محطة الضبعة.. السيسي: نرى الحلم النووي يتحقق على أرض الواقع.. بوتين: ندعم طموحات مصر التنموية في إطار الشراكة والتعاون    صاحب الفضيلة الشيخ سعد الفقى يكتب عن : فتي الخطيئة؟؟؟    قيمتها 30 مليار جنيه.. بيان توضيحي من الأوقاف عن طرح صكوك لتمويل العقارات    مصر للمعلوماتية تكشف عن برامج إلكترونية جديدة بالذكاء الاصطناعي لمكافحة الهجمات السيبرانية    فيديو.. غارات إسرائيلية عنيفة على جنوب لبنان    وفد رسمي من بيراميدز يحضر حفل «كاف» للأفضل في إفريقيا    القبض على صانعة محتوى بسبب فيديوهات رقص خادشة للحياء بالإسكندرية    شبورة كثيفة ومائل للحرارة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس غدا    النيابة في قضية المخدرات الكبرى: متهم يعترف بأن كمية صغيرة جدا من المضبوطات كفيلة بقتل متعاطيها فورا    تشييع جنازة صاحب ملجأ الحيوانات ضحية صديقه في الشرقية    الوطنية للإعلام تنعى المخرج خالد شبانة رئيس قطاع قنوات النيل المتخصصة    جامعة بنها تنظم قافلة طبية ضمن مبادرة "من أجل قلوب أطفالنا"    اعتماد تعديل مشروع شركة إعمار مصر للتنمية في المقطم    19 نوفمبر 2025.. استقرار البورصة في المنطقة الخضراء بارتفاع هامشي    اتصال هاتفى بين وزير الخارجية ونظيره الايطالى    أردوغان: صادراتنا السنوية بلغت في أكتوبر 270.2 مليار دولار    الداخلية تكشف تفاصيل مشاجرة بين قائدى سيارتين ملاكى بالجيزة    شوبير يكشف حقيقة تولي كولر تدريب منتخب مصر    أحمد المسلماني: برنامج الشركة المتحدة دولة التلاوة تعزيز للقوة الناعمة المصرية    بعد أزمته الصحية.. حسام حبيب لتامر حسني: ربنا يطمن كل اللي بيحبوك عليك    الإسماعيلي ينفي شائعات طلب فتح القيد الاستثنائي مع الفيفا    خالد عبدالغفار: دول منظمة D-8 تعتمد «إعلان القاهرة» لتعزيز التعاون الصحي المشترك    الصحة: مصر خالية من الخفافيش المتسببة في فيروس ماربورج    نور عبد الواحد السيد تتلقى دعوة معايشة مع نادي فاماليكاو البرتغالي    أول رد فعل من مصطفى محمد على تصريحات حسام حسن    إزالة تعديات وإسترداد أراضي أملاك دولة بمساحة 5 قيراط و12 سهما فى الأقصر    انطلاق فعاليات المؤتمر السنوي العاشر لأدب الطفل تحت عنوان "روايات النشء واليافعين" بدار الكتب    روسيا: أوكرانيا تستخدم صواريخ أتاكمز الأمريكية طويلة المدى مجددا    شقيق إبستين: كان لدى جيفري معلومات قذرة عن ترامب    الأهلي يحصل على موافقة أمنية لحضور 30 ألف مشجع في مواجهة شبيبة القبائل    وصفات طبيعية لعلاج آلام البطن للأطفال، حلول آمنة وفعّالة من البيت    جامعة قناة السويس تدعم طالباتها المشاركات في أولمبياد الفتاة الجامعية    رئيس الأركان يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته بمعرض دبى الدولى للطيران 2025    قصور ومكتبات الأقصر تحتفل بافتتاح المتحف المصرى الكبير.. صور    ارتفاع عدد مصابي انقلاب سيارة ميكروباص فى قنا إلى 18 شخصا بينهم أطفال    فرق الصيانة بالسكة الحديد تجرى أعمال الصيانة على القضبان بشبرا الخيمة    أسطورة ليفربول يكشف مفاجأة عن عقد محمد صلاح مع الريدز    المصرية لدعم اللاجئين: وجود ما يزيد على مليون لاجئ وطالب لجوء مسجّلين في مصر حتى منتصف عام 2025    وزير الري يلتقي عددا من المسؤولين الفرنسيين وممثلي الشركات على هامش مؤتمر "طموح إفريقيا"    موعد مباراة بيراميدز القادمة.. والقنوات الناقلة    الداخلية تضبط أكثر من 17 طن دقيق مخالف وتتصدى لتلاعب المخابز    السياحة العالمية تستعد لانتعاشة تاريخية: 2.1 تريليون دولار إيرادات متوقعة في 2025    نجاح كبير لمعرض رمسيس وذهب الفراعنة فى طوكيو وتزايد مطالب المد    تعرف على أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    بريطانيا تطلق استراتيجية جديدة لصحة الرجال ومواجهة الانتحار والإدمان    منال عوض تترأس الاجتماع ال23 لمجلس إدارة صندوق حماية البيئة    بعد غد.. انطلاق تصويت المصريين بالخارج في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    أبناء القبائل: دعم كامل لقواتنا المسلحة    «اليعسوب» يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن مهرجان القاهرة السينمائي.. اليوم    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    اليوم، حفل جوائز الكاف 2025 ومفاجأة عن ضيوف الشرف    ماذا قالت إلهام شاهين لصناع فيلم «بنات الباشا» بعد عرضه بمهرجان القاهرة السينمائي؟    العدد يصل إلى 39.. تعرف على المتأهلين إلى كأس العالم 2026 وموعد القرعة    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثيقة موجهة إلى خالد مشعل تكشف عن أزمة داخل حماس
نشر في مصر الجديدة يوم 07 - 04 - 2010

تسرّب تقرير موجه إلى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، خالد مشعل، صاغه من سمّوا أنفسهم في ختام التقرير، المكتب الإداري للحركة في قطاع غزة، ويتحدث التقرير عن أزمة حقيقية تواجه التنظيم على مستويات مختلفة، ويشير إلى مسائل وتجاوزات خطيرة تتعلق أساسا بانفلات تام للأوضاع بسبب وجود توتر في العلاقات الداخلية لحماس، وفقدانها للسيطرة على الجبهة الشعبية في القطاع التي باتت تعلن نقمتها، وفشل القيادات الحمساوية في تحصيل أي دعم خارجي .
التقرير والذي كان موجها إلى قيادي حماس، خالد مشعل، المتواجد بالأراضي السورية، يؤكد أصحابه أنهم قاموا بمعاينة ميدانية للكشف عن ملابسات ما وصلهم من تقارير حول الوضع الداخلي للحركة في قطاع غزة، ودعوه لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ما أسموه ب ''وقوع هزات عنيفة في الاستقرار التنظيمي الداخلي للحركة''، وهو ما اعتبروه أمرا خطيرا بالنظر إلى أن ''الاستقرار كان أحد ركائز القوة التي تتمتع بها الحركة بل أهمها على الإطلاق''.
وذهب أصحاب التقرير إلى أبعد من ذلك، مؤكدين أن الحركة فقدت في الأحداث الأخيرة، مع تعثر المصالحة وما رافقها من اضطراب في العلاقة مع مصر، واحدة من أهم ميزاتها وهي ''الوحدة الفكرية والتنظيمية ووحدة الخطاب''، وهو ما يكشف عن غياب التنسيق والانسجام المعهود بين القيادات التنظيمية الحمساوية، التي بدت خلافاتها الداخلية ظاهرة إلى العيان حول الكثير من المواضيع، من خلال تصريحات قيادات الحركة والناطقين الإعلاميين باسمها المتضاربة، والتي أوحت، ''بوجود خلاف داخلي''.
