عادة ما يهتم هواة الأرقام والإحصاءات بلقاءات القمة التي أقيمت في إطار بطولة الدوري العام, حيث إنها تتكرر حتما كل عام, بينما لا يحدث هذا في بطولة الكأس التي غالبا ما تشهد خروج أحد الفريقين قبل أن يصل للقاء الآخر, وربما خروجهما معا مبكرا. ولمواجهات القمة في كأس مصر العديد من الإحصائيات والمواقف المثيرة نرصدها عبر لقاءات الأهلي والزمالك في كل عقد علي حدة: العشرينيات.. تعادل * كان أول لقاء يجمع بين الأهلي والزمالك, وكان وقتها يسمي المختلط, في كأس مصر عام1928, أي في البطولة السابعة, وتحديدا في الدور قبل النهائي, ولم تتوافر معلومات حول مكان إقامة اللقاء, غير أن الثابت في سجلات اتحاد الكرة هو فوز الأهلي بهدف للاشيء سجله الراحل محمود مختار المحامي, والذي اشتهر في تاريخ الكرة باسم' مختار التتش'. * في العام التالي مباشرة يرد المختلط, وبالنتيجة نفسها, أحرز الهدف اللاعب جميل الزبير, والجدير بالذكر أن هذا اللقاء كان في دور الثمانية. الثلاثينيات.. الأبيض يكسب * يبقي عقد الثلاثينيات هو العقد الأكثر إثارة, ومن الصعب أن تتكرر أحداثه في المستقبل, فقد التقي الفريقان عشر مرات في إطار كأس مصر, كانت أولاها في نهائي موسم1931, وكان أول تتويج لأحد الفريقين علي حساب الآخر, فقد فاز الأهلي برباعية في حين أحرز المختلط هدفا واحدا للشرف, أحرز أهداف الأحمر لبيب محمود( هدفين) ومختار التتش ومصطفي كامل. وكان هدف الشرف للأبيض بتوقيع مهاجمه رمزي. * وكالعادة يرد المختلط في العام التالي, وفي نهائي كأس1932 يحرز إسماعيل رأفت وسيد مرعي هدفين للقلعة البيضاء يحرز بهما اللقب في حين اكتفي الأهلي بهدف للشرف أحرزه أمين شعير.. لتكون هذه أول كأس تدخل خزانة الزمالك عن طريق الأهلي مباشرة. * لم تأت الإثارة في مباريات الأهلي والزمالك من فراغ, فقد التقيا في كأس العام التالي, تحديدا في الدور قبل النهائي موسم1933, وأخذ الأهلي زمام المبادرة مرة أخري وتخطي المختلط بفوز عريض1/3 سجل أهدافه مراد فهمي( والد مصطفي مراد فهمي سكرتير الاتحاد الإفريقي الحالي) وأمين شعير ولبيب محمود. بينما استقبلت شباكه هدفا أحرزه سيد مرعي. * في عام1934 تحولت مباراة الفريقين إلي عادة, ويرد المختلط هزيمة العام السابق بفوز كبير.. بثلاثة أهداف دون رد. كان ذلك في الدور قبل النهائي, أحرز مصطفي كامل هدفين والسكري هدفا. * شهد نهائي موسم1935 تغييرا جوهريا, فقد حقق المختلط فوزه الثاني علي التوالي, ليكون أسبق الفريقين إلي ذلك. فقد كرر لاعبو القلعة البيضاء نتيجة العام الفائت, وكانت الثلاثية بتوقيع محمد لطيف ومصطفي كامل وسيد مرعي بالتخصص. * كان الفريقان في موسم1937 علي موعد مع فصل جديد ومثير, فقد كانت اللائحة وقتها تقضي بإعادة اللقاء الذي ينتهي بالتعادل بعد48 ساعة, حيث لم يكن نظام ضربات الترجيح قد عرف بعد. ولهذا شهد دور الثمانية لذلك