يعتبرون " الاعتقالات" حرباً ضد الإصلاح استنكر قادة جماعة الاخوان المسلمين اعتقال 4 من أعضاء مكتب الإرشاد دفعة واحدة, في خطوة وصفوها بالتصعيد غير المبرر ضد الجماعة, مؤكدين علي رفض الجماعة لكافة رسائل التخويف والإرهاب التي حملتها الهجمة الأمنية من النظام عليهم. وقالوا : سنواصل المضي قدمًا في عملنا السياسي والاجتماعي و الدعوي, مستبعدين أن تؤثر تلك الهجمة على خطط الجماعة في الانتخابات البرلمانية القادمة. من جانبه عبر الدكتور رشاد بيومي نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين عن دهشته من الاتهامات التي وجهتها النيابة لقيادات الجماعة المعقلين, واصفًا لها بالاتهامات الخارجة عن المنطق أو العقل. ومعتبرا الاعتقالات الاخيرة هجمة شرسة لا مبرر سياسي أو اجتماعي لها, في ظل كون بعض من تم اعتقالهم ضمن تلك المجموعة قد سبق اعتقاله اكثر من خمسة عشر مرة لنفس السبب ووجهت له نفس الأسئلة وبرأهم القضاء, ويعاد اعتقالهم فقط للتنكيل بهم والتضيق عليهم. وعبر بيومي عن أسفه تجاه دور وسائل الاعلام التي تتعامل مع اعتقالات الاخوان بوصفها موضوعًا للنميمة, دون أن يتحدثوا عن انتهاك حرية الرأي والتعبير والفكر الذي تفيض به تلك الاعتقالات, مؤكدًا انه انتهاك لا يليق بدولة تنادي بالحريات والفكر الديمقراطي, مضيفًا إن الصحافة التي تثير الدنيا عندما ترفض أو تمنع رواية تافهة تفضل الصمت التام اتجاه خنق حريات المعارضه و الاخوان والتنكيل بهم في الاعتقالات المتكررة, في حين عبرت جهات حقوق الانسان العالمية عن عميق دهشتها تجاه تلك الممارسات. وقال نائب المرشد: إن العقل يحتار في رسائل النظام للجماعة عبر تلك الهجمات, مستنكرًا ان يكون حديث الإخوان تجاه واجب مصر نحو غزة او رفضهم لتصدير الغاز و زيادة اسعار امبوب البوتجاز سبب لتلك الاعتقالات غير المبرره, مؤكدًا انها لن تثني الجماعة عن القيام بدورها الذي تبتغي به الدعوة للاصلاح ومحاربة الفساد, وإن هذا حق دستوري لكافة المواطنين ومنهم الاخوان, مما يتيح لهم دورًا سلميا في الحياة الاجتماعية في ظل فكرهم الواضح للجميع. و رفض بيومي تلميحات الأمن بفكر سيد قطب واتجاهات العنف, مؤكدا أن تلك اتهامات وهمية للضجة, وأنه نفسه سبق ووجه له نفس الاتهام رغم أنه انضم للجماعه قبل انضمام سيد قطب لها ب4 سنوات, ولم يره إلا نادرًا حيث تم نقله إلى الواحات, فضلا عن انه كان معتقلا طول الفترة التي قبض على قطب وحكم عليه وأعدم خلالها. وأكد بيومي ان الاعتقالات لا تؤثر علي شباب الجماعه واعضائها, مشددًا على أن من يدخل المعتقل يخرج منه أكثر التزامًا و حرصًا على دعوته و قبولاً لدفع ضريبة النداء بالاصلاح . فيما رأى الدكتور محمد المرسي المتحدث الإعلامي باسم جماعة الاخوان المسلمين أن الهدف من وراء حملة الاعتقالات الأخيرة ليس واحدًا فقط مجتزءًا من سياقه, وإنما هي مجموعة الأهداف لسلسة تجاوزات يرتكبها النظام في حق الوطن والمواطنين, مؤكدا ان تجاوزات النظام تسبب نوعا من الاضطراب