وهو ما أطلقوا عليه وصف ''فشل ذريع'' تعيشه الحركة، في التعامل مع ازدواجية المقاومة والسلطة، وهو ما زرع الخوف في نفوس الكوادر بسبب ما أسمته ''التناقض والفجوة التي تتسع باضطراد بين الشعور الداخلي الناتج عن الواقع على الأرض وبين الخطاب الإعلامي عن المقاومة والممانعة''، خصوصا في ظل التوقف التام لأية عملية عسكرية للمقاومة في الضفة الغربية ''رغم الحصار المزدوج لحكومة دايتون وحكومة العدو وبطشها بالمقاومة في الضفة''، وهذا الأمر، حسب الرسالة الموجهة إلى مشعل بات يقلق القواعد التنظيمية ويهز ثقتها في مشروع الحركة ''المشروع الإسلامي'' على أنه المخلص نظرا إلى انحصاره على غزة فقط، خصوصا في ظل تراجع مستوى العلاقات الخارجية لحركة حماس مع الكثير من القوى العربية والأجنبية، التي خص بها التقرير
''تراجعت علاقة الحركة مع عدد من الدول العربية مثل مصر والسعودية والأردن واليمن والإمارات، بالإضافة إلى الفشل في الرهان على دور تركي أو روسي فاعل يشكل رافعة للحركة مع محور إيران وسوريا وحزب الله''، وهذا، يقول التقرير، ما دفع الكوادر الداخلية لحماس إلى طرح الكثير من التساؤلات عن جدوى ''وقف المقاومة رغم عدم وجود اختراقات في قضايا مصيرية وملفات مهمة مثل ملف شاليط، وملف المصالحة، وملف رفع الحصار وإعادة الإعمار''•
واعتبر التقرير، أن الحركة ''فقدت مادة التنظير السياسي التي أكسبتها سابقا، النفوذ والشعبية، في الأوساط الفلسطينية وحتى العربية والإسلامية''، وقد لخصوا الأمر في ثلاث نقاط أساسية، وهي أولا المقاومة التي يكثر الحديث عنها في الخطاب السياسي لكنها غائبة على أرض الواقع، وهنا يصعّد أصحاب التقرير من لغتهم إلى التحذير قائلين ''نحذر بشدة من الإجراءات الأمنية التي قد تظهر الحركة كشرطي حدود لحماية أمن الاحتلال''• أما النقطة الثانية فكان الحديث فيها عن الحكم الراشد الذي اعتبر التقرير أن فيه الكثير ليقال ''من خلال استقراء الواقع نرى أن شرائح واسعة من المجتمع والفصائل بما فيها شرائح واسعة من كوادر الحركة ترى أن الحركة فشلت في ترسيخ هذا المبدأ''، وأشار التقرير إلى الضغط الكبير الذي بدأ المواطن الغزاوي يشكو منه بسبب عدم تحمله للأعباء المفروضة عليه ''الحركة تحمّل المجتمع في غزة استحقاقات الحكم وتمويله من خلال فرض الضرائب والجبايات المالية المختلفة، وهذا رأي جانب كبير من جمهور غزة الذي بدأ يتحدث بصوت أعلى من ذي قبل عن وقوع المواطن بين فكي كماشة الضرائب الحكومية من جهة، والابتزاز الناتج عن حالات الفساد المالي والإداري والأخلاقي في أجهزة الحكومة من جهة أخرى''، وهو الأمر الذي ينعكس من خلال ''تنامي السخط الشعبي على الحركة وتزايد الجرأة لدى المواطن في انتقاد سلوك الحركة والمواجهة أحيانا، الأمر الذي من الممكن أن يتطور لحالات صدام متكررة قد تصل إلى حالة من التمرد والعصيان الشعبي''• أما النقطة الثالثة وهي التي تبدو أكثر حساسية بالنسبة إلى التنظيم فتتعلق بالانفلات الأمني الذي أكد التقرير أنه في تزايد مستمر داخل القطاع، وهو الأمر الذي يدحض مقولة حماس التي لطالما فاخرت بها ''الحسم جلب الأمن والأمان لأهل القطاع''، وحسب التقرير، فإن الوضع الأمني متأزم بالنظر إلى ''الآن بدأت تبرز جرائم القتل والسطو والتفجيرات الداخلية للمرافق التابعة للحركة وللممتلكات الخاصة، كما ازداد ترويج المخدرات والحبوب المخدرة والدعارة''، وهو الأمر الذي إذا صدق تكون فيه حماس في وضع لا تحسد عليه•

