سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في الذكري ال43 لنكسة يونيه.. نجل عبد الحكيم عامر يكشف: لماذا خسرت مصر الحرب؟.. وأربعة متهمين بقتل والده.. وصيته التي نشرت في مجلة لايف الأمريكية ولم تنشر في مصر
كشف جمال نجل المشير عبد الحكيم عامر في حديث الذكريات عن حرب 1967 عن تسريب وصية أبيه من استراحة المريوطية بعد تحديد إقامته وتهريبها إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية ونشرت في مجلة لايف بعنوان (لماذا خسرت مصر الحرب) كشف فيها عن السبب هزيمة الجيش المصري نتيجة لضعفه من التدخلات الخارجية للجيش مثل حرب اليمن. واتهم جمال عبد الحكيم أربعة أشخاص بقتل أبيه وفضل عدم ذكر أسمائهم لأسباب شخصية إلا أنه يؤكد معرفته لهم .. إلا أنه أكد كل من أذى عبد الحكيم عامر اخذ الله روحه بما فيهم الليثي ناصف الذي وقع من البلكونة في لندن. وأكد جمال عامر لبرنامج الحياة والناس مع رولا خرسا علي قناة الحياة 2 أن المشير يتحمل مسئولية الهزيمة في الكثير من الكتب والمذكرات لأنه قتل وغير موجود ليدافع عن نفسه، مؤكدا أن أبوه قُتل ولم يَنتحر وأن ما روج عن أبيه عن محاولات الانتحار كان للتمهيد حتى يصدق الجماهير سيناريو الانتحار الذي لفقوه. وقال: اتفق أبي والرئيس عبد الناصر علي التنحي وفوجئ بعدم تنفيذه علي الهواء واتصل بسامي شرف وسأله عن السبب فكان رده "هي دي أوامر الرئيس". أبي كان لا يحب سامي شرف ولا يثق فيه وهدده بأنه سيأتي إلي التليفزيون حالا إذا لم تذع استقالته ونتيجة لذلك أذيعت الاستقالة بعد تنحي الرئيس. وأكد نجل عبد الحكيم عامر أنه كان هناك توتر في علاقة المشير عامر والرئيس عبد الناصر قبل حرب 1967 وكانت بدايته من عام 1962 بعد الوحدة بين مصر وسوريا وكان أبي أول وزير يقدم استقالة مسببة وتراجع عنها، مشيرا إلى أن حرب 67 والوحدة بين مصر وسوريا أهم نقاط الخلاف بين أبي والرئيس . وتابع: بعد قرار التنحي كنا في بيتنا وفوجئنا بتواجد عسكري كبير لتأييد أبي وأنهم لن يستمروا في خدمة الجيش إلا معه وكلم الرئيس عبد الناصر وقال له: إنني سأسافر إلي بلدنا قرية (اسطال) مركز سمالوط في المنيا وقرر الابتعاد عن القاهرة لأن أبي كان يعرف أن الرئيس عبد الناصر عنده وسواس للانقلابات وكان يفهمه جيدًا. وأضاف: أرسل الرئيس عبد الناصر كلا من صلاح نصر وعباس رضوان ورفض أبي العودة للقاهرة وكان آخرهم حسنين هيكل الذي اقنع أبي بالعودة للقاهرة ورجع أبي وعرض عليه منصب نائب رئيس الجمهورية، إلا أن أبي قال له إني سأترك لك إدارة البلاد. مؤكدا أن والده تم استدراجه إلي منزل الرئيس عبد الناصر في منشية بكري والجميع حذره بما فيهم أمي وقالوا له: "لا تذهب لأنهم سيعتقلونك"، وحصلت مشادات وانتهت الجلسة بأن تم تحديد إقامة أبي في منزله بالجيزة. وأضاف: "وضعوا حراسة علي البيت لمدة 14 يوما بما فيه إحنا ووالدتي كنا نخرج جميعا من البيت إلا هو كان غير مسموح بخروجه.. وأبي حالته كانت عادية ولم تظهر عليه علامات الضيق وكان يحكي لنا عن تاريخ أسرته ويلعب شطرنج مع محمد عزب زوج أختي. وقال: "لا نعرف ما الذي كان مطلوبا من والدي مقابل التهديدات، اعتقد أنهم كانوا يخافون من أن يكشف أبي السر، الفريق محمد فوزي وعبد المنعم رياض حضروا إلي