سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عمرو عبد الحكيم عامر: والدي لم ينتحر بل اغتيل بشهادة صلاح نصر.. هزيمة 67 كانت متوقعة.. الضباط الأحرار قاموا بالثورة وخلصوا مصر من توريث الحكم فكيف نرضي بجمال رئيسا.. لم اعش في سرايات وليس لي علاقة بأبناء مبارك أو السادات أو عبد الناصر
المشير عبد الحكيم عامر "مافيش" سياسة في مصر إلا سياسة "الوطني" الذي قمع المعارضة وكسب كره رجل الشارع فسخنا عقد مسلسل المشير.. وبرلنتي عبد الحميد وقعت عليه لأملها في عمل فني يعبر عن حياة والدي المظلوم تحولت حياة أسرته إلي جحيم في نفس العام الذي ولد فيه، فلم تمر علي فرحة والديه به سوي أشهر قليلة حتى توالت الكوارث بدءاً من نكسة يونيو 1976 حتى حصار منزل والده " الرجل الأول مكرر في الدولة " و موته في ظروف غامضة أحاطت بها الأقاويل ما بين الانتحار و الاغتيال، وتوالت السنين و هو بعيد تماماً عن الأضواء منذوياً يسمع النقد اللازع لوالده دون أن يعلق .. إنه عمرو نجل المشير عبد الحكيم عامر نائب رئيس الجمهورية و قائد القوات المسلحة في عهد عبد الناصر و أحد أهم الضباط الأحرار الذين خلصوا البلاد من حكم الملكية الذي يقوم علي التوريث. " مصر الجديدة " التقت به في عيادته وتحدث عن الخلاف علي مسلسل المشير و عن إختفائه خلال السنوات الماضية و عدم انخراطه في السياسة .. وكان هذا الحوار: ما الذي حدث بخصوص مسلسل المشير؟ = تم فسخ العقد مع الشركة المنتخبة و هي شركة " جوديير " التي يملكها محمد بركة لعدم جديتها في إنتاج المسلسل، فقد خلا العقد من أي شروط ملزمة للشركة ولك أن تتخيل مدي التهريج في عقد لا يوجد به موعد لبدء التصوير أو انتهائه منه فرغم توقيع العقد منذ 7 أشهر إلا أن الشركة لم تتحرك خطوة واحدة للبدء في المسلسل. طالما يخلوا العقد من شروط ملزمة .. لماذا وقعتم مع الشركة؟ = والدتي الحاجة برلنتي هي التي وقعت علي العقد، لكنها لم تنتبه إلي أنه عقد غير ملزم لشركة و قد دفعها حبها في أن تري عملاً حقيقياً و جاداً عن حياة المشير عامر إلي التوقيع علي العقد دون النظر إلي تفاصيله أو أمور أخري. ما الجديد الذي سيكشف عنه المسلسل؟ = الجديد هو أنه يحوي حقائق، فالمسلسل مأخوذ من كتاب والدتي " الطريق إلي قدري .. إلي عامر " و به حقائق و وثائق لا تقبل الشك و علي رأسها أن والدي لم ينتحر كما أشاع البعض فهو إنسان مؤمن و متدين، فكيف يقدم علي عمل كهذا، و هو الحقيقة التي كشف عنها تقرير الطب الشرعي الذي أكد أنه قتل و لم ينتحر، و هذا التقرير يضم 15 بنداً تؤكد أن والدي تعرض للاغتيال و لم ينتحر، كما أن الكتاب يستشهد بآراء مجموعة من الضباط الأحرار علي رأسهم صلاح نصر رئيس جهاز المخابرات وقتها، و جميعهم يؤكدون اغتيال والدي علي يد مجموعة من العابثين بالبلاد. وبماذا تفسر هزيمة يونيو 1967 إذن؟ = هزيمة 67 كانت متوقعة، فقد اصطادت إسرائيل مصر في هذا التوقيت بالذات لأنها تعلم أن الجيش المصري منهمك من حرب اليمن، و يحتاج إلي راحة و للأسف ابتلعت القيادة السياسية في مصر الطعم و سحبت قوات الطوارئ الدولية و أغلقت خليج العقبة و هو ما يعتبر إعلان حرب علي إسرائيل التي انتهزت الفرصة، و هذه الحرب كانت بقرار سياسي و ليس عسكري و لأن الجيش لم يكن خرباً أو غير مؤهل كما يدعي البعض بل كانت تنقصه الراحة فقط فقد استطاع سحق إسرائيل في 1973، فهو نفس الجيش لأنه لا يمكن صناعة جيش قوي في 5 سنوات فقط و كل ما تم عمله هو إعادة تنظيمه و تهيئته حتى يلتقط أنفاسه. مار أيك في الحياة السياسية في مصر؟ = "مفيش" سياسة في مصر غير سياسية الحزب الحاكم و الدليل علي ذلك أنه لا توجد أحزاب معارضة لها قوة حقيقية و تلاحم مع الشارع .. كما أن المعارضة و قانون الطوارئ لا يتفقان فالنظام يستطيع أن يقمع أي معارض طالما هناك قانون طوارئ و هو القانون الذي ينفي كل ما يقال عن الديمقراطية و باستخدامه يتم تزوير الانتخابات و الحصول علي الأغلبية و بالتالي سلق القوانين التي تخدم الحاشية و ظهور الفساد و الرشاوى و الاحتكار و بيع القطاع العام كان يخدم طبقة عريضة من الجماهير .. ولأن النظام يعلم جيداً كره الشارع له فقد ألغي النظام القضائي علي الانتخابات حتى يمنع أي فرصة للمعارضة. ألم تقابل جمال مبارك و لو مصادفة ؟ = لم أقابله .. لأنني لا أتردد علي الأماكن التي من الممكن أن يتواجد فيها هو أو المسئولون بالحكومة .. فأنا لا أحب ندوات أو لقاءات أهل السلطة و النفوذ. وما رأيك في مسألة توريث الحكم في مصر؟ = الضباط الأحرار قاموا بالثورة ليخلصوا مصر من التوريث و الملكية .. فكيف نعود إلي الوراء و يرضخ الشعب المصري للتوريث خاصة أن جمال مبارك و أمانة سياسته لم يفعلا شيئاً للشعب، فنجل الرئيس محاط برجال الأعمال الذين يعملون لمصالحهم الخاصة و يحتكرون الصناعات، لذلك فهو بعيد تماماً عن الشارع رغم أن لديه فرصة كبيرة لكسب ود المصريين، فالشعب طيب و من الممكن أن يرضي به إذا تم ألتحم بهم و أزال بعضاً من معاناتهم .. و علي فكرة جمال ممكن يمسك البلد بانتخابات سوف يطلق عليها " ديمقراطية " فالصناديق سيتم تقفيلها له. إذا كان الشعب غير موافق علي التوريث .. فما الذي يمكن أن يفعله؟ = شعوب العالم تتظاهر و تغير الأنظمة الديكتاتورية التي تحكمه، الموضوع يحتاج وطنية و شجاعة. هل تربطك علاقات بأبناء عبد الناصر أو السادات؟ = أنا لم أعش في " سرايات " و ليس لي أي علاقات بأسرتي عبد الناصر أو السادات فالصلات بيننا منقطعة تقريباً. و ما طبيعة علاقتك بعائلة والدك آل عامر؟ = علاقتي بهم جيدة جداً و دائم الإيصال بأشقائي صلاح و جمال و سوسن و آمال و نجيبة و نوال .. و هم أيضاً كذلك كما أنني علي تواصل مع أعمامي و أبنائهم. هل هناك مشاكل معينة تواجهكم من الأمن أو الدولة؟ = لا تواجهنا أي مشكلات، لكننا سالب حقنا في الدفاع عن المشير عامر مثلما يفعل أبناء عبد الناصر أو السادات .. فأي عمل عن الزعيمين الراحلين تتم إستشارة أبنائهم قبل تنفيذه، أما الأعمال الخاصة بوالدي فليس لنا الحق في التعليق عليها أو مناقشتها أو التدخل فيها مهما كانت درجة تشويهها و أساءتها لوالدي الذي حوله البعض إلي شرير و كأنه لم يشارك في الثورة و لم يضع روحه علي كفه لوطنه طوال حياته.