الموسم ثلاثة لقاءات قمة. انتهي أولها بالتعادل لكل منهما أحرز للأهلي ساحر الكرة المصرية عبد الكريم صقر وهو دون السابعة عشرة, ورد للمختلط مصطفي كامل, ليكون أول تعادل في الكأس بين الفريقين. * أعيد اللقاء بعد يومين ليشهد تعادلا جديدا بهدفين لكل فريق, حيث كرر عبد الكريم صقر التسجيل, ومعه لبيب محمود, وكذلك كرر مصطفي كامل التسجيل للمختلط, ومعه حلمي زامورا رئيس النادي الراحل. ليتأجل الحسم يومين جديدين. * انتهي الماراثون الطويل في المباراة الثالثة التي حسمها الأهلي لمصلحته بخماسية نظيفة أحرز خلالها عبد الكريم صقر أول هاتريك في لقاءات القمة, وأحرز لبيب محمود وحسين حمدي. وقد دفع تألق صقر اللافت حيدر باشا رئيس القلعة البيضاء وقتها إلي السعي الحثيث للحصول علي خدماته, وهو ما تم في الموسم التالي. * تكرر سيناريو الإعادة في نهائي الموسم التالي(1938), فقد تعادل الفريقان في المباراة الأولي بهدف لكل منهما أحرز كلا الهدفين لاعب اسمه حسين,( حسين الفار للأهلي, وحسين لبيب للمختلط). * في ملحق الإعادة حسم محمد لطيف الموقف بهدف للمختلط, لم يستطع الأحمر رده, ليحصل المختلط علي اللقب, وينهي عقد الثلاثينيات بتفوق أبيض, وتبدأ جولة جديدة في الأربعينيات. الأربعينيات.. لغز مباراة الستة * بدأ عقد الأربعينيات بمبادرة من المختلط, فقد أحرز لقب عام1941 علي حساب الأهلي بهدف للاشيء سجله لاعبه وحيد, ليستمر تفوق الأبيض في بطولة الكأس. * يرد الأهلي في الموسم التالي( نهائي(1942) بثلاثية نظيفة أحرزها مكاوي والجندي والصواف, فرسان الهجوم الأحمر وقتها. * كان اللقاء الخامس عشر هو أكثر اللقاءات إثارة في تاريخ الفريقين, ففي عام1944 أحرز المختلط كأس مصر بالفوز علي الأهلي بسداسية نظيفة أحرزها زقلط( هاتريك) وعبد الكريم صقر( هدفين) والسحيمي هدفا. * في عام1948 يستمر تفوق نادي' فاروق', ففي قبل النهائي يصطدم بالأهلي, ويتجاوزه بالفوز1/2 سجل هدفي الزمالك لاعبه البشبيبشي, في حين أحرز للأهلي لاعبه حلمي أبو المعاطي. * يأبي الأهلي أن ينقضي عقد الأربعينيات دون فوز في لقاءات القمة, فقد حصل علي الكأس عندما هزم' فاروق' في النهائي بثلاثة أهداف لهدف. أهداف الفائز أحزها حسين مدكور( المعلق الراحل), والجندي وفتحي خطاب في مقابل هدف أحرزه يونس مرعي. الخمسينيات.. استمرار تفوق الزمالك * تغير اسم نادي' فاروق' وأصبح الزمالك, لكن لم يتغير استمرار تفوقه في لقاءات الكأس, ففي نهائي موسم1952 حقق الزمالك أول فوز له علي الأهلي باسمه الجديد, كان الفوز بهدفين نظيفين سجلهما علاء الحامولي). * في نهائي الموسم التالي(1953) يرد الأهلي برباعية, في أول ظهور لآل سليم في الكأس, فقد سجل الراحل صالح سليم هدفين, وشقيقه عبد الوهاب سليم هدفا, وأضاف الرابع أحمد مكاوي, في حين اكتفي الزمالك بهدف الشرف للاعبه أحمد أبو حسين. يعود مسلسل التعادلات في