اليوم يكون قد مضي علي بداية الثورة المصرية ثلاثة أشهر .. وقد حققت الثورة الكثير والكثير ومنها أشياء لم نكن حتى نحلم بها منذ أن بدأنا نميز ونعرف الأشياء وحتى يوم 11 فبراير الذي تنحي فيه الرئيس السابق حسني مبارك .. إلا أن هناك ردود وأحاديث وشد وجذب بين فريقين مازال قائماً .. بين مؤيدي الرئيس السابق ( وهم كما يري المراقبون قلة ) وبين الثوار المعارضون والذين حققوا إلي الآن كافة ما نادوا به خلال ثلاثة أشهر هي عمر الفترة المنقضية منذ انطلاق الشرارة الأولى للثورة المصرية .. ثورة 25 يناير . كثيرة هي الانجازات التي حققتها الثورة حتى الآن ربما يكون أولها سقوط نظام جثم علي صدور المصريين ما يزيد عن ثلاثون عاماً من الظلم والقهر والبطش والاستبداد والفساد والمحسوبية ونهب المال العام وبيع أصول الدولة وتغيير إرادة الشعب وتغييبه ، وآخرها ما كان ينوي النظام السابق إلي تنفيذه ألا وهو توريث مقدرات الوطن ومصير الأمة من خلال توريث الحكم لجمال مبارك نجل الرئيس المخلوع حسني مبارك . ومن بين ما أنجزته الثورة بعد مرور تلك الفترة التي لا يمكن اعتبارها قصيرة إقصاء كافة رموز النظام السابق وتكليف حكومة جديدة برئاسة الدكتور عصام شرف لتسيير شئون البلاد لفترة مؤقتة وهي حكومة تحظي بقبول شعبي كبير ، وهي مستمرة حتى يتم إجراء انتخابات مجلسي الشعب والشورى لاستقدام حكومة جديدة ، ولقي الشعب المصري أخيرا ضالته في حكومة تعمل علي تنفيذ ما يشاء لا ما تشاء هي وحزبها . كما نجح الضغط الشعبي خلال الفترة المنقضية في تقديم كل رموز النظام السابق إلي المحاكمة ولم ينج منهم إلا من تمكن من الهرب إلي خارج البلاد من أمثال المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة السابق ويوسف بطرس غالي وزير المالية السابق وحسين سالم الصديق الشخصي للرئيس المخلوع حسني مبارك ، فيما جاء علي رأس من تم تقديمهم للمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه ورئيس حكومته ورؤساء برلمانه وجميع وزراءه الذين قدمت فيهم بلاغات للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود . كما كان من نتائج نجاح الثورة العظيمة هو تعليق بعض الدول الإفريقية الأعضاء في حوض النيل لتوقيعهم علي الاتفاقية الإطارية الجديدة لدول حوض النيل ، والتي سبق أن رفضتها كل من مصر والسودان ووقفتا ضد بقية الدول الأعضاء في شكل عنادي ، الأمر الذي أدي إلي إصرار بقية الدول الأعضاء علي مواقفها من مصر وكادت جميعها أن توقع علي الاتفاقية لولا حدوث الثورة ، وما أسفر عنها من تقارب كبير بين مصر والدول الأفريقية الشركاء في حوض النيل . الإفراج عن المعتقلين وإتاحة الحريات .. وغيرها جاءت أيضا من أهم نتائج نجاح الثورة وهي غالبا ما تنتج عن أية ثورة في العالم ، حيث يسارع النظام الجديد بالإفراج عمن قام النظام الذي ثارت ضده الجماهير باعتقالهم للحصول علي تأييد شعبي يساعده في بناء مرحلة جديدة من تاريخ الدولة ، وهو ما حدث في مصر حيث سارع المجلس الأعلى للقوات المسلحة في الإفراج عن مئات بل وآلاف المعتقلين في السجون المختلفة . كثيرة هي الإنجازات التي تحققت .. ولكن علي الجانب هناك بعض المطالب التي لم تتحقق حتى الآن حسبما يرى عدد من شباب الثورة ، والتي تتمثل في ما يدعو إليه شباب الثورة في الجمعة القادمة والتي أسموها بجمعة المحافظين ، حيث إن عدد كبير من المواطنين بالمحافظات المختلفة يعترضون علي المحافظين الجدد الذين تم تعيينهم أيضا من لواءات سابقين من وزارة الداخلية ، وهو ما كان النظام السابق يعتمد عليه في تعيين المحافظين ، حيث يطالب الثوار باختيار المحافظين بالانتخاب لا التعيين ، وهناك بعض الأشياء التي يري مراقبون أنه غير مؤثرة في التحول الديمقراطي الذي تنتهجه الدولة بعد انتهاء نظام الرئيس السابق حسني مبارك ، وبعد مرور ثلاثة أشهر علي الثورة .