يعتبر اليوم الموافق 17 مارس 2010 هو الذكرى العشرون للراحل الكابتن محمد لطيف نجم الزمالك السابق وأشهر معلق في تاريخ مصر. محمد لطيف ولد في عام 1910 بقرية الزيتون بمحافظة بني سويف، ونشأ في حي القلعة. وفي عام 1928 .. وقع اختيار حسين حجازي رئيس فريق نادي المختلط الزمالك حاليًا على محمد لطيف للعب معه مقابل ثلاثة قروش هي تكاليف تسجيل خطابين، الأول لاتحاد الكرة، والآخر لنادي المختلط. وبعد انضمام محمد لطيف إلي نادي "المختلط"، كان علي موعد مع الحظ الذي ابتسم له بشدة، فقد كانت أول مباراة له مع ناديه في مواجهة النادي الأهلي، وانتهت هذه المباراة بفوز "المختلط" 1/صفر ، سجله محمد لطيف. وعقب هذه المباراة اختاره حيدر باشا وكيل اتحاد الكرة ورئيس النادي المختلط ضمن صفوف منتخب مصر. واختيار محمد لطيف للمنتخب في ذلك الوقت وضعه في موقف صعب، إذ إن حيدر باشا أبلغه بأن المنتخب مرتبط بمباراة أمام منتخب المجر في يوم الجمعة من نفس الأسبوع الذي انضم فيه لصفوف المنتخب، وفي نفس اليوم كان فريق مدرسته الخديوية مرتبطا بمباراة مع فريق طنطا في نهائي الكأس السلطانية، فأصبح لطيف حائرًا بين غضب حيدر باشا وثورة مستر ساميسون مراقب التربية الرياضية بوزارة المعارف، ولم يكن أمام محمد لطيف سوى أن يشارك في المباراتين، ولحسن حظه أن مباراة مدرسته مع طنطا أقيمت في الساعة العاشرة صباحًا، وفاز فيها فريق المدرسة 8/صفر وحصل علي الكأس. وأقيمت المباراة الثانية في الواحدة ظهرا، وتمكن من الخروج من هذا المأزق. وإذا كان محمد لطيف قد طاف دول العالم لاعبًا ومدربًا ومعلقًا ، فإن أول رحلة له خارج حدود الوطن كانت في عام 1929 إلى فلسطين، واستغرقت 20 يومًا مع منتخب مصر، وأول رحلة له إلى أوروبا كانت مع النادي الأوليمبي كضيف شرف، واستغرقت الرحلة شهر ونصف الشهر قضاها الفريق في اليونان ويوغوسلافيا وإيطاليا وألمانيا وسويسرا. وفي عام 1934 .. شارك محمد لطيف مع منتخب مصر في كأس العالم بإيطاليا التي لعب فيها المنتخب أمام المجر وخسر 2/4 وخرج من البطولة .. وبعد العودة من المونديال اختار مستر ساميسون مراقب التربية الرياضية بوزارة المعارف محمد لطيف للسفر إلي إنجلترا في بعثة علمية لدراسة التربية الرياضية والحصول علي درجة البكالوريوس من كلية "جوردون هيل" بوصفه أحسن رياضي لهذا العام. واتفق مستر ساميسون مع الإنجليزي "ماكراي" مدرب منتخب مصر علي أن يلعب محمد لطيف في أكبر أندية اسكتلندا، وهو نادي "الرينجرز" طوال ثلاث سنوات مدة بعثته الرسمية، وهو ما حدث بالفعل. وأثناء رحلته إلى "جلاسجو" حدث معه موقف طريف حرص كابتن لطيف علي تسجيله في كتابه الكرة حياتي، فقد فوجئ محمد لطيف بأعداد كبيرة من الصحفيين والمصورين ينتظرونه على محطة القطار الذي كان يقله إلي جلاسجو. وظن في البداية أنهم في انتظار "هيلا سلاسي" إمبراطور إثيوبيا الذي كان يستقل نفس القطار .. ولكن "ماكراي" المدير الفني لمنتخب مصر هو الذي كان ينتظره بالمحطة، وقال له: إن الصحافة الإنجليزية لديها اهتمام كبير بانتقالك لنادي "الرينجرز". كانت أول مباراة يلعبها محمد لطيف مع النادي الإنجليزي ضد نادي "داندي" وسجل فيها هدفًا.. واستمر محمد لطيف في تجربته مع النادي الاسكتلندي إلي جانب دراسته في كلية "جوردون هيل" .. كما حصل على جميع الدورات والدراسات التدريبية في كرة القدم في إنجلترا. وفي عام 1937 عاد محمد لطيف من بعثته العلمية، وتم تعيينه بإدارة التربية الرياضية بوزارة المعارف، وشارك في تأسيس معهد التربية الرياضية الذي عمل به محاضرًا، وتخرجت الدفعة الأولى منه في عام 1940 وقبل العودة من إنجلترا .. شارك محمد لطيف مع منتخب مصر في أوليمبياد برلين التي لعب بها المنتخب أمام النمسا وخسر 1/2 وخرج من الدورة. وأثناء وجوده في إنجلترا .. توطدت علاقته مع الصحفي الإنجليزي ركس الذي كان يعمل في جريدة "الصنداي اكسبريس"، وكان أول من أعطاه درسا في التعليق علي مباريات كرة القدم حين طلب منه مشاهدة مباراة لفريق الرينجرز والتي لم يلعب فيها للإصابة وحضر هذه المباراة 24 كفيفًا، وجلس ركس بينهم في المدرجات ليذيع المباراة ويصفها للمكفوفين الذين انفعلوا بالوصف، وجعلته هذه المباراة يفكر في التعليق على المباريات بعد اعتزال كرة القدم في عام 1945، رغم ممارسته للتحكيم بعد الاعتزال إلى جانب عمله في مجال التدريب. في عام 1948 .. اتصل به الإذاعي الكبير علي خليل وطلب منه أن يقوم بإذاعة تمارين الصباح على الهواء في السادسة صباحًا مقابل 50 قرشًا للحلقة الواحدة.. وكانت أول مباراة يقوم محمد لطيف بالتعليق عليها بين منتخبي الإسكندرية والقاهرة بملعب مصطفى كامل بمدينة الإسكندرية، وبعدها قام بالتعليق علي مباريات بطولة أوروبا لكرة السلة التي أقيمت بنادي هليوبوليس في عام 1948.. واستمرت رحلته مع الإذاعة حتى ظهر التليفزيون في عام 1960. وفي عام 1948 أيضًا تم اختيار محمد لطيف لمساعدة مستر "كين" مدرب منتخب مصر الذي شارك في أوليمبياد إنجلترا، ولعب المنتخب مع الدنمارك وخسر 1/2 .. وفي عام 1952 أصبح لطيف مدربًا لمنتخب مصر في دورة هلنسكي الأوليمبية .. كما تولي الإشراف على منتخب مصر الذي حقق أول كأس أفريقية في عام 1957 بالخرطوم. وبعيدًا عن التعليق والتحكيم والتدريب في المنتخب ونادي الزمالك.. تولي محمد لطيف بعض المناصب، فقد كان عضوًا بمجلس اتحاد الكرة في الفترة من عام 1952 إلي عام 1969، ثم وكيلا للاتحاد، وسكرتيرا عاما لنادي الزمالك ومديرا للكرة بالنادي. وأخيرًا .. رحل الكابتن لطيف عنا في عام 1990 .. وما يزال بيننا بتاريخه وإنجازاته! الكابتن لطيف يمثل عميد عائلة قدمت لنادي الزمالك الكثير من الجهد وتفانت في خدمة ناديها، وعرفت بحب الفانلة البيضاء والتضحية من أجلها. ومن بعد الكابتن لطيف جاء نجله إبراهيم لطيف عضوًا بمجلس الإدارة ثم حفيده الإعلامي المعروف خالد لطيف الذي أصبح هو الآخر عضوًا في مجلس إدارة النادي ليمثل الجيل الثالث من العائلة التي ولا شك تركت بصماتها وستظل من أجل مصلحة الزمالك ونهضته. محمد لطيف لاعبا ومعلقا في الأوليمبياد برلين عام 1936 لندن عام 1948 هلنسكي عامك 1952 روما عام 1960 طوكيو عام 1964 ميونيخ عام 1972 مونتريال عام 1976 لوس أنجلوس عام 1984 كأس العالم إيطاليا عام 1934 سويسرا عام 1954 إنجلترا عام 1962 ميونيخ عام 1974 الأرجنتين عام 1978 إسبانيا عام 1982