موسم1958, ولكن بعد تبديل اللائحة لتنص علي إعادة المباراة مرة واحدة فقط, فإذا ما استمر التعادل يقتسم الفريقان الكأس, وهو ما حدث فعلا, فقد تعادل الفريقان في اللقاء الأول بدون أهداف, ليكون هذا هو اللقاء الوحيد للفريقين في الكأس الذي لا تهتز فيه الشباك. * بعد48 ساعة يستمر التعادل سيدا للموقف, ولكن بهدفين لكل فريق. أحرز هدفي الأهلي ميمي الشربيني, وأحرز للزمالك علاء الحامولي وعصام بهيج, ليقتسم الفريقان الكأس للمرة الثانية, وكانا قد تقاسماه عام1943 دون لعب علي خلفية تجميد نشاط الكرة بالنادي الأهلي لأسباب سياسية. * صدق أو لا تصدق, أن نهائي عام1959 شهد آخر فوز للزمالك علي الأهلي في مسابقة كأس مصر, كان ذلك بهدفين أحرزهما علي محسن وعصام بهيج, في مقابل هدف أحرزه الشيخ طه إسماعيل, ومن وقتها للآن(51 سنة بالتمام والكمال) لم يفز الزمالك علي الأهلي في هذه المسابقة, رغم أنه كان حتي هذه اللحظة هو الأكثر تفوقا. الستينيات.. بلا قمة خلا عقد الستينيات من أي لقاء بين الفريقين, ربما ساعد في ذلك إلغاء نشاط الكرة أعقاب حرب1967, لعدة مواسم, وكذلك تراجع مستوي الأهلي الحاد خلال تلك الفترة. السبعينيات.. أول لقاء تليفزيوني * في نهائي1978, كان أول لقاء في الكأس تنقله شاشات التليفزيون, وكانت تلك الفترة تشهد تفوقا للأهلي علي يد هيديكوتي مدربه المجري الشهير. وكان علي الأهلي أن يرد دينه, وأن يتغلب علي نقص صفوفه بغياب أهم لاعبين في الفريق( الخطيب وطاهر الشيخ( للإصابة. غير أن هيديكوتي قرر اصطحابهما للمباراة في مغامرة كبري وجلوسهما علي دكة الاحتياطي. بدأت المباراة بهدف أهلاوي أحرزه مصطفي عبده, قبل أن تتحول دفة المباراة, ويحرز طه بصري وعلي خليل هدفين للزمالك, ولا يتبقي علي نهاية المباراة سوي ربع الساعة, ليقرر هيديكوتي إلقاء ورقتيه المصابتين, فتنقلب المباراة مرة أخري, ويحرز الخطيب هدفا, وطاهر الشيخ هدفا, ويكمل جمال عبد الحميد لاعب الزمالك لاحقا الرباعية, ويفوز الأهلي2/4 في' قمة' الإثارة والمتعة. الثمانينيات.. انتصار المبادئ * في5 أغسطس1985, كان الأهلي علي موعد مع لقاء تاريخي فاصل, ليس فقط علي مستوي كرة القدم, وإنما علي مستوي ترسيخ' فكرة' أنه نادي المبادئ. فقبل أسبوعين من هذا التاريخ تمرد لاعبو الأهلي الكبار علي الإدارة, فقرر الراحل صالح سليم إيقاف جميع لاعبي الفريق, ولعب الكأس بفريق الشباب تحت عشرين سنة. كان أول لقاء في الكأس في دور الثمانية, وكان أمام الزمالك المكتمل الصفوف بعتاولته الكبار في مصر: فاروق جعفر وإبراهيم يوسف وأيمن يونس, وكوارشي وغيرهم. كان تشكيل الأهلي يومها أحمد شوبير لحراسة المرمي, ومعه علاء عبد الصادق( مدير الكرة بنادي إنبي حاليا) وضياء عبد الصمد وصديق الجمال ومحمد سعد, وبدر رجب وعاطف القباني( الشقيق الأكبر لوائل القباني لاعب الزمالك لاحقا) وحمادة مرزوق ومحمد