حذرت جامعة الدول العربية من مشروع سياسي إسرائيلي يراد من خلاله تنفيذ سياسة الفصل الجغرافي بين مناطق الأغوار والضفة الغربية من جهة وبين أراضي الأردن من جهة أخرى، مشددةً على أن هذا أمر خطير للغاية لأن منطقة الأغوار منطقة إستراتيجية مهمة للدولة الفلسطينية. وقال السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين في الجامعة العربية في تصريحات صحفية: إن هذا المشروع تبلور قبل عام 1967، وينفذ هذه الأيام. وأكد أن هذه الانتهاكات والإجراءات الإسرائيلية القمعية لا تتفق وأحكام القانون الدولي أو القانون الإنساني الدولي التي تحظر جميعها على سلطة الاحتلال التعرض للسكان المدنيين بالشكل القسري الذي حدث في القدس وسلفيت والخليل والأغوار على مدار الأيام الماضية. وقال: إن هدم منازل الفلسطينيين مخالف للقانون الدولي ولاتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين، ولميثاق الأممالمتحدة الذي ينص بشكل واضح على عدم جواز الاستيلاء على أراضى الغير بالقوة. واعتبر أن السياسات الإسرائيلية فاقت بعنصريتها وساديتها ما نفذه نظام التمييز العنصري في جنوب إفريقيا، مطالبًا بدور أكبر من قبل الدول المختلفة، ومنظمات المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان، والمجتمع الدولي لفضح السياسات الإسرائيلية، والعمل على لجم إسرائيل ووضع حد لانفلاتها وجرائمها. وأضاف: نشهد هذه الأيام عمليات تدمير ممنهجة تطال المدنيين العزل في فلسطينالمحتلة، وما يجري يذكرنا بتدمير 521 قرية وإزالتها خلال احتلال الجزء الأكبر من فلسطين عام 1948م. وتابع: سياسة هدم منازل الفلسطينيين من قبل إسرائيل تحت مسميات عدم الترخيص، ووجودها في مناطق السيطرة الإسرائيلية، أو قرب جدار الضم والتوسع العنصري، ومبررات أخرى واهية، كلها تأتي لتحقيق نتيجة واحدة وهي تهجير الفلسطينيين والتضييق عليهم. ولفت إلى أن عمليات هدم المنازل تصاعدت بشكل كبير في القدسالمحتلة ومنطقة الأغوار الشمالية منذ أسبوع، وأن التصعيد الإسرائيلي الجديد القديم يتضمن أيضا تدمير مزارع المواطنين الفلسطينيين. وذكر بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي هدمت يوم الخميس الماضي، منزلين في خربة الديرات ببلدة يطا جنوب الخليل بحجة عدم الترخيص، وكان يقطنهما (25 فردًا) غالبيتهم من الأطفال والنساء. وأعرب عن قلق الجامعة من أخطار إسرائيل أصحاب حوالي 30 منزلاً في المنطقة ذاتها بالهدم لغرض توسيع حدود مستوطنة "كرمئيل" المقامة على أراضي الفلسطينيين في المنطقة. وقال: دمرت جرافات الاحتلال الإسرائيلي يوم الخامس والعشرين من الشهر الجاري، عشرة منازل ومسجد وغرفة تابعة له في قرية يرزا شرق طوباس بالضفة الغربية، ضمن سياسة التطهير العرقي بحق المواطنين في المنطقة. وأكد أنه وفق المعلومات التي حصل عليها من مصادر فلسطينية موثوقة، فإن مسجد يرزا الذي هدمته جرافات الاحتلال قد بني قبل عام 1967، وتبلغ مساحته 120 متر مربع. وأشار إلى أن جيش الاحتلال دمر عددا كبيرا من المنازل خلال الأيام الأخيرة في حي الطور بالقدس، وقرية أبو العجاج في الأغوار الشمالية، وقرية قراوة بني حسان قرب سلفيت، ومنطقة الرأس الأحمر في الأغوار. ولفت السفير صبيح إلى أن التصعيد الإسرائيلي الواضح في منطقة الأغوار يأتي في سياق رغبة تل أبيب في إبقاء سيطرتها على الأغوار والحدود مع الأردن، وهي تتزامن مع مباحثات إسرائيل مع واشنطن بشأن الاستيطان والتسليح وعملية السلام.