«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثيقة موجهة إلى خالد مشعل تكشف عن أزمة داخل حماس
نشر في مصر الجديدة يوم 07 - 04 - 2010

تسرّب تقرير موجه إلى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، خالد مشعل، صاغه من سمّوا أنفسهم في ختام التقرير، المكتب الإداري للحركة في قطاع غزة، ويتحدث التقرير عن أزمة حقيقية تواجه التنظيم على مستويات مختلفة، ويشير إلى مسائل وتجاوزات خطيرة تتعلق أساسا بانفلات تام للأوضاع بسبب وجود توتر في العلاقات الداخلية لحماس، وفقدانها للسيطرة على الجبهة الشعبية في القطاع التي باتت تعلن نقمتها، وفشل القيادات الحمساوية في تحصيل أي دعم خارجي .
التقرير والذي كان موجها إلى قيادي حماس، خالد مشعل، المتواجد بالأراضي السورية، يؤكد أصحابه أنهم قاموا بمعاينة ميدانية للكشف عن ملابسات ما وصلهم من تقارير حول الوضع الداخلي للحركة في قطاع غزة، ودعوه لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ما أسموه ب ''وقوع هزات عنيفة في الاستقرار التنظيمي الداخلي للحركة''، وهو ما اعتبروه أمرا خطيرا بالنظر إلى أن ''الاستقرار كان أحد ركائز القوة التي تتمتع بها الحركة بل أهمها على الإطلاق''.
وذهب أصحاب التقرير إلى أبعد من ذلك، مؤكدين أن الحركة فقدت في الأحداث الأخيرة، مع تعثر المصالحة وما رافقها من اضطراب في العلاقة مع مصر، واحدة من أهم ميزاتها وهي ''الوحدة الفكرية والتنظيمية ووحدة الخطاب''، وهو ما يكشف عن غياب التنسيق والانسجام المعهود بين القيادات التنظيمية الحمساوية، التي بدت خلافاتها الداخلية ظاهرة إلى العيان حول الكثير من المواضيع، من خلال تصريحات قيادات الحركة والناطقين الإعلاميين باسمها المتضاربة، والتي أوحت، ''بوجود خلاف داخلي''.
وهو ما أطلقوا عليه وصف ''فشل ذريع'' تعيشه الحركة، في التعامل مع ازدواجية المقاومة والسلطة، وهو ما زرع الخوف في نفوس الكوادر بسبب ما أسمته ''التناقض والفجوة التي تتسع باضطراد بين الشعور الداخلي الناتج عن الواقع على الأرض وبين الخطاب الإعلامي عن المقاومة والممانعة''، خصوصا في ظل التوقف التام لأية عملية عسكرية للمقاومة في الضفة الغربية ''رغم الحصار المزدوج لحكومة دايتون وحكومة العدو وبطشها بالمقاومة في الضفة''، وهذا الأمر، حسب الرسالة الموجهة إلى مشعل بات يقلق القواعد التنظيمية ويهز ثقتها في مشروع الحركة ''المشروع الإسلامي'' على أنه المخلص نظرا إلى انحصاره على غزة فقط، خصوصا في ظل تراجع مستوى العلاقات الخارجية لحركة حماس مع الكثير من القوى العربية والأجنبية، التي خص بها التقرير
''تراجعت علاقة الحركة مع عدد من الدول العربية مثل مصر والسعودية والأردن واليمن والإمارات، بالإضافة إلى الفشل في الرهان على دور تركي أو روسي فاعل يشكل رافعة للحركة مع محور إيران وسوريا وحزب الله''، وهذا، يقول التقرير، ما دفع الكوادر الداخلية لحماس إلى طرح الكثير من التساؤلات عن جدوى ''وقف المقاومة رغم عدم وجود اختراقات في قضايا مصيرية وملفات مهمة مثل ملف شاليط، وملف المصالحة، وملف رفع الحصار وإعادة الإعمار''•
