بعد هروبها خارج مصر لمدة 20 عاما تم أمس القبض على هدى عبدالمنعم المرأة الأسطورية التى تم إطلاق وصف لقب "المرأة الحديدية" عليها وهربت من مصر فى ظروف غامضة وتناثرت حول هروبها العديد من الحكايات. هدى عبدالمنعم التى كانت موضوعة على قوائم الترقب بمجرد وصولها إلى مطار القاهرة قادمة على الطائرة اليونانية وأثناء إنهائها لإجراءات الدخول للبلاد تم إلقاء القبض عليها من قبل رجال مباحث المطار. وبالعودة 20 عاما والبحث فى ملف هدى عبد المنعم، نجد أنها كانت قد أسست شركة "هيدكو مصر" للإنشاءات والمقاولات عام 1986، تسابق المصريون، بعد حملة صحفية ضخمة، فى حجز دورهم فى مشروعات المرأة الحديدية والتى تمكنت بالفعل من جمع 45 مليون جنيه، وطلبت من المسئولين وقتها شراء مساحات كبيرة من الأرض قرب المطار ووافق المسئولون، على الرغم من حظر البناء فى تلك المنطقة ودفعت 30% من قيمة الأرض وأنشأت عدداً محدوداً من المبانى. ثم تم كشف قضية البناء فى مناطق محظورة، وبعد مطالبات بإزالة المبانى بدأ الحاجزون فى تقديم بلاغات ضدها ولتهدئة الموقف وقعت هدى عبد المنعم العديد من الشيكات بدون رصيد وعندما أصدر المدعى العام قراراً بمنعها عن السفر بعد أن وصلت مديونيتها إلى 30 مليون جنيه وفرض الحراسة على أموالها ومحاكمتها، فوجئ الجميع بهروبها إلى الخارج وتم وضع اسمها على قوائم الترقب بأمر من النائب العام منذ عدة سنوات. وكانت هدى عبد المنعم، التى شغلت منصب رئيس مجلس إدارة الشركة الدولية للإنشاء وهيدكو مصر، قد حصلت على تسهيلاتٍ ائتمانية بموجب أوراق مزورة، وأكد تقرير الرقابة الإدارية وقتها أن هدى حصلت على العديد من التسهيلات من بنوكٍ عدة من دون ضمانات، وأخرى بضمانات مزورة من بنك القاهرة والبنك العربى الإفريقي، وبنك قناة السويس، وأيضا البنك التجارى الدولي. بالرغم من إدراج اسمها فى قائمة الممنوعين من السفر، فإن هدى عبد المنعم تمكنت من الفرار باستخدام حيلةٍ ذكية، وبمعاونة أيادٍ خفية، فقد دخلت صالة السفر وهى ترتدى حجاباً وتضع مكياجاً متقناً لتقترب من ملامح ابنتها الكبرى التى كانت تحمل جواز سفرها. سيناريو الهروب كما تخيله رجال الأمن بعد ذلك، تضمن قيام معاونها الذى سهلَ لها السفر بتسليم جواز سفرها وختمه من دون أن يرى الضابط صاحبة جواز السفر، لتتمكن المرأة الحديدية من الهروب بجواز سفر الابنة إلى اليونان. وأنشأت هدى عبد النعم فى اليونان شركة باسم جولدن جلف للشحن البحري، وهذه الشركة ليست لها مراكب، ومكتبها عبارة عن غرفة صغيرة فى إحدى البنايات، وتم تسجيلها فى بنما وتحصل على إعفاءات ضريبية وتمنح الإقامة للجنسيات الأجنبية، وهو ما تستغله هدى عبدالمنعم، حيث تقوم بالمتاجرة والسمسرة فى العمالة الآسيوية. جدير بالزكر أن المرأة الحديدية لم تعد إلى مصر إلا وهى مطمئنة لأن الأحكام السابقة قد سقطت عليها وأنها سددت مديونياتها وهو ما صرحت به منذ أيام وأضافت إنها تريد العودة إلى مصر والاستقرار مع أسرتها.