أما الفضيحتان فتحملان قصتين مثيرتين، الأولى عنوانها يقول (أزهرى يعلم موظفى السفارة الإسرائيلية العامية المصرية)، والثانية عنوانها يقول (سعودى فى سجون إسرائيل: من المعتقل إلى العمل الإجبارى فى المستوطنات)، هذان الخبران تداولتهما المواقع الإخبارية الأيام الماضية، وهما كما نرى يشتركان فى قضية واحدة وهى أن العدو لا يزال هو العدو الصهيونى، وأن التعاون معه أو التهاون بشأن أخطاره وإهانته أكبر ضرر على أمننا القومى العربى، وقبل أن نسترسل فى تبيان أبعاد هذا الخطر، دعونا نتابع تفاصيل الفضيحتين، الفضيحة الأولى: تقول سطورها إن أستاذاً أزهرياً يقوم منذ فترة بتعليم اللغة العربية بالعامية المصرية لكوادر السفارة الإسرائيلية بالقاهرة رغم ما يعرفه من صعوبة قبول مجتمعه لهذا العمل الذى سيعتبرونه تطبيعاً مرفوضاً، فرغم وجود علاقات دبلوماسية منذ توقيع اتفاقية السلام عام 1978، فإن السفراء الإسرائيليين العديدين الذين تناوبوا على مقر سفارتهم فى مصر ظلوا يشكون من العزلة الاجتماعية والإعلامية والدبلوماسية، هذا الواقع الذى تمرد عليه مترجم اللغة العبرية إبراهيم -ع- رغم ثقافته الأزهرية، فقد قبل دخول السفارة بعد أن طلب منه رئيس جامعة حيفا البروفيسور يوسف جينات الذى كان مديراً للمركز الأكاديمى الإسرائيلى بالقاهرة. لقد طلب (جينات) من هذا الأزهرى خلال إحدى زياراته لمصر، تدريس اللغة العربية لعدد من موظفيها وقبل (إبراهيم) ذلك. إن هذه الفضيحة تستدعى من شيخ الأزهر التدخل العاجل، احتراماً للأزهر وتاريخه، الذى وضعه سلوك هذا الأزهرى فى التراب. أما الفضيحة الثانية فهى عن المعتقل السعودى فى إسرائيل عبدالرحمن العطوى، حيث كشفت «مؤسسة مانديلا» الفلسطينية لرعاية شؤون الأسرى والمعتقلين أن الأسير السعودى المعتقل فى السجون الإسرائيلية عبدالرحمن العطوى تم الإفراج عنه فى منطقة الرملة خلال شهر أبريل 2010، بعد خمس سنوات من الاعتقال، لكنه أحيل إلى العمل الإجبارى فى مستوطنات زراعية تحت أعين رجال الأمن الإسرائيلى، إلى حين تسليمه لأى دولة عضو فى هيئة الأممالمتحدة. ووفقا لتقرير أعده ناصر الحقبانى ونشرته «الحياة»، أوضحت المحامية الفلسطينية فى المؤسسة بثينة دقماق أن السجون الإسرائيلية «أخبرتنا فى زيارتنا الأخيرة للعطوى فى منتصف (فبراير) الماضى، أنه تم الإفراج عنه ونقل إلى مناطق تخضع لحراسة رجال الأمن ليقضى وقت فراغه فى العمل، إلى حين حصول الأممالمتحدة التى أجرت تحقيقاً معه أخيراً، على إذن بتسلمه من أى دولة». كان المعتقل السعودى فى إسرائيل عبدالرحمن العطوى قد أوضح فى وقت سابق أن حالته الصحية فى تدهور مستمر. وقال: «أخاف أن يدهمنى الموت فى إسرائيل»، مشيراً إلى أن الوجبات التى تقدم له فى السجن رديئة. وأضاف: «لا أستطيع شراء طعام معلب يكفينى مثل بقية المعتقلين، بسبب دخلى الذى لا يتجاوز 100 شيكل إسرائيلى (28 دولاراً أمريكياً)، وهو المبلغ الذى يصرفه لى الصليب الأحمر الدولى شهرياً، أما دولتى فنسيتنى تماما». كان الأمن الاسرائيلى قد ألقى القبض على العطوى على الحدود الإسرائيلية – المصرية عام 2005 بعدما تاه فى صحراء سيناء، إذ إنه كان فى رحلة سياحية إلى مصر، وكان يقطن فى شقة فى حى المهندسين فى محافظة الجيزة. وحكمت إسرائيل على العطوى بالسجن لمدة 3 أشهر فقط، وبعد قضاء مدة محكوميته رفضت السلطات الإسرائيلية إطلاقه بحجة أن خمس دول رفضت استقباله بما فيها دولته السعودية! والسؤال الآن: أين مسؤولو المملكة السعودية من أحد أبنائهم الأبرياء الذى يهان كل هذه الإهانة ولمدة خمس سنوات ولا يتحركون لتسلمه؟!.