عقد مركز الأرض لحقوق الإنسان ندوة حول " احتجاجات وتمردات المصريين ضد الاستبداد فى التاريخ الوسيط " حضر الندوة مزارعين ومحامين وممثلى بعض الجمعيات الأهلية والريفية من محافظات القاهرة ودمياط والفيوم و6 أكتوبر والقليوبية والدقهلية وكفر الشيخ والجيزة وحلوان وقنا والغربية والبحيرة وأكد محمد حجازى سليم – رئيس جمعية الزهور للصداقة الريفية بالقليوبية أهمية دراسة التاريخ المصرى لاستنباط خبرات الشعب المصرى فى دفاعه عن حقوقه وكفاحه ومقاومته لظلم الحكام العرب وتأثيرات حكمهم واستبدادهم على حقوق المصريين وأكد حجازى أن ثقافة المقاومة عند المصريين متأصلة عبر التاريخ بدءاً من الدولة الفرعونية حتى عصر النهضة الحديثة ،ومرورا بتاريخ مصر الوسيط ، وأكد على أن الغزو العربى لمصر بدءاً من الأمويين والعباسيين والفاطميين والأيوبيين والمماليك أسفر عن مئات الاحتجاجات والتمردات ضد ظلم هؤلاء الغزاة ثم اختتم كلمته ببيت من الشعر قائلاً فيه : حكموكى ما حكموكى برضه المصرى مصرى والمملوكى مملوكى تحدث عبد العزيز جمال الدين باحث تاريخى مستعرضاً تمردات واحتجاجات المصريين بمراحل التاريخ الوسيط ودورها فى بناء ثقافة المقاومة للمصريين منذ دخول الحاكم العربى عمرو بن العاص أرض مصر وبالرغم من أن غالبية المصريين تعلموا العربية وتحول اغلبهم إلى الإسلام إلا أن عقيدة التدين المصرية احتفظت بطقوسها المصرية ، وبرر تحول المصريين للنطق بالعربية باعتبارها لغة الفاتح والمنتصر والذى دائما بيده مقاليد الأمور والدواوين ، فمن كان يريد الحصول على فرصة عمل أو حقه فى الحياة الكريمة عليه أن يتعلم لغة هذا الفاتح الحاكم الذى غير لغة المصريين ودينهم ، إلا أن المصريين رغم طبيعتهم المتحفظة كان لهم العديد من التمردات والاحتجاجات ، واخترع الشعب المصرى أدب المقاومة ، وتناول جمال الدين كيف استطاع العرب الغزاة الاستيلاء على ثروات المصريين الفلاحين طوال التاريخ الطويل وكيف كانت القرى تزرع البرسيم باعتبار "الربيع "حق لهؤلاء الغزاة ، وكانت اغلب الأراضى تزرع بالبرسيم الحجازى للخيول العربية ، وجمع العرب الجزية من المصريين سواء من أشهر إسلامه أو من غير المسلمين مادام أنه مصرياً كان يجب عليه دفع الجزية وكان المصريون يزرعون البصل كغذاء أساسى فى فترة المجاعة ، ويتندرون على بعضهم وعلى حكامهم فكانوا يقشرون البصل لسد جوعهم هم وأسرهم وكانوا يقولون لمن يتوجه خارج القرية "هتروح فين .. فيرد هقشر بصل" . وتحدث الدكتور رؤوف الضبع أستاذ علم الاجتماع بجامعة سوهاج عن حق الفلاح فى امتلاك أرضه لأنه هو الذى صنع حضارة العالم قبل الميلاد بثلاثة آلاف عام . وانه عندما استطاع الفلاحون المصريون أن يدخروا فائض الزراعة نشأت الحرف والمهن الأخرى فى المدن المختلفة وعلى أكتافهم ثم اختتم المحاضر الجلسة بعرض خلاصة اللقاء والتى أكد فيها على ضرورة استخدام التاريخ كأحد أعمدة المقاومة والكفاح ضد الاستبداد والظلم فى الوقت الراهن . واتفق المشاركون على ضرورة عقد وتكرار هذه اللقاءات الدورية لأهميتها فى تجاربنا الراهنة لتحسين أحوال بلادنا وحياتنا .