مع بدء البث التجريبى لقناتى (أغابى) ، و(سى تى في) التابعتين للكنيسة الأرثوذكسية، على القمر المصرى (نايل سات)، ترددت أنباء عن قنوات مسيحية أخرى سيتم إطلاقها فى الفترة القادمة، وكأنما كان السماح للداعية خالد الجندى بإطلاق قناة "أزهرى" على النايل سات، البداية لموجة من القنوات الدينية المسيحية التى تطالب بالمساواة وحق البث من القمر الصناعى المصرى بعد سنوات من المنع، وهنا يثور السؤال عن تأثير هذه الظاهرة فى الوضع الطائفى المحتقن فى المجتمع، ودور هذا القنوات فى إذكاء الفتنة الطائفية من عدمه . المفكر القبطى جمال أسعد، يرى أن وجود قناة مسيحية على النايل سات هو رد فعل طبيعى على إطلاق قناة "أزهرى"، والإشكالية الحقيقية فى مثل هذه القنوات هى: هل تكون إضافة تنويرية تثقيفية، وتقدم توعية دينية مستنيرة، أم ستنحرف مثل باقى القنوات الأخرى؟ ويضيف أسعد: القنوات الدينية بشكل عام طائفية، وتروج للطائفية بصورة أو بأخرى، فالمسلم سيتوجه لقناته الإسلامية، والمسيحى سيتوجه للقناة المسيحية، والأولى ألا توجد قنوات دينية فضائية من الأساس، وأن تقوم المساجد والكنائس بدورها فى الوعظ والتوجيه الدينى. ويختم أسعد بقوله: قناة (سى تى في) التى أطلقتها الكنيسة، تبدو جيدة، وبعيدة عن الطائفية، ونرجو أن تظل كذلك . أبو إسلام أحمد عبد الله، المتخصص فى قضية التنصير، كان له رأى آخر، على غير المتوقع، ففى عصر العولمة والسماوات المفتوحة حسب قوله من حق صاحب أى عقيدة أن يعمل على نشرها، وتقوية إيمان أتباع عقيدته، والمشكلة الحقيقية من وجهة نظره ليست فى القنوات المسيحية، ولا فى المسيحيين الذين ينشئون تلك القنوات، وإنما فى المسلمين الذين تركوا الساحة الإعلامية لغيرهم، ووقفوا عاجزين أمام الطوفان الإعلامى القادم، أما المشكلة الطائفية فهى حوادث فردية، تقع هنا وهناك، وليس معنى ذلك أن نمنع أصحاب العقائد المختلفة فى المجتمع من نشر عقائدهم ! مع وجهتى النظر هاتين، يبقى الملف مفتوحا، والأسئلة مطروحة: هل ستصب تلك القنوات فى مجرى الطائفية المتصاعد، وهل ستبدأ حرب طائفية بين الفضائيات الإسلامية والمسيحية؟.. ربنا يستر ..