أدانت جامعة الدول العربية مجددًا الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة ومواصلة الاعتداءات على قطاع غزة المحاصر، محذرة من التأثيرات السلبية لهذه الممارسات على جهود إحياء عملية السلام. وأكد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في تصريحات للصحفيين، اليوم، بمقر الأمانة العامة، أن ما تقوم به إسرائيل ليس جديدًا وليس غريبًا ومن يتتبع سياسة إسرائيل منذ عقود يرى هذا النهج الذي تسير عليه دائمًا، مذكرًا بزيارات وزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس بيكر إلى إسرائيل من أجل المفاوضات ومحادثات مدريد، حيث أن كل زيارة كانت تقابل ببناء مستوطنات جديدة، موجهًا في ضوء هذه المعطيات تساؤلاً للإدارة الأميركية مفاده أين هي إجراءات بناء الثقة التي تتحدثون عنها؟! . ولفت إلى أن هذا الأمر يتم حتى هذه اللحظة فكلما نقترب من مفاوضات أو تفهمات تبدأ الحروب ضد الشعب الفلسطيني وما نراه الآن واضح أن إسرائيل من خلال الاستيطان أو من خلال اجتياح الضفة الغربية أو هذا التهديد والحروب ضد غزة المحاصرة تريد بطريقة أو بأخرى ضرب عملية السلام من جذورها، وهذه الحرب بالتأكيد ستؤثر سلبًا على كل توجه. وردًا على سؤال حول التحرك العربي خلال الفترة المقبلة في ضوء الرسالة التي وجهت من قبل الاجتماع الوزاري غير العادي الذي عقدته لجنة مبادرة السلام العربية الأسبوع الماضي برئاسة معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال السفير صبيح أن الجانب العربي حدد ما يجب أن تقوم عليه الأسس من أجل العودة الى المفاوضات المباشرة مع الجانب الإسرائيلي، مضيفًا أن العرب ليسوا ضد التفاوض وساروا على هذا الدرب أكثر من 16 عامًا، ولكن الذي يعطل دائمًا هو الجانب الإسرائيلي. وأوضح أن كل هذه القضايا تتعطل بسبب الجانب الإسرائيلي، ولذلك حدد الجانب العربي الأسس في رسالته الجماعية التي وجهتها اللجنة من خلال السفيرة الأميركية بالقاهرة مارجريت سكوبي عقب اختتام اعمال لجنة مبادرة السلام العربية، لنقول من خلالها أن العرب ليسوا ضد المفاوضات المباشرة، لكن مطلوب تحديد أسس واضحة تتعلق بحدود الدولة الفلسطينية، ولابد من تحديد الجانب الأمني، فالأمور لايجب أن تكون منفلتة ومنطلقة وبمزاج إسرائيلي كامل وحماية اميركية. وحث السفير صبيح العرب على القيام بترتيب أوراقهم والضغط على الجانب الأميركي خاصة في موضوع وقف الإستيطان الإسرائيلي عن طريق تنشيط الاتصالات العربية مع الولاياتالمتحدة على كل المستويات عبر البرلمانات العربية مع الكونجرس ومن خلال نشاطات النقابات والجاليات مع الكونجرس والشعب الأميركي، مؤكدًا أن ذلك يشكل أهمية قصوى. وردًا على إمكانية تأثير قرار الاجتماع الأخير للجنة المبادرة العربية للسلام بتحديد متطلبات المفاوضات المباشرة على تنفيذ القرارات العربية الخاصة بملاحقة إسرائيل في جرائم الحرب في غزة والإعتداء على أسطول الحرية، قال إن هذه القرارات التي صدرت عن مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية سيستمر تنفيذها، والتحركات مستمرة في كل الفعاليات سواء اليونيسكو أو الأممالمتحدة أو غيرها من أجل معاقبة المتسببين فيها.