الداخلي وتهدد الأمن القومي المصري. وقال المرسي إن النظام يتخيل إنه يستطيع إضعاف الجماعة بتلك الاعتقالات, إلا انه يري أن الجماعة مكون كبير له جذور شعبية وسياسية قائم علي منهجية الاسلام, وأن الحكومه لا تريد تجمع بهذا الحجم داخل المجتمع المصري حتي لا يهدد هذا التجمع وجودها ووجود النظام. واستطرد المرسي: إن النظام يريد أن يبقي دون أن يدفع أي جهد أو ثمن لصالح المواطن, وبالتالي فهو لا يضمن بقاءه و ينتهج القبض علي الناس وعدم احترام القانون او الدستور او حتي حق المواطنين في التعبير عن آرائهم, و يلجأ لاستخدام قانون الطوارئ كسيف مسلط على الراقاب لمدة تزيد عن 30 عاما, مما يؤخر مسيرة الوطن كله . وقال المرسي: ان قضية فلسطين والصهاينه والمقاومة هي احد اسباب هجمة النظام علي الاخوان, لانهم يخلقون وعيا عاما اتجاه الصهاينة وإجرامهم والشعب يقف دعمًا للمقاومة معنويًا وماديًا وسياسيا واجتماعيا, وهذا الدعم يغضب الصهاينه والأمريكان, مما يجعل النظام يشتري ود الاخيران و يبيع شعبه و يحفر تحت إقدامه. ويضيف المرسي ايضا إن السبب الآخر لتلك الهجمة ان المنطقه الآن بها توتر شديد, ولا يراد بدولة اسلامية مثل ايران ان تصعد, بل يراد لها ن يخمد صوتها حتي لا يحدث توازن في المنقطة, علي عكس الإخوان الذين يهمهم أن تكون هناك دولة إسلامية في حاله قوه لتمتلك ترسانة نووية علي ارض فلسطين, مؤكدًا ان الاخوان سيكونون مع المسلمين في حال ضرب إيران, حيث يلاحظ ان الساحه الآن تشهد تهيئة للمناخ وتمهيدا لتلك الضربة . و يستطرد : كل تلك الاسباب جعلت النظام يحاول الضغط علي والارتفاع بسقف المعتقلات لمكتب الارشاد ليأخد ربعه من غير تهم حقيقية, و تهمهم بتكوين تنظيم داخل الإخوان, مضيفًا ان تلك الاتهامات مثيرة للسخرية، فالنظام لا يهمه استقرار الجماعة الداخلي حتي يعتقل من ينظم شيئًا سريًا داخلها. ويضيف: إن اشارة الاتهامات لاسم سيد قطب تحايلا من النظام الذي يرمي الاتهامات جزافًا, لأن الاخير رجلا عظيما، علي حد قوله، رفض التهمة التي أعدم بها وقال لرئيس المحكمه وهو يتهمه بقتل عبد الناصر: هذا هدف تافه لا يمكن ان أفكر فيه، فلو قتل عبد الناصر فسوف يأتي غيره الف عبد الناصر, وهدفنا أن نربي الأمه علي الحريه و الاصلاح . وأكد المتحدث الاعلامي للجماعه أن اعتقالات الإخوان واتهامهم بتهم باطله ماهو إلا خدمة للصهيونيه العالميه, فهناك 12 الف معتقل من الاخوان في العشر سنوات الأخيره لم يقدموا جميعًا للمحاكم التي برأت كل من وقف أمامها منهم لتفاهة الاتهامات وعدم منطقيتها, فمثلا في قضية التنظيم الدولي في حملة الاعتقالات قبل الأخيرة فنجد ان ضابط واحد فقط قام بعمل تحريات للقطر كله بل والعالم كله ليثبت بها قيام قيادات الجماعة باتصلات و تحركات دولية لاحياء تنظيما دوليًا. ورفض المرسي حصر مشاكل الدوله وقصور جهود النظام الحكومة الاصلاحية, في اتهامات تافهة بعيدة عن الاصلاح أو مبادئ الحريه والديمقراطيه, مؤكدًا أن سياسة الاخوان معلنة