قال تقرير صادر عن منظمة حقوقية عربية غير حكومية حول الإنترنت في العالم العربي إن الحكومات العربية " تضع المواقع السياسية والعلمانية أو الحقوقية" على رأس المواقع التي تلاحقها وتحجبها، لافتا إلى نشاط بعض هذه الحكومات في مراقبة وحجب عدد هائل من المواقع الإلكترونية يصل إلى 20 موقعا في الشهر الواحد وأضاف التقرير، الصادر عن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان عن استخدام الانترنت في العالم العربي، أن الحكومات "تحجب في المقام الأول المواقع السياسية والعلمانية أو الحقوقية مثل موقع الحوار المتمدن المعروف بعلمانيته وتم حجبه في أربعة دول على الأقل"- وفق التقرير. المدونات وأفرد التقرير قسما مهما للحديث عن المدونات العربية ، وقال إنه ضمن ما يزيد عن 37 مليون مدونة تضمها شبكة الإنترنت ، لا يكاد نصيب المدونات العربية يزيد في أفضل تقدير عن 40 ألف مدونة ، أنشئ أغلبها في عام 2006 . وقال إن تأثير وشهرة هذه المدونات "قد فاقت التوقعات وباتت تمثل صداعا في رأس العديد من الحكومات العربية التي تخشى بشدة أن يتملك المواطنين وسائل تتيح لهم فضح الممارسات الغير قانونية واللاديمقراطية التي تسم نهج هذه الحكومات ، لاسيما بعد النشاط البارز للمدونين المصريين ، الذين كانوا كمن أشار لطريق جديد يمكن أن يسلكه المدونين العرب، حتى ولو دفع هؤلاء المدونين المصريين ثمنا لنشاطهم و كشفهم هذا ثمنا غاليا ، تمثل في سجن العديد منهم لشهور عديدة ، عقب إتهامات جائرة وتحقيقات غير محايدة"- حسب التقرير. مهمة الحجب "صعبة" ورغم ذلك يشير التقرير إلى صعوبة مهمة الحكومات العربية في ملاحقة المواقع وحجبها، ويوضح: قيام جماعة الإخوان المسلمين في مصر على سبيل المثال بإطلاق عشرات المواقع التي تعبر عنها، بعد حجب موقعها الرسمي في مصر وسوريا، يعطي مؤشرا واضحا للمهمة الصعبة التي تضطلع بها العديد من أجهزة هذه الحكومات لمحاولة الحد من تدفق المعلومات عبر شبكة الانترنت وما تحمله هذه المعلومات من رؤى وأفكار لا ترضى عنها هذه الحكومات، لا سيما حين تجد هذه الأجهزة نفسها مضطرة لرفع الحجب عن بعض هذه المواقع، بعد أن أصبح الحجب غير ذي فائدة لنشأة مواقع أخرى تطرح نفس الموضوعات. كما تحدث التقرير الحقوقي عن تضاعف عدد مستخدمي الانترنت عربيا في أقل من ثلاثة أعوام، حيث بلغ في منتصف يونيو 2004 نحو 14 مليون مستخدم، ليصل في نهايات هذا العام"2006" إلى نحو 26 مليون مستخدم . ولفت إلى قيام حكومات عربية بحجب عدد كبير من المواقع خلال فترة زمنية قصيرة كما حصل في البحرين عندما حجب 17 موقعا في الشهور الأخيرة، تناولت ما عرف بفضيحة البندر، بينها موقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.