صديقى رئيس تحرير الصحيفة القومية بعد أن خرج على المعاش صارت الأمور بالنسبة له أكثر وضوحا وربما كانت كذلك من قبل لكنه لم يكن يعلن- بسبب حساسية موقفه- اختلافه مع التغيير الحادث فى مصر الآن، أمس قابلته صدفة وجلست إليه وبدأ يشكو مثل كثير من المصريين لكننى فوجئت به يردد ما كنت أقوله له من قبل ويرد عليه متهكماً: نظرية المؤامرة. اليوم جاء يقول لى عن كوتة المرأة وعن قوانين الأحوال الشخصية.. إنه التغيير المطلوب من مصر أن تقره.. إنها توجيهات لتمكين المرأة. فأعدت له بضاعته من السخرية عندما سألته هل تذكر ما كنت أقوله فترد علىّ متهكما نظرية المؤامرة؟ وأضفت له مخففا عليه الحرج: أن المشكلة فى غياب المعلومات وقراءة المؤشرات الأولية.. وتركته وانصرفت وأنا أقول لنفسى وماذا عن قانون عدم التمييز الذى يطبخه بطرس غالى فى المجلس القومى لحقوق الإنسان؟.. إلى أين نحن سائرون وقطار العلمنة يسحق بعجلاته هذا المجتمع ليحول الدين فيه إلى مجرد طقوس روحانية أشبه بمسيحية الغرب التى سمحت لأفلام السينما التى لم تكتف بأن تخلع القداسة عن شخصية المسيح، ولكن عرته أيضا من ملابسه فى أفلام أدعت إنها درامية وهى أقرب لأفلام البورنو. لماذا ولصالح من نتخلى عن الدين ونتبرأ منه وكأنه سُبّة؟.. ألم يسمع المسئولون فى هذا البلد خطاب السيد أوباما؟.. أم ترى حديثه واستشهاداته سيناريو علاقات عامة وكلام من قبيل الضحك على الذوقون؟..