واعتبر التقرير، أن الحركة ''فقدت مادة التنظير السياسي التي أكسبتها سابقا، النفوذ والشعبية، في الأوساط الفلسطينية وحتى العربية والإسلامية''، وقد لخصوا الأمر في ثلاث نقاط أساسية، وهي أولا المقاومة التي يكثر الحديث عنها في الخطاب السياسي لكنها غائبة على أرض الواقع، وهنا يصعّد أصحاب التقرير من لغتهم إلى التحذير قائلين ''نحذر بشدة من الإجراءات الأمنية التي قد تظهر الحركة كشرطي حدود لحماية أمن الاحتلال''• أما النقطة الثانية فكان الحديث فيها عن الحكم الراشد الذي اعتبر التقرير أن فيه الكثير ليقال ''من خلال استقراء الواقع نرى أن شرائح واسعة من المجتمع والفصائل بما فيها شرائح واسعة من كوادر الحركة ترى أن الحركة فشلت في ترسيخ هذا المبدأ''، وأشار التقرير إلى الضغط الكبير الذي بدأ المواطن الغزاوي يشكو منه بسبب عدم تحمله للأعباء المفروضة عليه ''الحركة تحمّل المجتمع في غزة استحقاقات الحكم وتمويله من خلال فرض الضرائب والجبايات المالية المختلفة، وهذا رأي جانب كبير من جمهور غزة الذي بدأ يتحدث بصوت أعلى من ذي قبل عن وقوع المواطن بين فكي كماشة الضرائب الحكومية من جهة، والابتزاز الناتج عن حالات الفساد المالي والإداري والأخلاقي في أجهزة الحكومة من جهة أخرى''، وهو الأمر الذي ينعكس من خلال ''تنامي السخط الشعبي على الحركة وتزايد الجرأة لدى المواطن في انتقاد سلوك الحركة والمواجهة أحيانا، الأمر الذي من الممكن أن يتطور لحالات صدام متكررة قد تصل إلى حالة من التمرد والعصيان الشعبي''• أما النقطة الثالثة وهي التي تبدو أكثر حساسية بالنسبة إلى التنظيم فتتعلق بالانفلات الأمني الذي أكد التقرير أنه في تزايد مستمر داخل القطاع، وهو الأمر الذي يدحض مقولة حماس التي لطالما فاخرت بها ''الحسم جلب الأمن والأمان لأهل القطاع''، وحسب التقرير، فإن الوضع الأمني متأزم بالنظر إلى ''الآن بدأت تبرز جرائم القتل والسطو والتفجيرات الداخلية للمرافق التابعة للحركة وللممتلكات الخاصة، كما ازداد ترويج المخدرات والحبوب المخدرة والدعارة''، وهو الأمر الذي إذا صدق تكون فيه حماس في وضع لا تحسد عليه•

هذا، وقد أكدت الرسالة على أن التنظيم تعرّض للاختراق عدة مرات من قبل ما وصفوه ب ''العدو الأكبر والأخطر'' والمقصود به التيارات السلفية، الذي يؤكد التقرير على أن الحركة في الداخل حاولت بكل الطرق التصدي لهذا الاختراق الذي يهدد كيانها بالزوال ''الحركة حاولت احتواءها والتخفيف من خطرها، إما باستخدام القوة والضغط الأمني، أو من خلال الإحتواء الفكري أو من خلال الوساطة (الاستعانة بالجيش الإسلامي لتحرير العراق)، ولكن فشلت جميع المحاولات، ولذا نتوقع اتساع المواجهة مع هذه التيارات''•

فيما يلي نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا
الأخ الأستاذ: خالد مشعل حفظه الله
رئيس المكتب السياسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اجتمع مكتب الإقليم على مدار الأسبوع الماضي وتدارس أوضاع الحركة وذلك من خلال التقارير الواردة إلينا من جهات داخلية مختلفة، ومن خلال معاينتنا للأوضاع الميدانية، وخلصنا إلى جملة من الاستنتاجات نضعها بين أيديكم الطاهرة، ليكون لديكم تصور أوضح عن مجريات الأمور حتى تتمكنوا من اتخاذ ما يلزم من قرارات تقتضيها الظروف التي تمر بها الحركة في قطاع غزة·
لقد تعرّضت الحركة خلال الأسابيع الأخيرة إلى عدة مواقف وأحداث أدت إلى وقوع هزات عنيفة في الاستقرار التنظيمي الداخلي للحركة، ومن المعلوم أن هذا الاستقرار كان أحد ركائز القوة التي تتمتع بها الحركة بل أهمها على الإطلاق·
تتميز الحركة بحفاظها على وحدة الهدف والفكرة ووحدة الهيكل (الوحدة الفكرية والتنظيمية ووحدة الخطاب) والتناغم والانسجام بين قيادة الحركة في كافة أطرها التنظيمية من سمات الحركة الأصيلة التي صانتها وحمتها من كل المتأمرين عليها الكثر عربا وعجما، الأمر الذي لم يكن حال الحركة مع الأحداث الأخيرة، والتي تصادف وقوعها مع وجود ظروف وبيئة تنظيمية مضطربة تعيشها الحركة اليوم على إثر تعثر المصالحة وما رافقها من إضراب في العلاقة مع مصر، مما أدى إلى مزيد من الإرباك والفوضى والانفعالات غير المعتاد عليها، والتى انعكست في كثير من الأحيان على قيادة الحركة والناطقين الإعلاميين باسمها، وأوحت بوجود خلاف داخلي حول كثير من المواضيع· ويمكن تشخيص مواطن الخلل التي أدت إلى ذلك في أكثر من موقع وبمستويات مختلفة·
أولا: على المستوى السياسي
هناك شعور متزايد في نفوس كوادر الحركة أن الحركة فشلت فشلا ''ذريعا'' في إدارة ازدواجية المقاومة والسلطة، والمقصود هنا التناقض والفجوة التي تتسع باضطراد بين الشعور الداخلي الناتج عن الواقع على الأرض وبين الخطاب الإعلامي عن المقاومة والممانعة·
ما يزيد هذا الشعور أن المقاومة متوقفة في الضفة، ورغم الحصار المزدوج لحكومة دايتون وحكومة العدو وبطشها بالمقاومة في الضفة، إلا أن التوقف التام لأي عملية عسكرية بات يحير القواعد التنظيمية وبدأ يتسرب اليأس إلى النفوس والاعتقاد أن مشروع الحركة (المشروع الإسلامي) وكأنه انحصر في قطاع غزة مع ما عليه من ملاحظات·
أصبح هناك تساؤلات لدى كادر الحركة عن جدوى وقف المقاومة رغم عدم وجود اختراقات في قضايا مصيرية وملفات مهمة مثل ملف شاليط، وملف المصالحة، وملف رفع الحصار وإعادة الإعمار، كما لم يعزز ذلك علاقة حماس مع القوى العربية والأجنبية، حيث تراجعت علاقة الحركة مع عدد من الدول العربية مثل مصر والسعودية والأردن واليمن والإمارات، بالإضافة إلى الفشل في الرهان على دور تركي أو روسي فاعل يشكل رافعة للحركة مع محور إيران وسوريا وحزب الله·
فقدت الحركة مادة التنظير السياسي التي اكسبتها سابقا ''النفوذ والشعبية'' في الأوساط الفلسطينية وحتى العربية والإسلامية وهي:
1 - المقاومة: حيث التناقض الواضح بين الخطاب السياسي المتبني للمقاومة والممارسة على الأرض، وهنا نحذر بشدة من الإجراءات الأمنية التي قد تظهر الحركة كشرطي حدود لحماية أمن الاحتلال·
2 - نموذج الحكم الرشيد (التغيير والإصلاح) من خلال استقراء الواقع نرى أن شرائح واسعة من المجتمع والفصائل بما فيها شرائح واسعة من كوادر الحركة، ترى أن الحركة فشلت في ترسيخ هذا المبدأ·
ويبدو الأمر الآن، وكأن الحركة تحمل المجتمع في غزة استحقاقات الحكم وتمويله من خلال فرض الضرائب والجبايات المالية المختلفة، وهذا رأي جانب كبير من جمهور غزة، والذي بدأ يتحدث بصوت أعلى من ذي قبل عن وقوع المواطن بين فكي كماشة الضرائب الحكومية من جهة، والابتزاز الناتج عن حالات الفساد المالي والإداري والأخلاقي في أجهزة الحكومة من جهة أخرى·
3 - حالة الفلتان والفوضى الأمنية:
بدأت حالة الأمن تتراجع في القطاع وسقطت مقولة أن الحسم جلب الأمن والأمان لأهل القطاع، والذي اعتبرته الحركة أحد أهم إنجازاتها التي طالما تفاخرت به، ولكن الآن بدأت تبرز جرائم القتل والسطو والتفجيرات الداخلية للمرافق التابعة للحركة وللممتلكات الخاصة، كما ازداد ترويج المخدرات والحبوب المخدرة والدعارة·
ثانيا: على المستوى التنظيمي الداخلي
1 - بدأت تظهر خلافات على السطح بشكل لم يسبق له مثيل على مدار السنوات الأخيرة حول عدد من القضايا، ولأنكم تعلمون تفصيلاتها سنوردها كعناوين أهمها
أ) الموقف من التهدئة·
ب) إعلان الدوحة عن تشكيل مرجعية فلسطينية·
ت) الموقف من المصالحة·
ث) الموقف من صفقة شاليط·
ج) العلاقة مع الدول العربية·
2 - يحاول البعض الاستقواء بالكتائب من خلال ربطها المباشر به وتوصيل التمويل مباشرة لقيادة الكتائب دون المرور بالقنوات المعروفة والمتعارف عليها، بحيث أصبح الجهاز الآن خارج سيطرة القيادة السياسية في الداخل·
هناك أموال تصل مباشرة إلى صندوق الحكومة دون المرور بصندوق الحركة كما هو متبع ومتفق عليه، وهذا أيضا يضعف تأثير الحركة على الحكومة·
3 - هناك تآكل كبير في مفهوم السمع والطاعة والانضباط، وقد تم رصد عدد من المؤشرات منها:
- رفض الكتائب الانخراط في برامج التعبئة الفكرية التي تشرف عليها الدعوة وعدم احترام نصائح وملاحظات الدعوة·
- لوحظ أن البعض يتجاوز ويخرج عن القرارات التنظيمية ويصرح بمواقف شخصية وينتقد مواقف الحركة خارج الأطر الرسمية وأمام العامة·
- لوحظ أن هناك اختراقات مهمة في أطر الحركة وتحديدا داخل القسام لصالح الجماعات السلفية واكتشاف ضلوع عدد منهم في استهداف الحركة ومصالحها·
4 - ازدواجية العلاقة بين الحركة والحكومة حيث لوحظ ما يلي:
5 - هناك عدد كبير من كوادر الحركة هجر العمل التنظيمي لصالح العمل في الحكومة، مما أدى إلى نشوء حالة فراغ تنظيمي·
- 6 استنكاف عناصر عن العمل في الحركة نتيجة تظلماتهم وشعورهم بعدم تحقيق العدالة مقارنة بمن التحق بالحكومة من حيث الموقع الوظيفي والمراتب والامتيازات·
7 - التداعيات والآثار السلبية التي تمس بالحركة والناتجة عن الأخطاء والسلوكيات التي ترتكب من قبل العناصر الحكومية·
8 - النفور بين الحركة والحكومة، حيث باتت الحكومة تتفرد بالحكم بعد استلام الأخ أبومصعب حماد وزارة الداخلية والذي أعلن استقلال أجهزة الحكومة عن الحركة ورفع شعار تطبيق القانون والنظام على الجميع، واتخذ قرارات ضد بعض عناصر القسام بعد تجاوزهم للقانون، مما أدى إلى صدام وخلاف واضح بين الكتائب ووزارة الداخلية·
الأخطار المحدقة بالحركة
1 - التيارات السلفية: ستظل التيارات السلفية هي العدو الأكبر والأخطر على الحركة الآن وخلال المستقبل المنظور رغم أن الحركة حاولت احتواءها والتخفيف من خطرها إما باستخدام القوة والضغط الأمني أو من خلال الاحتواء الفكري أو من خلال الوساطة (الاستعانة بالجيش الإسلامي لتحرير العراق)، ولكن فشلت جميع المحاولات، ولذا نتوقع اتساع المواجهة مع هذه التيارات·
2 - تنامي السخط الشعبي على الحركة وتزايد الجرأة لدى المواطن في انتقاد سلوك الحركة والمواجهة أحيانا، الأمر الذي من الممكن أن يتطور لحالات صدام متكررة قد تصل لحالة من التمرد والعصيان الشعبي·
3 - تطور المواجهة مع الكيان وصولا إلى حرب قوية، وهذا وارد على مدار اللحظة·
التوصيات
1 - اعتماد خطاب حركي موحد يؤكد على وحدانية الموقف سواء لوسائل الإعلام أو المجالس الخاصة التي تتسرب عادة للكوادر وتتناقل فيها المواقف·
2 - إعطاء الموقف من الأحداث للناطقين الرسميين فقط ويجب وقف حالة الهرولة نحو الإعلام إلا للمخولين فقط وتحت طائلة المسؤولية·
3 - عرض مواقف الحركة بشكل واضح من خلال تعاميم حركية لا يناقضها تصريحات من هنا وهناك ويكون الموقف الحركي متكاملا ومنسجما·
4 - شرح أسباب وقف المقاومة بشكل واضح لا لُبس فيه والاعتراف به علنا، بدلا من الخطاب الملتبس الحالي والذي يخلق حالة فصام داخلي لدى أبناء الحركة·

5 - التركيز في الخطاب الإعلامي أن مشروعنا الكبير أهم بكثير من تنازلات نقدمها حتى لا نستفز الكيان لمهاجمتنا، لاسيما وأن وقف المقاومة هو لأسباب تكتيكية لخدمة هدف استراتيجي كبير هو جعل غزة قاعدة للإنطلاق لفتوحات تعيد أمجاد الخلافة ويجب محاولة إقناع الفصائل بذلك حتى لا نتهم بحماية الحدود·
6 - إعادة الاعتبار للقنوات التنظيمية الصحيحة وربط تمويل الكتائب والحكومة بقيادة الحركة في الداخل حتى لا يضعف تأثير الحركة على أجنحتها·
7 - الضرب بيد من حديد على كل مظاهر الفلتان وإجراء تعديلات واسعة في صفوف أجهزة الأمن والشرطة ولاسيما بعد ظهور الفساد في صفوفها بما يذكرنا بحكومة فتح البائدة·
8 - إن هناك أباطرة جدد ضمن صفوف الكتائب تحالفت مع قوى متنفذة في الحكومة مما تسبب في وجود مراكز قوى وأباطرة الإحتكارات وتجار المخدرات وابتزاز ورشاوى لتسهيل معاملات المواطنين مما يستدعي وقفة جادة لإعادة صورة الحركة الناصعه الى سابق عهدها·
9 - يجب عدم الغفلة عن أبناء حركة فتح والأجهزه البائده رغم أن العدو الأشرس في هذه المرحلة هو السلفيه الجهادية، ولكن يجب التنبه للآخرين أيضا·
10 - يجب اجتثاث السلفية الجهادية من غزة، لأن عملية الاحتواء بالفكر والمصالحه قد فشلت وحيث أنهم خطرون يجب القيام بحمله واسعه لإنهائهم مهما كلف ذلك من دماء، لأن السكوت يعني دماءا أكثر كلما مر الوقت.
وتقبلوا تحياتنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.