هذا، وقد أكدت الرسالة على أن التنظيم تعرّض للاختراق عدة مرات من قبل ما وصفوه ب ''العدو الأكبر والأخطر'' والمقصود به التيارات السلفية، الذي يؤكد التقرير على أن الحركة في الداخل حاولت بكل الطرق التصدي لهذا الاختراق الذي يهدد كيانها بالزوال ''الحركة حاولت احتواءها والتخفيف من خطرها، إما باستخدام القوة والضغط الأمني، أو من خلال الإحتواء الفكري أو من خلال الوساطة (الاستعانة بالجيش الإسلامي لتحرير العراق)، ولكن فشلت جميع المحاولات، ولذا نتوقع اتساع المواجهة مع هذه التيارات''•

فيما يلي نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا
الأخ الأستاذ: خالد مشعل حفظه الله
رئيس المكتب السياسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اجتمع مكتب الإقليم على مدار الأسبوع الماضي وتدارس أوضاع الحركة وذلك من خلال التقارير الواردة إلينا من جهات داخلية مختلفة، ومن خلال معاينتنا للأوضاع الميدانية، وخلصنا إلى جملة من الاستنتاجات نضعها بين أيديكم الطاهرة، ليكون لديكم تصور أوضح عن مجريات الأمور حتى تتمكنوا من اتخاذ ما يلزم من قرارات تقتضيها الظروف التي تمر بها الحركة في قطاع غزة·
لقد تعرّضت الحركة خلال الأسابيع الأخيرة إلى عدة مواقف وأحداث أدت إلى وقوع هزات عنيفة في الاستقرار التنظيمي الداخلي للحركة، ومن المعلوم أن هذا الاستقرار كان أحد ركائز القوة التي تتمتع بها الحركة بل أهمها على الإطلاق·
تتميز الحركة بحفاظها على وحدة الهدف والفكرة ووحدة الهيكل (الوحدة الفكرية والتنظيمية ووحدة الخطاب) والتناغم والانسجام بين قيادة الحركة في كافة أطرها التنظيمية من سمات الحركة الأصيلة التي صانتها وحمتها من كل المتأمرين عليها الكثر عربا وعجما، الأمر الذي لم يكن حال الحركة مع الأحداث الأخيرة، والتي تصادف وقوعها مع وجود ظروف وبيئة تنظيمية مضطربة تعيشها الحركة اليوم على إثر تعثر المصالحة وما رافقها من إضراب في العلاقة مع مصر، مما أدى إلى مزيد من الإرباك والفوضى والانفعالات غير المعتاد عليها، والتى انعكست في كثير من الأحيان على قيادة الحركة والناطقين الإعلاميين باسمها، وأوحت بوجود خلاف داخلي حول كثير من المواضيع· ويمكن تشخيص مواطن الخلل التي أدت إلى ذلك في أكثر من موقع وبمستويات مختلفة·
أولا: على المستوى السياسي
هناك شعور متزايد في نفوس كوادر الحركة أن الحركة فشلت فشلا ''ذريعا'' في إدارة ازدواجية المقاومة والسلطة، والمقصود هنا التناقض والفجوة التي تتسع باضطراد بين الشعور الداخلي الناتج عن الواقع على الأرض وبين الخطاب الإعلامي عن المقاومة والممانعة·
ما يزيد هذا الشعور أن المقاومة متوقفة في الضفة، ورغم الحصار المزدوج لحكومة دايتون وحكومة العدو وبطشها بالمقاومة في الضفة، إلا أن التوقف التام لأي عملية عسكرية بات يحير القواعد التنظيمية وبدأ يتسرب اليأس إلى النفوس والاعتقاد أن مشروع الحركة (المشروع الإسلامي) وكأنه انحصر في قطاع غزة مع ما عليه من ملاحظات·
أصبح هناك تساؤلات لدى كادر الحركة عن جدوى وقف المقاومة رغم عدم وجود اختراقات في قضايا مصيرية وملفات مهمة مثل ملف شاليط، وملف المصالحة، وملف رفع الحصار وإعادة الإعمار، كما لم يعزز ذلك علاقة حماس مع القوى العربية والأجنبية، حيث تراجعت علاقة الحركة مع عدد من الدول العربية مثل مصر والسعودية والأردن واليمن والإمارات، بالإضافة إلى الفشل في الرهان على دور تركي أو روسي فاعل يشكل رافعة للحركة مع محور إيران وسوريا وحزب الله·
فقدت الحركة مادة التنظير السياسي التي اكسبتها سابقا ''النفوذ والشعبية'' في الأوساط الفلسطينية وحتى العربية والإسلامية وهي:
1 - المقاومة: حيث التناقض الواضح بين الخطاب السياسي المتبني للمقاومة والممارسة على الأرض، وهنا نحذر بشدة من الإجراءات الأمنية التي قد تظهر الحركة كشرطي حدود لحماية أمن الاحتلال·
2 - نموذج الحكم الرشيد (التغيير والإصلاح) من خلال استقراء الواقع نرى أن شرائح واسعة من المجتمع والفصائل بما فيها شرائح واسعة من كوادر الحركة، ترى أن الحركة فشلت في ترسيخ هذا المبدأ·
ويبدو الأمر الآن، وكأن الحركة تحمل المجتمع في غزة استحقاقات الحكم وتمويله من خلال فرض الضرائب والجبايات المالية المختلفة، وهذا رأي جانب كبير من جمهور غزة، والذي بدأ يتحدث بصوت أعلى من ذي قبل عن وقوع المواطن بين فكي كماشة الضرائب الحكومية من جهة، والابتزاز الناتج عن حالات الفساد المالي والإداري والأخلاقي في أجهزة الحكومة من جهة أخرى·
3 - حالة الفلتان والفوضى الأمنية:
بدأت حالة الأمن تتراجع في القطاع وسقطت مقولة أن الحسم جلب الأمن والأمان لأهل القطاع، والذي اعتبرته الحركة أحد أهم إنجازاتها التي طالما تفاخرت به، ولكن الآن بدأت تبرز جرائم القتل والسطو والتفجيرات الداخلية للمرافق التابعة للحركة وللممتلكات الخاصة، كما ازداد ترويج المخدرات والحبوب المخدرة والدعارة·
ثانيا: على المستوى التنظيمي الداخلي
1 - بدأت تظهر خلافات على السطح بشكل لم يسبق له مثيل على مدار السنوات الأخيرة حول عدد من القضايا، ولأنكم تعلمون تفصيلاتها سنوردها كعناوين أهمها
أ) الموقف من التهدئة·
ب) إعلان الدوحة عن تشكيل مرجعية فلسطينية·
ت) الموقف من المصالحة·
ث) الموقف من صفقة شاليط·
ج) العلاقة مع الدول العربية·
2 - يحاول البعض الاستقواء بالكتائب من خلال ربطها المباشر به وتوصيل التمويل مباشرة لقيادة الكتائب دون المرور بالقنوات المعروفة والمتعارف عليها، بحيث أصبح الجهاز الآن خارج سيطرة القيادة السياسية في الداخل·
هناك أموال تصل مباشرة إلى صندوق الحكومة دون المرور بصندوق الحركة كما هو متبع ومتفق عليه، وهذا أيضا يضعف تأثير الحركة على الحكومة·
3 - هناك تآكل كبير في مفهوم السمع والطاعة والانضباط، وقد تم رصد عدد من المؤشرات منها:
- رفض الكتائب الانخراط في برامج التعبئة الفكرية التي تشرف عليها الدعوة وعدم احترام نصائح وملاحظات الدعوة·
- لوحظ أن البعض يتجاوز ويخرج عن القرارات التنظيمية ويصرح بمواقف شخصية وينتقد مواقف الحركة خارج الأطر الرسمية وأمام العامة·
- لوحظ أن هناك اختراقات مهمة في أطر الحركة وتحديدا داخل القسام لصالح الجماعات السلفية واكتشاف ضلوع عدد منهم في استهداف الحركة ومصالحها·
4 - ازدواجية العلاقة بين الحركة والحكومة حيث لوحظ ما يلي:
5 - هناك عدد كبير من كوادر الحركة هجر العمل التنظيمي لصالح العمل في الحكومة، مما أدى إلى نشوء حالة فراغ تنظيمي·
- 6 استنكاف عناصر عن العمل في الحركة نتيجة تظلماتهم وشعورهم بعدم تحقيق العدالة مقارنة بمن التحق بالحكومة من حيث الموقع الوظيفي والمراتب والامتيازات·
