فى حوار مفتوح جرى أمس فى القاعة الكبرى لنقابة الصحفيين المصرية بدأ فضيلة د. يوسف القرضاوى رئيس الإتحاد العالمى للعلماء المسلمين حديثه عن أخر مؤلفاته وهو كتاب "فقه الجهاد"، فأشار إلى أن الرغبة فى إخراج هذا الكتاب كانت تتزايد لديه خلال السنوات الأخيرة للرد على ما ينسب للدين الإسلامى والمسلمين من إتهامات خاصة من جانب الغرب، تلك الاتهامات التى وصلت لذروتها مع أحداث 11 سبتمبر، وهذه الذروة تمثلت فى إتهام العقيدة الإسلامية ذاتها بالإرهاب وإن وراء هذه الإتهامات الصهيونية والجهات الغربية المعادية للإسلام، حيث تلجأ تلك الجهات إلى تزييف الحقائق الدينية والتفسيرات المغلوطة لبعض الآيات القرآنية مثل الآيات التى تحث على الجهاد أو أسماء المولى عز وجل القهار والجبار والمنتقم لإلصاق التهم بالإسلام والمسلمين، حتى أنهم يطلقون على الآية الخامسة من سورة التوبة:"آية السيف" يقولون أنها تنسخ آيات الرحمة والتسامح، ويتجاهل هؤلاء حقيقة الدين الإسلامى وما يدعو إليه. وأضاف د. القرضاوى موضحاً أن لفظ الجلالة "الجبار" ورد مرة واحدة فقط فى سورة الحشر, ولفظ "القهار" ورد6 مرات فى مناسبات محددة, وفى المقابل سور القرآن وعددها 113 سورة تبدأ "بأسم الله الرحمن الرحيم" والقرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذى وصفه الله سبحانه وتعالى بالرحمن الرحيم وهناك آيات كثيرة تشير إلى رحمة الله عز وجل. الجهاد والقتال وأضاف القرضاوى إن كتابه يهدف إلى الرد على هذه الإدعاءات الكاذبة ويوضح حقيقة الجهاد فى الإسلام ويفرق ما بين القتال والجهاد وأنه إذا كان القتال يمثل أعلى درجات الجهاد فبشرط أن يكون فى سبيل الله ونصرة دينه. وللجهاد فى الإسلام أسباب عديدة أجملها د. القرضاوى فى الدفاع عن المسلمين ونصرة المستجيرين وقتال الذين ينكثون فى عهودهم. وهناك آيات كثيرة فى القرآن تؤكد أن القتال شئ غير مستحب منها قول الله تعالى: "وكفى الله المؤمنين شر القتال"، والآية: "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها"، وفى المقابل فالشرائع السماوية الأخرى اليهودية والمسيحية التى جائت تكمل أسفار التوراة تحمل مبدأ الإستئصال الكامل, والأصحاح العشرون من التوراة جاء فيه "أبيدهم عن بكرة أبيهم"، وهذا ما أتبعه الأوروبيون عند اكتشاف أمريكا وأستراليا حيث قاموا بإبادة سكان البلاد الأصليين. وتأسيسا على ما سبق قال د. القرضاوى أن أحد أهداف كتابه "فقه الجهاد" هو محاولة تصدى للمساعى اليهودية والصهيونية التى تعمل على إماتة مبدأ الجهاد فى الإسلام ومحوه من المفاهيم الإسلامية. أوباما ومن قضية الجهاد إلى خطاب الرئيس الأمريكى أوباما فى القاهرة والذى علق عليه د. القرضاوى واصف بإنه "مجرد كلام فى كلام " وإنه يأتى ضمن المساعى الأمريكية الإسرائيلية للتخلص من المقاومة الفلسطينية المسلحة ثم التلاعب بالقضية الفلسطينية بعد ذلك وبالمسلمين. صحوة وأضاف د. القرضاوى أن القضية القضية الفلسطينية والقدس يحتاجان إلى صحوة إسلامية لمقاومة المساعى الإسرائيلية بالإستيلاء على القدس حيث تقيم إسرائيل مدينة سياحية أسفل المسجد الأقصى, وفى هذا الإطار أشار إلى جهود مؤسسة القدس العالمية التى شكلها علماء المسلمين للدفاع عن القدس. الفتاوى وعن فوضى الفتاوى أرجها د. القرضاوى إلى غياب المؤهلات اللازمة لعمليات الافتاء وأكتفاء شيوخ الفضائيات بقشور الأمور وعدم تعمقهم فى الدين. الدسمقراطية.. والقمنى وفى سؤال عن تراجع الديموقراطية فى العالم العربى والاسلامى أجاب د.القرضاوى موضحا أن الديموقراطية هى مبدأ من مبادئ الإسلام وهو "الشورى" التى يحث عليها الإسلام . وعن منح سيد القمنى جائزة الدولة التقديرية قال إنه ليس عالما من علماء الأمة وأن منه الجائزة خطأ كبير . .. وفوائد البنوك وأكد د. القرضاوى على أن فوائد البنوك ربا ومحرمة وقال أن هناك 12 مجمعا إسلاميا على مستوى العالم تتفق معه فى هذا الرأى, وأجاب عندما سئل عن سيد قطب فقال إنه مما لا شك فيه أضاف الكثير للتراث الإسلامى وإنه شهيد من شهداء الأمة, وأضاف د. القرضاوى إنه فى الفترة الأخيرة نقد فكرة، فرآه تأثر بالشيوعية والاشتراكية وإن نزعة الرفض التى كانت تغلب عليه غير مبررة ولا تعبر عن واقع الأمة الإسلامية فى ذلك الوقت. ونفى د. القرضاوى أنه قال أن سيد قطب خرج عن علماء السنة وأوضح قائلاً إن الخالفة لا تعنى الخروج فهناك فارق كبير بين المعنيين. واخيرا أنتقض د. القرضاوى بشدة الدراما المصرية فى شهر رمضان، وقال إنها تسبب الاستياء لعلماء الاتحاد العالمى للمسلمين الذين يفكرون بشكل جدى للتصدى لهذا الوضوع فى مصر الذى تحول فيها شهر رمضان إلى شهرالمسلسلات.