نبيل عواد المزيني مع ارتفاع درجة حرارة رمل سيناء الحبيبة بالصيف ، بدأت ترتفع حرارة المنافسة بين المرشحين لعضوية مجلس الشعب المصرية ، وقد زادت كوتة المرأة من حرارة الانتخابات هذه المرة ، فعلي الرغم من كم الاعتراضات والتحفظات من جانب القوي السياسية المختلفة حول نظام «الكوتة» ، واعتبار البعض انه يخل بحق المواطنة ، ويفتح الطريق بالمطالبة بكوتة مماثلة أمام أقليات أخري ، إلا أن كل هذه الاعتبارات ذهبت أدراج الرياح مع بداية هبوب موسم الانتخابات لمجلس الشعب ، فبدأ الجميع يشمر عن ساعد الجد ، استعدادا للخروج بأحسن نتائج ممكنة من هذه «الكوتة» والتي أصبحت أمرا واقع . وقد ظهرت أولي مفاجآت الكوتة في انتخابات محافظة جنوبسيناء ، حيث لأول مرة في تاريخ تلك المحافظة تتقدم امرأة سيناوية من البدو الصامدين (وهو تعبير يطلق علي البدو الذين صمدو في سيناء ولم يغادروها أبان فترة الاحتلال الإسرائيلي لأرضها ) لخوض غمار المعركة الانتخابية لعضوية مجلس الشعب ، إنها المحامية فضية سالم عبيد الله ، الناشطة الاجتماعية وأبرز القيادات النسائية السيناوية و بنت قبيلة مزينة العدنانية ، حيث ظهرت اللافتات والملصقات الي تعلن خوض بنت البادية فضية سالم المزيني ، في مختلف مدن وقري و وديان محافظة جنوبسيناء. وتعتبر ( بنت البادية ) المحامية فضية سالم عضوا المجلس المحلي ، ورئيس مجلس إدارة جمعية تنمية مجتمع الطفل والمرأة البدوية ، من أبرز المرشحات لانتخابات مجلس الشعب عن مقعد المرأة ، فقد اختارتها المحافظة لاجتياز دورة خاصة في بداية طرح موضوع الكوتة ، كما أنها تتمتع بشعبية وحب من المسئولين بالمحافظة ومن المواطنين علي السواء ، فهي تنتمي إلي مدينة نويبع ولها ثقلا كبيرا بين السيناوية رجالا ونساء, ولها نشاطا بارزا في العمل الاجتماعي والإنساني والحزبي ، وتخوض فضية المزيني معركة الشعب علي مقعد الفئات من خلال برنامج انتخابي متميز ، ومدعومة بتاريخ حافل بالخدمات للمرأة السيناوية ، حيث اهتمامها بقضايا المرأة وعملها الدؤب خلال جولاتها الميدانية علي تمكين المرأة السيناوية اجتماعيا واقتصاديا ودفاعها بحكم دراستها للقانون عن كيان المرأة والأسرة السيناوية ,كل هذا يجعلها المرشحة الأقوى حظا ، وينافسها من أبناء قبيلتها الحاجة جليلة عواد والتي تحظي بحب جارف من أبناء جلدتها من البدو فهي مشهورة بخدماتها المتعددة ، والعضو السابقة لعدة دورات . وقد اشتدت الدعاية الانتخابية مع حلول شهر رمضان ، حيث أقام بعض المرشحين موائد جماعية للإفطار ، لكسب اكبر عدد من أصوات الناخبين ، بالإضافة الي حصول البعض علي تأييد قبائلهم لحشد الدعم ، ونشر الدعاية الانتخابية والملصقات ، كما وصل عدد المرشحين إلي 7 سيدات يتنافسن علي مقعد المرأة ، و12 مرشحا خمسة منهم ينتمون الي قبيلة مزينة اكبر واقوي قبائل جنوبسيناء ومعظمهم يحظي بحب وتأييد الشارع السيناوي ، وسوف تجري العملية الانتخابية في دائرتين واحدة بالسويس والأخرى بالعقبة ، ودائرة واحدة للمرأة ، أما عن عدد الجان فقد بلغ 65 لجنة انتخابية منتشرة بجميع مدن محافظة جنوبسيناء . وحيث أن جنوبسيناء هي محافظة الحزب الواحد كما هو معروف حتى الآن ، فإن عدد من المهتمين يبدي تخوف من تكرار استخدام الحزب الوطني لإستراتيجية اللحظة الأخيرة كي يعلن عن مرشحيه كما فعل في انتخابات الشورى ، ويعزز من هذا التخوف ان الحزب الوطني لم يعلن عن مرشحيه بعد ، مما قد يؤدي إلي عدم تمكن البعض من خوض الانتخابات رغم طموحهم وفرص نجاحهم العالية ، وقد يدفعهم إلي دخول المعركة الانتخابية بصفة مستقلة علي أمل انضمامهم للحزب الوطني في حال نجاحهم . ورغم هذا يبقي السؤال .. هل ستدفع الأحزاب السياسية الأخرى بمرشحيها لخوض انتخابات مجلس الشعب في محافظة جنوبسيناء مثلما فعلت في انتخابات الشورى ,وهل سوف تصبح منافس قوي وتحدث معجزة بإحرازها مقعد في المجلس ، أم سوف تظل جنوبسيناء محافظة الحزب الواحد كما هي حتى الآن ...هذا ما ستجيب عنة صناديق الاقتراع في انتخابات مجلس الشعب .