7 - التداعيات والآثار السلبية التي تمس بالحركة والناتجة عن الأخطاء والسلوكيات التي ترتكب من قبل العناصر الحكومية·
8 - النفور بين الحركة والحكومة، حيث باتت الحكومة تتفرد بالحكم بعد استلام الأخ أبومصعب حماد وزارة الداخلية والذي أعلن استقلال أجهزة الحكومة عن الحركة ورفع شعار تطبيق القانون والنظام على الجميع، واتخذ قرارات ضد بعض عناصر القسام بعد تجاوزهم للقانون، مما أدى إلى صدام وخلاف واضح بين الكتائب ووزارة الداخلية·
الأخطار المحدقة بالحركة
1 - التيارات السلفية: ستظل التيارات السلفية هي العدو الأكبر والأخطر على الحركة الآن وخلال المستقبل المنظور رغم أن الحركة حاولت احتواءها والتخفيف من خطرها إما باستخدام القوة والضغط الأمني أو من خلال الاحتواء الفكري أو من خلال الوساطة (الاستعانة بالجيش الإسلامي لتحرير العراق)، ولكن فشلت جميع المحاولات، ولذا نتوقع اتساع المواجهة مع هذه التيارات·
2 - تنامي السخط الشعبي على الحركة وتزايد الجرأة لدى المواطن في انتقاد سلوك الحركة والمواجهة أحيانا، الأمر الذي من الممكن أن يتطور لحالات صدام متكررة قد تصل لحالة من التمرد والعصيان الشعبي·
3 - تطور المواجهة مع الكيان وصولا إلى حرب قوية، وهذا وارد على مدار اللحظة·
التوصيات
1 - اعتماد خطاب حركي موحد يؤكد على وحدانية الموقف سواء لوسائل الإعلام أو المجالس الخاصة التي تتسرب عادة للكوادر وتتناقل فيها المواقف·
2 - إعطاء الموقف من الأحداث للناطقين الرسميين فقط ويجب وقف حالة الهرولة نحو الإعلام إلا للمخولين فقط وتحت طائلة المسؤولية·
3 - عرض مواقف الحركة بشكل واضح من خلال تعاميم حركية لا يناقضها تصريحات من هنا وهناك ويكون الموقف الحركي متكاملا ومنسجما·
4 - شرح أسباب وقف المقاومة بشكل واضح لا لُبس فيه والاعتراف به علنا، بدلا من الخطاب الملتبس الحالي والذي يخلق حالة فصام داخلي لدى أبناء الحركة·

5 - التركيز في الخطاب الإعلامي أن مشروعنا الكبير أهم بكثير من تنازلات نقدمها حتى لا نستفز الكيان لمهاجمتنا، لاسيما وأن وقف المقاومة هو لأسباب تكتيكية لخدمة هدف استراتيجي كبير هو جعل غزة قاعدة للإنطلاق لفتوحات تعيد أمجاد الخلافة ويجب محاولة إقناع الفصائل بذلك حتى لا نتهم بحماية الحدود·
6 - إعادة الاعتبار للقنوات التنظيمية الصحيحة وربط تمويل الكتائب والحكومة بقيادة الحركة في الداخل حتى لا يضعف تأثير الحركة على أجنحتها·
7 - الضرب بيد من حديد على كل مظاهر الفلتان وإجراء تعديلات واسعة في صفوف أجهزة الأمن والشرطة ولاسيما بعد ظهور الفساد في صفوفها بما يذكرنا بحكومة فتح البائدة·
8 - إن هناك أباطرة جدد ضمن صفوف الكتائب تحالفت مع قوى متنفذة في الحكومة مما تسبب في وجود مراكز قوى وأباطرة الإحتكارات وتجار المخدرات وابتزاز ورشاوى لتسهيل معاملات المواطنين مما يستدعي وقفة جادة لإعادة صورة الحركة الناصعه الى سابق عهدها·
9 - يجب عدم الغفلة عن أبناء حركة فتح والأجهزه البائده رغم أن العدو الأشرس في هذه المرحلة هو السلفيه الجهادية، ولكن يجب التنبه للآخرين أيضا·
10 - يجب اجتثاث السلفية الجهادية من غزة، لأن عملية الاحتواء بالفكر والمصالحه قد فشلت وحيث أنهم خطرون يجب القيام بحمله واسعه لإنهائهم مهما كلف ذلك من دماء، لأن السكوت يعني دماءا أكثر كلما مر الوقت.
وتقبلوا تحياتنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.