وعاشت طرطوس فرحاً عارما بعد عودة صياديها المختطفين إلى أهلهم سالمين وأصبح بإمكاننا سماع قصتهم من أبطالها الحقيقيين. فمنذ نحو 4 أشهر تلقت طرطوس خبر اختطاف مجموعة من البحارة السوريين من مجموعة قراصنة صوماليين.. ومنذ ذلك الوقت عاش أهالي هؤلاء على أمل خلاصهم من محنتهم.. ضاقت بهم الدنيا إلى حدود خبر من هنا أو خبرية من هناك.. أما الآن فأصبح كل ذلك حسب قول صحيفة الوطن من الماضي ونقلت الصحيفة عن قبطان الباخرة «ريم» التي كان على متنها البحارة السوريون محمد عبد الله العال توضيحه لتفاصيل عملية الاختطاف قائلاً: بينما كنا نبحر في طريقنا إلى الهند بين ميناءي عدن وبلهف في خليج عدن يوم 2/2/2010 الساعة العاشرة والنصف صباحاً طلبت النجدة من القوات الدولية عندما شاهدت زورقاً حديدياً وعليه مجموعة من القراصنة أحدهم يقف موجهاً قاذف (آر- بي- جي) نحو الباخرة وأطلقوا قذيفة تحذيرية تلاها مجموعة من رميات من الأسلحة الرشاشة وبسرعة صعدوا إلى الباخرة عن طريق سلالم حديدية وكان عددهم (8) يرافقهم مترجم وبعد أن توجهوا إلى غرفة القيادة طلبوا من الجميع الحضور ومعرفة جنسيات طاقم السفينة (9 سوريين وروماني واحد) وفي هذه اللحظة ولدى وصول طائرة تابعة للقوات الدولية هدد القراصنة بقتل الطاقم إذا لم تذهب الطائرة فبقيت تراقبهم عن بعد. ثم اقتادونا إلى منطقة اسمها (لاسكوري) تطل على خليج عدن حيث صعد إلى ظهر الباخرة 40 قرصاناً صومالياً مزودين بكميات كثيرة من الأسلحة والطعام (الخاص لهم) وطلبوا منا التوجه نحو منطقة اسمها (غرعد) تطل على المحيط الهندي وكنا من ضمن سبع بواخر مختطفة لمجموعة القراصنة نفسها وقام القراصنة بالاتصال بصاحب الباخرة وطلب فدية 10 ملايين دولار وصاحب الباخرة (أردني مقيم في رومانيا يدعى رامي. م) لم يستجب وبعد أسبوع هددوه إذا لم يدفع فسيتم قتل الطاقم وبيعهم كأعضاء بشرية فلم يستجب أيضاً وصار يماطل بعد شهرين وعندما تبين للقراصنة أنه لا فدية قاموا بتعذيب أفراد الطاقم حتى جاء زعيمهم وطلب من الطاقم تأمين مبلغ 500 ألف دولار من أهاليهم وأقربائهم كحل نهائي وحاولنا أيضاً المماطلة لكسب الوقت بتاريخ 27/5/2010 تم إنذار الطاقم بالقتل بعد سبعة أيام إذا لم تدفع الفدية وكان على الباخرة 7 من القراصنة كحراس وهنا قرر أفراد الطاقم الدخول في معركة البقاء أو الموت وجهز أفراد الطاقم العصي والمواسير المعدنية وبتاريخ 2 حزيران الساعة 7 صباحاً هجموا على الحراس بشكل مباغت ودارت معركة انتهت برمي القراصنة في البحر وانطلقنا بالباخرة بعيداً عن الشاطئ وقام القراصنة بمطاردتنا فوجهنا نداء استغاثة وسرعان ما وصلت مروحية إسبانية تابعة للقوات الدولية وقامت بتحذير المطاردين وترك السفينة وعندها توقف القراصنة عن ملاحقتنا وتراجعوا على أعقابهم. وظهر اليوم نفسه اقتربت من السفينة بارجة حربية إسبانية وأرسلت لنا فريقاً طبياً لفحصنا وإسعاف البحار الروماني الذي أصيب بطلق ناري حيث تم نقله إلى المشفى الموجود على ظهر السفينة ومساء وصلت بارجة هولندية نقلتنا إلى جيبوتي حيث ركبنا الطائرة إلى بيروت ثم انتقلنا براً إلى بلدنا الحبيب. القبطان توجه بالشكر إلى رئيس الجمهورية العربية السورية ورئيس مجلس الوزراء ووزيري الخارجية والنقل ورئيس غرفة الملاحة البحرية السورية والسفير السوري في اليمن على الجهود التي بذلت من أجل تحرير الطاقم والسفينة منذ لحظة الاختطاف حتى الحرية. أربعة أشهر قضاها هؤلاء البحارة الأبطال (الكابتن محمد العال - المهندس الميكانيكي كنان درباز شيف أوفسر محمود عبد الرحمن الشيخ حسين مصطفى محمود نفوس زكريا أحمد حليمة عبد الرحمن محمود الشيخ عبد الناصر عابدين زاهر مصطفى) و(تيو روماني الجنسية) في ظروف غاية في السوء يعجز الكلام عن وصفها وتصعب فيها الحياة ومع ذلك انتصروا على خاطفهم فهل يكافئهم صاحب الباخرة بعدم دفع رواتبهم المستحقة على مدار سبعة أشهر؟