عن الصوت الذي يطالب المطالبين بالمطالب الفئوية بتأجيل هذا لحين ميسرة؟
أنا مع المطالب الفئوية والمظاهرات التي تعبر عنها ليه؟ لأن الناس ظُلمت ظلما شديدا ماديا فأنا أعرف ناسا تعمل في مركز معلومات المحليات.. يعملون ب 100 جنيه في الشهر بعقود هل يعقل هذا؟.. ولذلك انفجروا لذلك نحن محتاجون لإجراء عاجل جدا حتي يطمئن الناس.. سأضرب لك مثالا لابد أن تعين فورا كل العمالة المؤقتة وليست التي مر عليها 3 سنوات فقط.. وإن إدعوا بنقص الميزانية سوف أحلها لهم بأن يضعوا حداً أدني وحداً أعلي للأجور 1200 كحد أدني وعشر أمثاله للحد الأعلي.. ولكن أن يحصل رئيس المؤسسة علي مليون جنيه والموظفون علي ألف جنيه لايجوز.
بالنسبة للمؤسسات الصحفية لابد أن تدخل حصيلة الإعلانات إلي خزينة المؤسسة ومنها تحسن مرتبات الصحفيين والإداريين.
وطبّقي هذا المثل علي كل المؤسسات الدولية و شئ آخر.. لابد أن يطالب الناس بمطالب فئوية عامة مثل.. محاربة الفساد .. تحسين هيكل الأجور.. لأن ذلك يعطي زخما لكفاءة الموسسة.. أما المطالب الشخصية في وسط الثورة فهو أمر خاطئ لأنه يقدم الشخصي علي العام..
أما بالنسبة للحكومة فلابد أن تتحرك سريعا بأن تضع برنامجا زمنيا لتعيين موظفي الحكومة تبعا لهيكل أجور يطبق علي كل مؤسسات الدولة.. أيا كانت!! هذا هو العدل الذي سيقضي علي المظاهرات الفئوية بالطريق العملي.. ولا ننسي طبعا فلوس المعاشات لابد أن ترجع فورا.
علي هامش الحديث
تغيير القيادات في كل مؤسسات الحكومة.. شركات.. محافظات.. محليات.. هناك الآلاف من الشرفاء الذين يصلحون لقيادة المجتمع في المرحلة الثورية.. لايجوز أن يبقي من كان معاونا علي قهر الشعب في موقعه.
في كل موقع يرشح العاملون رؤساءهم ويختارون منهم من يصلح فيستقيم العمل وتبدأ عجلة الإنتاج عن رضا.
ليس من حق العاملين أن يتصدوا لذلك.. عن طريق المظاهرات؟!
نحن محتاجون تنظيم الدولة.. الشعب يريد كنس العدوان الشامل علي مصالح الشعب طوال 30 سنة.
مصر لا يناسبها الآن إلا النظام البرلماني الذي يعطي دفعة للأحزاب وحياة سياسية قوية.. لقد جربنا هذا النظام فواجهنا ديكتاتورية وفسادا.. فلنجرب نطاما آخر ياسادة.
بالنسبة للمرشحين الرئاسيين فلن أعلن انحيازي لأحد منهم الآن.. لأن الذي يهمني القواعد التي يتم علي أساسها اختيار وانتخاب رئيس الجمهورية.. فمصر عامرة بأشخاص قادرين علي إدارتها بكفاءة ونزاهة ووطنية.
لابد أن يفتح ملف التعذيب ويعاقب كل من ثبتت في حقه هذه التهمة لذلك فأنا أطالب بالإفراج عن المعتقلين السياسيين أيا كانت جريمتهم والذين حوكموا أمام المحاكم العسكرية لأن هذا قضاء استثنائي وإذا كان لابد تعاد محاكمتهم أمام القضاء العادي فإذا برئوا يطلق سراحهم.
إلغاء قانون الطوارئ وحالة الطوارئ ولست مع إلغاء جهاز أمن الدولة وتغييره تحت مسمي جديد »الأمن الوطني«.
فلابد أن يصبح فرعا من فروع مجلس الدفاع الوطني ويتبع رئيس الجمهورية مباشرة.. ويتبع المخابرات العامة.. أو يتبع وزير العدل حتي يتبع القانون. كذلك لابد من إعلان قائمة بالضباط العاملين بأمن الدولة ويطلب منهم أن يعملوا في أجهزة أخري ويقدم الفاسدون منهم للمحاكمة.
لأنه لابد أن يعرف إن من يخطئ سوف يدفع الثمن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة