أظهر استطلاع الرأي الذي أجراه مركز الدراسات العربي الأوروبي في باريس أن إسرائيل لن تقدم على ضرب إيران لتوريط أميركا. وذكر المركز في بيان وزعه أن 54.4 % من الذين شملهم الاستطلاع اعتبروا أن أي هجوم إسرائيلي على إيران لابد أن يكون بالتنسيق مع الولاياتالمتحدةالأمريكية التي سوف تعارض ذلك بالتأكيد لأنه يهدد مصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة. كما أستخلص البيان الذي وزعه المركز إلى أن 24.4 % توقعوا أن تشن إسرائيل حربا على إيران وأن تورط أميركا والدول العربية أيضا وأن هذا هو الحل الأخير في جعبة المؤسسة الرسمية الإسرائيلية. وبرأيهم أن الهدف من الضربة الإسرائيلية لإيران توريط أمريكا مع الإيرانيين لتغرق أمريكا في المثلث العراقي الإيراني الأفغاني وعندها لن تتمكن من الضغط على إسرائيل لإيجاد حل مع الفلسطينيين ولكي تفشل مخططات إيران بامتلاك السلاح النووي ، ورأى 19.5 % أن إسرائيل لن تضرب إيران، وأن إيران لن تضرب إسرائيل لأن لا مصلحة للطرفين في خوض حروب، ورأى 1.7 % أن لبنان هي المستهدفة من قبل إسرائيل في الحرب المقبلة وليس إيران . وانتهى مركز الدراسات إلى أنه في الآونة الأخيرة ارتفعت وتيرة التحدث عن احتمال قيام إسرائيل بتوجيه ضربة إلى إيران مستهدفة أهم منشأتها النووية ، ولعبت وسائل الإعلام دورا أساسيا في زيادة حدة التوقعات حيث نقلت بعض وسائل الإعلام تقريرا قدمته المخابرات الأميركية (CIA) إلى الرئيس باراك أوباما وحذرته فيه من احتمال قيام إسرائيل بضرب إيران لتوريط أميركا في حرب رغم ان التقرير توقع نهاية إسرائيل في حال حصول مثل هذه الضربة . ثم خرجت تقارير إعلامية أخرى توقعت قيام إسرائيل بتوجيه ضربة إلى مفاعل "بوشهر" النووي قبل شحنه بالطاقة النووية .ومن ثم همدت هذه التوقعات أثر تقرير نشرته الأجهزة الأمنية الأميركية والتي قالت فيه أن إيران لن تتمكن من امتلاك سلاح نووي قبل عام من اليوم ، مما يعني أن لا ضرورة لاستعجال قيام إسرائيل بتوجيه أي ضربة عسكرية على المدى المنظور .ومقابل التهديدات الأميركية والإسرائيلية تخرج إيران يومياً بصور وتقارير تعلن فيها إنها باتت تمتلك أسلحة حديثة قادرة على ضرب عمق إسرائيل وزوارق متطورة قادرة على إغلاق مضيق هرمز خلال دقائق .وهذا يعني أن هناك حرباُ إعلامية مفتوحة بين إسرائيل وأميركا من جهة وبين إيران من جهة أخرى ولكن يبدو أن هذه الحرب لن تخرج إلى حيز الواقع لأسباب عدة أهمها أن من يريد أن يخوض حرباً يقلل جداً من تصريحاته ويكثر من تحضيراته السرية ، وهذه الحال لا تنطبق لا على إيران ولا على أميركا وإسرائيل .يضاف إلى ذلك أن من المستحيل أن تجر إسرائيل أميركا إلى حرب لم تحدد واشنطن زمانها ومكانها ، لأن إسرائيل قد تكون قادرة على اختراق الأجواء الإيرانية وتوجيه ضربة ما إلى منشآت إيرانية ولكن ماذا تفعل إسرائيل بعد ذلك عندما تبدأ ألاف الصواريخ تنهمر على إسرائيل ، أو ماذا تفعل إسرائيل إذا طالت شظايا الحرب دول الخليج أو أدت إلى إغلاق مضيق هرمز .كل هذا يؤكد أن الحرب الكلامية الدائرة الآن ليست إلا من باب سعي كل طرف إلى الضغط على الطرف الأخر من اجل تقديم تنازلات ليس في الملف النووي بل في ملفات أخرى ذات علاقة بفلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان .