قال بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في لقائه بالقادة العرب علي هامش القمة المنعقدة في سرت: إن الجامعة العربية هي شريك موثوق به من قبل الأممالمتحدة ورصيدها كبير وفي مكان متميز لحل المشاكل الشائكة. ودعا في كلمته إلى تقوية الشراكة من أجل السلام والديمقراطية والازدهار، ومواجهة الفقر، والاهتمام بالتنمية، مشيدًا بأداء الدول العربية في القمة الاقتصادية في الكويت، كما أشاد بدعم المرأة العربية. ورحب كي مون بعقد الانتخابات في العراق واصفًا إياها بالعلامة البارزة في العملية الانتقالية للبلاد، مشيدًا بالعراقيين الذين ذهبوا للتصويت رغم التهديدات، مما يؤكد أن الشعب له إرادة على استمرار الاستقرار، منوهًا إلى أن هذه الحكومة لها دعم من المجتمع الدولي ودول الجوار كذلك. ولفت إلى السودان يدخل مرحلة حاسمة بعد شهر حيث الانتخابات وكذلك العام المقبل الاستفتاء، مشيرًا إلى كل السودانيين يحترمون الاستفتاء، ويجب أن نسمح لأصحاب الجنوب أن يحددوا مستقبلهم، مشددًا في نفس الوقت على ضرورة الحفاظ على استقرار دارفور، مؤكدًا أن المجتمع الدولي والأممالمتحدة سوف تحترم تلك الخيارات. وأعرب عن احترام الأممالمتحدة بجهود دولة قطر بشأن وساطتها في دارفور. وحذر من تهديد جماعة الشباب المجاهدين في الصومال طالبًا من الدول العربية تأسيس حكومة مستقرة في الصومال. وعن النزاع العربي الإسرائيلي، لفت إلى ليلة اجتماع لجنة المتابعة بسرت، تأكيده على أن الالتزام بنفس الهدف القوي نحو خلق دولة فلسطينية بناء على حدود الاحتلال 67 وإيجاد طريقة مناسبة ومن من خلال المفاوضات لتكون القدس عاصمة مشتركة. وأعرب عن الإحباط تجاه الجهود لتحقيق هذا الهدف، والاحتلال على الأرض، واللاجئين، وتأثره ببناء 1600 وحدة استيطانية هناك والإجراءات من جانب واحد. وجدد تأكيده على أن النشاط الاستيطاني ضد القانون الدولي يجب إنهائه، موضحًا أن أهمية القدس يجب أن تنبثق من المفاوضات ، منوهًا في ذات الوقت إلى أن قدر الثقة الإقليمية بحكومة إسرائيل منخفض لكن لا يوجد بديل سوى جمعهم على مائدة المفاوضات، وأن نتنياهو أوضح له شخصيًا مناقشة تلك القضايا ولا يوجد أي بديل للتفاوض. وأكد على ضرورة دعم المجهودات والمحادثات التقريبية والانتقال إلى مفاوضات مباشرة من أجل هذا ولا يوجد حل بديل، منوهًا إلى مهلة 24 شهر كهدف مشترك. وأشاد بالجهود المصرية في عملية المصالحة الفلسطينية، ودعا إلى نبذ العنف والوحدة الفلسطينية وتبادل الأسرى. وأعرب عن تشجيعه للعلاقات بين سوريا ولبنان، لكنه لم يخفي قلقه من التوتر في المنطقة داعيًا للتهدئة وضبط النفس. وتعهد بأن الأممالمتحدة ستسعى لسلام الشامل مع قرارات مجلس 242 وغيرها ومرجعيات مدريد ومبادرة السلام العربية. وطالب الأطراف التي لديهم مسئولية عليا بأن يعدوا جماهيرهم لمنطقة مشتركة، وعلى العرب أن يواصلوا خلق جو ملائم لإنجاح المباحثات من منطلق الالتزام المشترك، مشجعًا مبادرة السلام العربية، معتبرًا إياها الركن الأساسي لمساعي السلام. وأعرب بان كي مون عن قلقه من التصعيد في منطقة حدود غزة، وناشد بضرورة ضبط النفس لأقصى حد وخصوصًا في هذا الوقت الحرج من اجل مبادرات السلام. وفي تعقيبه ردًا على سؤال لإحدى الصحفيين، عقب الجلسة الافتتاحية للقمة بشأن وجود ضمانات للمفاوضات الغير مباشرة في حال البدء فيها، قال كي مون : لا توجد أي ضمانات.