منزلنا في احد الأيام وكانت قوى مدرعة وقوات ملكية وسيارة إسعاف محاصرة بيتنا في سبتمبر 1967.. وأبلغت أبي فسمح لهم بالدخول إلا أن الفريق فوزي لم يصعد حيث يتواجد أبي. جلسوا مع أبي في الصالون وادعوا أنه تناول شيئا أثناء وجودهم معه في الصالون وكانوا يريدون أخذه معهم وتحديد إقامته في بيت ثانٍ، فغضب منهم فتكالبوا عليه واشتبكوا معه وحملوه بالقوة وحاولوا أن يدخلوه عربية الإسعاف ولكنهم لم يتمكنوا.. وأتوا بسيارة مرسيدس وقالوا أنهم سينقلونه إلي مستشفى القوات المسلحة بالمعادي وأقنعوا أبي بالهدوء وأن يأخذوا عينه من القيء، ولم يجد أي طبيب أي نوع من السم في العينة والممرضة قالت: "كانت معنوياته سليمة وكشف عليه الطبيب الباطني ووجد صحته جيدة". صمم الفريق فوزي أن يأخذوه من المستشفي إلي استراحة المريوطية وتناوبوا عليه اثنين أطباء حتى ثاني يوم الساعة 4.45 عصرًا، وكانت حالته سليمة مستقرة جتى زاره عبد المنعم رياض والليثي ناصف، وكان الدكتور بطاطا من رئاسة الجمهورية آخر من زاره الساعة 6.00 مساء وكتب تقريره أن حالة أبي مستقرة، وبعد 10 دقائق وجد المشير متوفى . وأضاف: في اليوم الثاني أعلن حسنين هيكل في الأهرام انتحار المشير عامر قبل أن يتأكدوا أو تظهر نتيجة التشريح. واتهم جمال عبد الحكيم عامر كل من كان في الاستراحة بقتل أبيه، وقال: "المفارقة في التشريح أنهم أثبتوا أن الواقعة انتحار؛ لكن لم يثبتوا أنه تناول سما، وصلاح نصر نفي أنه أعطاه سما من الأساس. وتابع: عمي فتحي فتح ملف مقتل أبي وأثبت المركز القومي للبحوث أنهم قتلوه بسم من نوع غير معروف. واستكمل: بعد الوفاة بسنة لم يكلمنا أحد ولم يصرف لنا أي معاش، كلمنا محمد أحمد سكرتير الرئيس وحدد موعدا في اليوم التالي في بيته وآمال أختي كانت ثائرة ووجهت لومها للرئيس وقالت له: (كيف تتركهم يعملوا فيه هذا؟)، وقلت له: أبي خدم القوات المسلحة وإن لم تروا أنه يستحق المعاش فلا تصرفوه لنا، وسيارته الملاكي تم مصادرتها، فأمر الرئيس عبد الناصر بصرف المعاش وإعادة السيارة وكان المعاش 250 جنيها ولم يأخذ مكافأة. بعد وفاة أبي كانت القرية مدججة بالسلاح ومنعوا أهالي القرية من الجنازة وأمروا بدفنه حالا ووضعوا حراسة لمدة 3 شهور علي قبره.. قررنا العودة إلي القاهرة ولم نقم عزاءه حتى يومنا هذا، وقلنا : سنجلس في بيتنا ومن يريد أن يعزينا فليأتِ إلينا. وصية أبي هربت إلي أمريكا كتبها وهو في استراحة المريوطية ونشرتها مجلة لايف بعنوان: (لماذا خسرت مصر الحرب). وأوضح نجل المشير عبد الحكيم عامر أن أهم ما جاء فيها أنه تكلم عن الهزيمة وحمل نفسه المسئولية وذكر فيها تهديده بالصمت كما صمت محمد نجيب منذ سنة 1955 إلي الأبد. أهم جزء فيها كان أن حرب اليمن والتدخل الخارجي لمصر في حل أزمات من حولها كان سبب في هزيمة مصر في حروبها التي خاضتها. وأكد أبي في وصيته أنه فقد الثقة في أخيه جمال وأنه طالب بمحاكمة عاجلة وأنه هُدد من ضابط صغير كان لا يتكبد العناء في يوم ما أن ينظر إليه، هدده بالقتل وقال له: إن صداقتك بالرئيس لن تحميك، وأنه علي يقين أن هناك مؤامرة تحاك ضده أربعة أشخاص أوجه لهم الاتهام لن اذكر أسمائهم لأسباب عديدة والرئيس عبد الناصر هو المسئول عن هزيمة 67؛ لأنه القائد الأعلى ورئيس الدولة.