السيد, وحسام حسن وشمس حامد( شقيق بدر حامد لاعب الزمالك في نفس المباراة) ومعهم طارق خليل( شقيق علي خليل لاعب الزمالك) ومحمد عبد العزيز. بدأت المباراة بهدف أهلاوي أحرزه حمادة مرزوق, ويتعادل فاروق جعفر للزمالك بعدها بدقيقة. وفي الشوط الثاني يتقدم الأهلي مرة أخري بهدف لمحمد السيد, يرد عليه الزمالك بتعادل لنجمه كوارشي. لينتهي الوقت الأصلي بالتعادل2/2 ليظهر الوقت الإضافي لأول مرة في لقاءات القمة بالكأس, ليحرز طارق خليل هدف الأهلي الثالث. * في عام1989 التقي الفريقان في دور الثمانية, انتهي الوقت الأصلي بالتعادل1/1 تقدم للأهلي طاهر أبو زيد( الهدف الوحيد الذي أحرزه في مرمي الزمالك خلال كل البطولات) وتعادل للزمالك جمال عبد الحميد. ليدخل الفريقان وقتا إضافيا, ومع استعداد الجميع لخوض ضربات ترجيح بين الفريقين رفض ربيع ياسين لاعب الأهلي أن يخوضها, وأحرز هدفا للأهلي فاز به, وصعد للدور التالي. التسعينيات.. تفوق زملكاوي وانتصار أهلاوي * وفي موسم1992 التقي الفريقان في النهائي, وكان الأهلي في أسوأ أحواله خلال العقود الأربعة الماضية, فقد أنهي الدوري في المركز الرابع, بعد أن كان مهددا في الدور الأول بالهبوط. وبدأت المباراة علي عكس المتوقع بهدف للأهلي أحرزه أيمن شوقي, غير أن فرسان الزمالك بقيادة رضا عبد العال قدموا واحدا من أرقي العروض البيضاء في تاريخ لقاءات القمة, وتلاعبوا بالدفاع الأحمر, ونجح رضا عبد العال في إحراز التعادل, وبحسب أحد لاعبي الأهلي في هذا اللقاء, فإن لاعبي الأهلي كانوا يتمنون انتهاء المباراة في وقتها الأصلي, ولو بالهزيمة, خوفا من الانهيار في الوقت الإضافي, والخروج بهزيمة ثقيلة, ويدفع أنور سلامة بطاهر أبوزيد في الدقائق الأخيرة بغرض إحراقه وإحراجه. وخلافا لمسيرة المباراة تماما, يسدد طاهر أبوزيد قذيفة ترتد من يد حسين السيد حارس مرمي الزمالك ليسجل منها أيمن شوقي الهدف الثاني, ويحرز الأهلي الكأس. الألفية الجديدة.. الأهلي فقط * لقاءان فقط في العقد الأول من هذا القرن, لكنهما جاءا تعبيرا عن تفوق أهلاوي غير مسبوق. كان اللقاء الأول في نهائي موسم2006, وانتهت المباراة بثلاثية نظيفة أحرزها عماد النحاس وعماد متعب( هدفان), وأضاع محمد أبو تريكة ضربة جزاء. * في الموسم التالي(2007) التقي الفريقان في النهائي, الأهلي تحت قيادة جوزيه, والزمالك تحت قيادة هنري ميشيل, وقدم المديران الفنيان أحد أهم لقاءات القمة في التاريخ. تقدم الزمالك خلالها ثلاث مرات, لكنه أنهاها متأخرا. أحرز للأبيض عمرو زكي, ليرد عماد متعب للأحمر, ويتقدم شيكابالا بهدف ثان, يرده أبو تريكة قبل نهاية الوقت الأصلي بدقيقة واحدة. ومع بداية الوقت الإضافي يضع جمال حمزة الزمالك في المقدمة, ليعيد أسامة حسني توازن الأهلي بهدف ثالث, قبل أن يمنحه الكأس بهدف رابع. ليكون هذا آخر أهداف لقاءات الفريقين في الكأس حتي الآن.
