فى الذكرى الأربعين لإحراق المسجد الأقصى المبارك، استعرضت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أهم الانتهاكات التى تعرض لها المسجد الأقصى، فى ظل تصاعد الهجمة الاستعمارية عليه وعلى مدينة القدسالمحتلة. وقالت المؤسسة فى بيان لها صدر امس ووصل للراى نسخة عنه:إن المؤسسة الإسرائيلية باتت فى هذه الأيام تسعى إلى تحقيق حلمها ببناء الهيكل الثالث المزعوم على حساب الأقصى، ويتضح ذلك من خلال عدة شواهد أوردتها المؤسسة فى بيانها. ولوحظ فى الآونة الأخيرة أيضا، زيادة منسوب الفتاوى الدينية اليهودية والآراء والتعاليم الدينية اليهودية مما يسمى بالمرجعيات الدينية وقيادات الجماعات اليهودية الداعية إلى اقتحام الأقصى وأداء الشعائر الدينية والطقوس التلمودية. وأشار بيان المؤسسة إلى أن المؤسسة الإسرائيلية تستعد حاليا لتنفيذ متدرج لمخطط تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود على غرار المسجد الإبراهيمى فى مدينة الخليل. ودللت المؤسسة على ذلك بشواهد منها، إغلاقات ليلية لأجزاء من المسجد الأقصى، تمتد ما بين مصلى النساء والمتحف الإسلامى غربا، مرورا بمسطح المصلى المروانى ومنطقة البوابات العملاقة للمصلى المروانى والمنطقة المشجرة شرقا. إلى جانب ذلك، قام الاحتلال بنصب شبكات كهرومغناطسية تعمل بالأشعة فى مناطق فى المسجد الأقصى، تمكنها من عزل هذه المناطق فى المسجد الأقصى المبارك، وفق المؤسسة. وكشفت مؤسسة الأقصى عن نية المؤسسة الإسرائيلية الاحتلالية تحويل مساحات واسعة من الأقصى إلى ساحات و متنزه وأماكن عامة تابعة لبلدية الاحتلال فى القدس. وبحسب المؤسسة، فإن إدخال آلاف السياح الأجانب يوميا وعشرات الآلاف سنويا إلى الأقصى، يؤكد هذه النية، بحيث ينتشر آلاف السياح الأجانب شبه عراة يتجولون بحراسة قوات الاحتلال الإسرائيلى كأنهم فى متنزه عام. كما تقوم قوات الاحتلال بمنع سدنة الأقصى من استعمال المياه داخل المسجد وساحاته، بإدعاء أن هذه ساحات عامة تابعة للبلدية. ونوهت المؤسسة إلى سعى الاحتلال لفرض السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى وتكريس المظاهر الاحتلالية فيه. ومن أهم مظاهر فرض السيطرة منع أعمال الترميم والصيانة والإعمار فى المسجد الأقصى المبارك، و تدخل المؤسسة الاحتلالية فى صلاحيات وأعمال دائرة الأوقاف الإسلامية فى القدس. وكشف البيان عن تصاعد اقتحامات الاحتلال لكل أجزاء المسجد الأقصى، والقيام بجولات مشبوهة بأعداد كبيرة تترافق مع أعمال رصد وتصوير وتوثيق. ويفرض الاحتلال إحاطة على المسجد الأقصى من الداخل والخارج بقوات احتلالية كبيرة ونصب الحواجز والمتاريس العسكرية حوله، وتكثيف إقامة المراكز والنقاط التابعة لقوات الاحتلال داخل وحول الأقصى. وتشير المؤسسة أيضا إلى أن الاحتلال يتعرض لصلاحيات حراس وسدنة المسجد الأقصى ويضيق عليهم، وذلك بهدف تفريغ مهام ووظيفة حارس الأقصى من محتواها. وكانت قوات الاحتلال قد أعلنت عن بناء جسر عسكرى كبير عند باب المغاربة، يمكنها من إدخال آلاف عناصر القوات الإسرائيلية والآليات العسكرية دفعة واحدة إلى داخل الأقصى. ويرافق كل ذلك أعمال حفريات وتنقيب وحفر أنفاق منذ اليوم الأول للاحتلال وحتى اليوم، تحت المسجد الأقصى وفى محيطه القريب، حتى تشكلت الآن شبكة كبيرة من الأنفاق. وبحسب مؤسسة الأقصى، فإن بعض هذه الحفريات والأنفاق معروفة، والكثير منها لا يعرف مسارها وحجمها الحقيقي، إلا أن القرائن تشير إلى أن هذه الأنفاق والحفريات وصلت إلى منطقة الكأس فى المسجد الأقصى ما بين الجامع القبلى المسقوف وبين قبة الصخرة المشرفة. ولم يكن محيط الأقصى بعيدا عن مخططات التهويد، فقد سعى الاحتلال إلى إحاطة المسجد الأقصى بنحو مائة كنيس يهودي، وبأبنية وقباب عالية تهدف إلى محاولة حجب رؤية قبة الصخرة باعتبارها أحد المعالم الإسلامية البارزة فى القدس. كما تم إقرار مخطط إسرائيلى والشروع بتنفيذه يقضى بإحاطة المسجد الأقصى بسبع حدائق توراتية تحت مسمى حدائق وبساتين ومتنزهات عامة. ويشير بيان المؤسسة إلى تصاعد الحفريات تحت بيوت أهل القدس فى البلدة القديمة، مما أدى إلى تصدعات وتشققات واسعة فيها باتت تهدد الأهل فى بعض الأحيان بترك المنزل خشية الانهيار. كما تم الاستيلاء على عشرات العقارات المقدسية فى البلدة القديمة بالقدس، خاصة تلك القريبة والملاصقة للمسجد الأقصى المبارك، وتحويل هذه العقارات الفلسطينية المقدسية إلى بؤر استعمارية تشكل خطرا مباشرا على وجود الأقصى. وبالتزامن مع ذلك، صعد الاحتلال من وتيرة هدم البيوت المقدسية فى البلدة القديمة وفى الأحياء الملاصقة والقريبة من الأقصى، بهدف تطويق المسجد الأقصى بطوق استعماري، وإقامة حدائق توراتية فوق الأرض ترتبط بشبكة أنفاق.