إن سلاح ثورة الجياع من الأسلحة الرخيصة التي استخدمها الإعلام لزرع فكرة في عقولنا غير واقعية بالمرة وهي فكرة أن العشوئيات مصدر القلق و منبع للبلطجة لكن في حقيقة الأمر هو أن البلطجية الحقيقيون هم من ينشرون تلك الخرافات . و في الوقت الذي نطالب فيه بعدالة اجتماعية و مطالب سياسية تجاهلنا إخواننا المصريون المقيمون بتلك العشوئيات بل و اتهمناهم بتعطيل عجلة الحياة عند مطالبتهم في حياة كريمة .. للأسف الشديد الماكثين بتلك المناطق كانوا و مازالوا يعانون من تسلط أمني وسيطرة من بعض رجال الأعمال و الإعلام استغلوا ظروفهم لاظهار نواياهم الحسنة المزيفة. في مشهد به قمة التباين و الاختلاف خلف أبراج النايل سيتي علي كورنيش النيل تقع منطقة "رملة بولاق" التي سمعنا عنها من قبل في برنامج الاعلامي الشهير "عمرو الليثي" تلك المنطقة تعاني من فقرلا يتخيله أحد علي الإطلاق ليس هناك سوي الحجرات المهدّمة مبنية من صفيح و طوب لا تصلح ليمارس الإنسان فيها حياته نهائيا. حيث تتغذي كل تلك العشش علي حنفية مياه عمومية فقط ولايوجد بها صرف صحي أو أي شكل من أشكال الخدمات ذلك في ظل متابعتنا لرجال أعمال فاسدين و مليارات مهربة و إعلام عقيم لا يستطيع أن يخلق في عقولنا إلا الأكاذيب يحاول هؤلاء البسطاء العيش ليس أكثر.
نحاول مساعدتهم لوصول صوتهم للمسئولين عن تلك المنطقة تجد الكثير من الفساد قد تطاولت يده عليهم للأسف متمثلا في الظلم و الإفتراء و التجاهل حتي القتل لمن يحاول النهوض بهم والسؤال هنا في مصلحة من كل هذا ؟ ! نحاول أن نجد الإجابة على السؤال من أصحاب المشكلة الحقيقين .
تحدث "ابراهيم عبد الرحمن"- 30 سنة - عن الثورة التي تسببت في قطع عيش الكثيرين من سكان المنطقة وذلك لاقتصار عملهم علي الأعمال الحرفية ثم حالة الهلع و الرعب التي أصابت الكثيرين الامر الذي أدى إلى إسراع السكان لحماية أبراج نايل سيتي حتي لا يتهمهم البعض بأنهم من سرقوها .
وذكر إبراهيم تجاهل رجل الأعمال "نجيب ساويرس" - على حد قوله - و استغلاله اوضاعهم المتدنية باتفاقه مع المحافظ بإخلاء المنطقة تماما مستخدما سياسة الترهيب و الترغيب فيعرض عليهم شراء منازلهم بثمن بخس لا يستطيعون العيش به اطلاقا وصلت تلك الضغوط إلي تسليط الضباط عليهم.
و من الحالات التي وقع علها الظلم أيضا شاب يدعي " باسم محمد اسماعيل" يقول " بعد محاولتي لكسب العيش بطريقة شريفة ساعدني أهالي المنطقة في بناء كشك علي الطريق لكنني لم أسلم من ظلم الضباط الذي وصل لحد التطاول و حبسي دون داع بل لم يقف الأمر عند هذا الحد فأغلقوا الكشك فأصبحت مشردا .
وحكي "إبراهيم" قصة فتاة تدعي "نسمة " حوالت الوصول جاهدة لتحسين الوضع و القضاء علي الفساد فوفقها الحظ بالحصول علي أوراق تثبت فساد المسئولين عن المنطقة أدت إلي حبس رئيس الحي ولكن عند تحديد يوم الجلسة توفت نسمة عن طريق حادث غامض مشكوك في أنه بفعل فاعل واستشهد إبراهيم بتناول برنامج "خط أحمر" لتلك الحادثة في شهر يوليو الماضي .
وفي محاولة من سكان المنطقة لإرسال رسالة الي رجل الأعمال "نجيب ساويرس" و التحدث معه من أجل مستقبلهم و بناء منازل أدمية ليس أكثر بالإضافة إلى معاملتهم باحترام مشيرين إلي أن منطتقتهم تشغل واجهة للفندق المملوك له مما يؤثر علي الطرفين.
واستكمالا لسيناريو الإستغلال تحدث الكثيرون عن الإعلامي "عمرو الليثي" الذي زار المنطقة من قبل ظنا منهم لمساعدتهم في تحسين أوضاعهم المعيشية والانتقال إلى شقق سكنية بدلا من عشش الصفيح و لكن اكتشفوا بفطريتهم كونه مجرد برنامج لعمل ضجة دون المساعدة نهائيا و تحدث إلينا "احمد ابو العلا " عن واقعة حصلت لتكشف لهم ذلك وهي بعد زيارة عمرو الليثي لسيدة عجوز معاقة وعدها بالحصول علي شقة و بعد حصولها علي تلك الشقة بعام اكتشفت إنها ليس ملكا لها بل مجرد خدعة و تم طردها من الشقة و عادت الي المنطقة مرة أخري منكسة الرأس. واستنكر أحمد أبو العلا ذلك الحدث مشيرا الي ضرورة الوفاء بالعهود مشيرا إلى أن المنطقة مليئة بمثل تلك السيدة المريضة الذين لايجدون ما يرعاهم .
وتوجهت "سمية احمد" بكلمة لعمرو الليثي بخداعه لهم و ضرورة زيارة أي مسئول لهم لتحقيق أحلامهم التي لاتتخطي المسكن مستشهده بما حدث في مساكن العجوزة بعد نقل السكان الي وحدات تم بناؤها في مشروعات لمساعدة الفقراء . وفى النهاية نوجه جميعنا ندءا إنسانيا للقوات المسلحة المصرية ولكل رجال الأعمال المخلصين في محاولة لإنقاذ الواقع المرير الذي يعاني منه كل سكان العشوائيات في مصر وليس رملة بولاق فقط .