هل تتخيلوا وجود فيلم لمخرج كبير مثل "محمد خان" الذى اخرج "ضربة شمس"، "مستر كاراتيه" ، "الثأر" ،"زوجة رجل مهم"... غير معروضه أو متاحة للجمهور لمشاهدتها ؟ هذا ما فوجئ به عشاق و محبين "خان" في عرض فيلمه النادر "فارس المدينة" -بمكتبة "الكتب خان" بالمعادي بالامس - و هو نادر لانه غير متوفر علي إسطوانات ولا يعرض في قنوات الأفلام . كانت متعة الجمهور كبيرة بالفيلم و بالنقاش الذي دار بعد الفيلم بين الجمهور و "خان" و "محمود حميده" بطل الفيلم و السيناريست فايز غالي ،جو الندوه كان ملئ ببهجة و متعة فتح خزانة الذكريات و الحنين لوقت إنتاج الفيلم سنه 1991. بدءً من الظروف الإنتاجية التي جعلت المنتج و هو محمد خان نفسه يقترض من البنك 200 الف جنيه و صولا الي انتقال دور البطل من "أحمد زكي" إلي "محمود حميده" بعد خلاف بين محمد خان واحمد زكي في وقتها جعل خان يقول إنه لن يتعامل مع أحمد زكي مرة أخري و لكن الواقع كان غير ذلك حيث أبدع الاثنان بعد ذلك مستر كاراتيه"1993 " و ايام السادات "2001 " . ترصد أحداث الفيلم فترة مميزه في تاريخ مصر و هي فترة صدور قرارات التحفظ علي شركات توظيف الاموال ، و لكن من زاوية مجتمع رجال الاعمال و الفاسدين و ليس من الزاوية المعتادة لافراد الطبقة الوسطي و العاملين في الخليج الذين اودعوا أموالهم في هذه الشركات و خسروا "تحويشة العمر" حيث إن بطل الفيلم فارس حسن الهلالي"محمود حميده" رجل صعد الي طبقة رجال الاعمال من خلال تجارة العمله و و التهريب و السوق السوداء ... و لكن رغم ذلك يحترم تعاملاته المادية مع الاخرين و هو مع اول لقطه في الفيلم يستمع الي رساله هاتفية تقول له انه مطالب بسداد خمسة ملايين جنيه خلال خمسة ايام ليسد دين قديم عليه . و يبدأ فارس في رحلة جمع المبلغ المطلوب ليبيع كل ممتلكاته التي جمعها من اعماله المشبوهة ليعود في نهاية الفيلم ليبدأ من البدايه ببيع كاوتش للسيارات . طوال هذه الرحلة يكتشف فارس الكثير من الأشياء التي كانت غائبه عنه فيعرف ان ابنه من طليقته مدمن للمخدرات ، يعرف كذلك من خلال لقاء غريب يجمعه بعبد العظيم القرنفلي "حسن حسني" مدرس التاريخ المتقاعد الذي رمي نفسه امام سيارة فارس الفارهة " وهو معتاد علي هذا الفعل " لكي ينعم بقضاء يومين في مستشفي فاخرة كل شهر وهي نفس الفكرة التي ظهرت مؤخرا في فيلم دم الغزال لوحيد حامد و لكن في فارس المدينة تنشاء علاقة بين فارس و عبد العظيم القرنفلي، مدرس تاريخ متقاعد يقضي وقته بين الصحف القديمه التي سجلت اهم احداث التاريخ المصري و يحكي له بشكل مسرحي عن قصة" سدوم و عاموره و هي حسب ما جاء في القرآن والعهد القديم هي مجموعة من القرى التي خسفها الله بسبب ما كان يقترفه أهلها من مفاسد. الفيلم يحتوي علي فكره إخراجية مميزه و هي ظهور صوت بل وصورة أم كلثوم مع كل موقف فارق يتعرض له البطل ، حيث ان بطل الفيلم يعشق ام كلثوم لدرجة انه لا يتذكر فقط صوتها وهي تغني بل صورتها أيضا ، الفيلم ربح الكثير من وضع ام كلثوم بداخله كبطله تمثل رمز للاصاله و القيمه و الجمال ، تعمل كمسكن لهذا الفارس الذي يعيش في وسط عالم ملئ بالفساد و التفكير في لا شئ سوي جمع المال باي طريقه . ليكون السؤال الذي يطرح نفسه بعد نهاية الفيلم و نهاية الندوة لماذا لا يوجد من بين قنوات الافلام الكثيرة من يبحث عن هذه الأفلام لماذا يعيدون مجموعة أفلام محدودة مئات المرات و لا يبحثون في علب الافلام و تاريخ السينما القريب و البعيد عن أفلام مختلفه لكي يشاهدها الجمهور .