المتغيرات التى لحقت بنا خلال الأعوام الأخيرة كشفت عن واقع مرير وإفرازات مجتمع يختلف عن مجتمعنا المصرى بعاداته وتقاليده التى كانت تعيشها الأجيال السابقة. وهلت علينا أجيال جديدة لا تمت لهذا المجتمع بصلة, و أصبحت الطوائف الشاذة هى التى تفرض قيمها على العامة بعد أن أصبح الحال يتبدل للأسوأ من عام إلى أخر حتى فقدت الغالبية منا الأمل فى الحاضر أو مستقبل أفضل, مما كان له أثر كبير فى ظهور هذه الطوائف التى كأن الحديث عنها فى مصر سابقا يدعو إلى الخجل . وبعد أن كان صاحب التصرفات التى لا تراعى العادات والتقاليد منبوذاً من المجتمع الذى يمتنع أفراده عن التعامل معه حتى لا يصابوا بالعدوى على اعتبار أن تصرفاته-وباء-لابد من القضاء عليه, أصبحت تصرفات هذا الفرد الأن واقعا غير قابل للنقد, و إن حاولت تطلع عليك جهات لا حصر لها (إشى حقوق إنسان وحقوق مرأه) وغيرها كثير من الجمعيات التى تدافع عن كل شىء و أى شىء لمصلحة التقليد الأعمى للمجتمع الغربى. و أصبح المجتمع المصرى يضم الشواذ ويزداد كل يوم عدد الراغبين فى التحول جنسيا, وارتفع معدل الإغتصاب والتحرش الجنسى, و كذلك أصبحت الألفاظ التى كنا نستحى أن ننطق بها فى الأماكن المغلقة مشاعاً فى الشوارع والمواصلات العامة وعلى المقاهى دون مراعاة لوجود أم أو زوجة أو أخت تجرحها هذه الألفاظ, لكن الأصعب من ذلك هى لغة البنات نفسها التى أصبحت غريبة تحتوى على ألفاظ إباحية فى الحديث عن كل شىء. السبب فى وصولنا إلى هذه الأخلاقيات المنهارة والتدهور الإجتماعى هو الإنفتاح على العالم الخارجى الذى يستغلنا باستيراد كل ما هو مفيد لمجتمعاتهم واستبعاد كل ما يضر بمصلحتهم وعاداتهم وتقاليدهم التى يحاربون من أجل استمرارها, لذلك أغرقونا فى بحر الموضة التى ألقت ببناتنا على المقاهى وفى النوادى وعلى النت طوال الليل فى غرف الشات مع أطراف أخرى غير معلومة. يأتى هذا مع اقتصار دور رب الأسرة على مجرد التمويل المادى, و حتى لا يستطيع أن يقول ״مفيش״ و إلا ستقوم عليه الدنيا ولن تقعد وسيطرد من البيت,مما يجعله ״يعديها״ لأنها كلها ״محصلة بعضها״ بالنسبة له. أما المصيبة فتتمثل فى أننا لم يعد لدينا كسوف زى زمان, وكلام الناس أصبح عادياً من الشذوذ وعن الصاحب والصاحبة الأنتيم والجواز العرفى والبوى فريند, أيضاً الموضوع أصبح موضة فى الأفلام والمسلسلات, ومن يجرؤ على القول أنه لا يزال هناك أناس لديهم حياء يصبح على الفور ״رجعى ومتخلف״ لا يدرى عن عادات المجتمع شيئا. و أصبحت الناس لا تفهم أن الحديث بهذه الطريقة يجعل هذه العادات أمراُ واقعاُ متناسين أن هناك أجيالاُ جديدة تتعلم من التلفيزيون والنت, و الخوف أن نصل يوماُ ما إلى المجتمع آخر لا علاقة له بالدين الذى تربينا عليه. الموضوع ليس سهلاُ ولا ينبغى أن يمر مرور الكرام لأنه كارثة بكل المقاييس لابد أن يكون له حل عن طريق تدخل جميع فئات المجتمع كى نرجع لأصلنا- مصر الحقيقية و أهلها- حتى إن احتاج الرجوع إلى جراحة فى قلب المجتمع.