فى عددها الصادر أمس الجمعة نشرت جريدة الجرديا البريطانية تقريرها عن دلتا نهر النيل فى مصر بدأته فى مقدمة مؤثرة عن أسلاف واحد من الذين هربوا من أعمال السخرة فى حفر قناة السويس وعاشو فى شمال مصر أعلى ضفاف بحيرة البرلس يزرعون أرضها ويصطادون أسماك البحيرة ,وبعد قرن ونصف صار هناك خطر يهدد الدلتا المصرية يفوق الأستعمار ألاف المرات الاستعمار يجئ ويذهب اما التهديد الجديد فهو أكثر فتكا ويتمثل فى التهديد بأرتفاع منسوب ماء البحر وغرق الدلتا وفى نحر سواحل الدلتا بشكل مذهل يصل أحيانا إلى 100 متر تقريبا فى العام ,وهى الشكوى التى يتمكن أن تسمعها فى طول مصر وعرضها بسبب تغيير المناخ . ومن البرلس إلى رشيد حيث تعاقدت الدولة مع شركة صينية لبناء جدار ضخم من الكتل الخرسانية لحجز مياه البحر عن نحر الاراضى . وفى فقرة أخرى يشير التقرير إلى ان الدلتا التى تناسب شمال العاصمة القاهرة يصل مساحة أراضيها إلى ما يقرب من 10 ألاف ميل ويغذيها فروع ممتدة من نهر النيل وهو موطن لثلثى أهل البلاد التى يرتفع عدد سكانها بسرعة كبيرة , والدلتا مسئولة عن أمدادهم بنسبة 60% من الغذاء , ودون قيد او شرط تعتمد عليها مصر فى غذائها وبالتالى بقائها ولكن مع وجود 270 كيلو متر من سواحل مصر على البحر فى مستويات منخفضة بشكل خطير تتراوح ما بين صفر إلى واحد متر من مستوى سطح البحر فغن إى زوبان للغطاء الثلجى القطبى يمكن يمكن أن نرى أثره على المدن والزراعات تلك بما فيها الميناء التاريخى للأسكندرية الذى يرتفع لمتر واحد فقط من مستوى البحر , ويعتقد الكثير من الخبراء إنه فى غضون المائة سنة القادمة سوف تغرق 20% من مساحة الدلتا , وعلى الطرف الاخر فان أرتفاع 14% متر سوف تنجم عن أختفاء "جرين لند" والقطب الجنوبى غرب البحر الابيض المتوسط من شئنها ان يغرق كل الدلتا ويصل إلى أعتاب القاهرة . وأشار التقرير نقلاعن مدير مركز تنمية الصحراء بالجامعة الامريكية إلى ان هناك مشاكل أخرى كثيرة تعانى منها الدلتا مثل أزدحامها بالسكان وتعرضها لمعدلات كبيرة من التلوث الناتجة عن عوادم السيارات ومخلافات المصانع الكيماوية وفوق كل ذلك أرتفاع مستوى سطح البحر . أما المزارعون الذين لا تصلهم المياه العذبة فى الدلتا فيعتميدون على مياه الصرف الصحى وهو مزيج من الصرف الزراعى والصحى والنتيجة تراجع خصوبة التربة ويشتكى الفلاحون من أن أبائهم الذين كانو يعتمدون إنفاق مبلغ ضئيل لزيادة خصوبة الارض الان يدفعون بنسبه من 25% ألى 80% من الارباح الزراعية التى يعيشون منها من أجل أستمرار زراعتهم على قيد الحياة هذا فى الوقت الذى أنخفض أنتاج القمح والذرة بنسبة 40%إلى 50% خلال الثلاثين سنة القادمة وسوف يخسر المزارعون ما يوازى ألف هكتار مع كل درجة حرارة واحدة ترتفع على سطح الارض . وعرج التقرير إلى تأثير التغيرات التى أبتعدت فيها الدولة عنهم بسياسات "العصر الجديد" التى تدخلها والذى تسبب عنه كراهية للنظام القائم الذى يعتمد الليبرالية الجديدة لبرامج الاصلاح وإنتشار فضائح الفساد وهو ما اثر موجة من السخط الشعبى يمر البلاد وإنعدام الثقة فى الحكومة والعلماء .