وقراراتهم واضحة, وأنهم يعملون في النور ومصرون علي المشاركه في سواء في الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية أو الانتخابات الخاصه بالمؤسسات الشعبية. من جانبه قال جمال تاج عضو هيئة الدفاع عن قيادات الجماعة المعتقلين إن الحكومه تنتهج سياسة عدوانية مستمرة ضد جماعة الاخوان, مؤكدًا ان تلك السياسه شبه يومية وأن الجديد أن الاعتقالات الأخيرة طالت رموز كبيرة من رموز الجماعة وهم أربع أعضاء مكتب إرشاد دفعة واحدة. واستطرد تاج: ان الاخوان هم الفصيل المعارض الرئيسي في مصر, وإن النظام هو من لا يحترم القانون أو الدستور او المواطنين– على حد تعبيره- ويرى ان الاخوان هم السببب الرئيسي الذي يهدد استقراره ووجوده علي كراسي الحكم. وقلل تاج من شأن تلك الاعتقالات, مشيرا إلى أنها حملات متكررة من وقت لآخر بهدف التخويف والارهاب, وان اعضاء الجماعة تعودوا علي ذلك الجو و تكيفوا عليه بحيث اصبح لا يؤثر فيهم أو في نضالهم. وعن الانتخابات البرلمانية القادمة , قال تاج: إن الجماعه تدرك تمامًا مدى صعوبة تلك الانتخابات في ظل غياب الإشراف القضائي عليها, إلا أنه يرى ان الشعب يضع ثقته في الإخوان وإن الجماعه لن تخزله. و كذب تاج ما تردد من اتهامات بإحياء فكر سيد قطب, قائلا: إن الاخير قد تم تبرأته من قبل العديد من المفكرين مما نسب إليه من افكار عنف, مستطردا : إن القضيه ليست سيد قطب او غيره بل هي حرب ضد الدعاة وضد من يحاول إصلاح ما افسده المفسدون. و استنكر محامي الجماعة عبد المنعم عبد المقصود حبس قيادات الجماعه وفقا لتحريات واتهامات مرسلة دون أي دليل مادي, مشيرا الي ان التهم الموجهة لهم هي تهمة الانضمام الي جماعة استندت إلي اساس غير قانوني, كحيازة منشورات تهدف لاثارة الناس. وقال عبد المقصود: ان التحريات التي قامت بها المباحث تدعي اعتناق المجموعة المقبوض عليها لافكار سيد قطب في اشاره منها للعنف, مضيفا ان تلك التحريات ليس لها قيمه ولا توجد اي محكمه تأخذ تحريات عارية عن الدلائل المادية في ظل عجز المباحث عن تقديم دليل مادي واحد. واستطرد قائلا: كان يجب علي النيابه عدم إصدار أمر ضبط وتفتيش إلا بناء علي دليل وليس مجرد تحريات ملفقة, واصفًا القضيه بالسياسية في المقام الاول والاخير, وبأنها حلقة من سلسلة ستمرة من إقصاء الجماعة من الحياه العامه والسياسية . و اعتبر محامي جماعة الاخوان المسلمين حملة الاعتقالات الاخيره تصعيدا يحمل العديد من الرسائل للاخوان, اولها ان الاعتقالات لا سقف لها و تطال اي شخص اياً كان وضعه التنظيمي داخل الجماعه, وان سياستها اتجاه الجماعه لم تتغير, فضلا عن استخدام الاعتقالات كوسيله لضغط علي الجماعه لدي اتخاذ قراراتها اتجاه الترشيح و العمل الانتخابي في موسم الانتخابات القادم. وأكد عبد المقصود ان الحكومه اعتادت اتباع أسلوب الاعتقالات لإرهاب اعضاء الجماعه, رغم انها جميعا مخالفه للقانون والدليل أن القضاء يبرؤهم كل مرة, مشيرًا إلى أن عدد المعتقلين الاخوان في السجون حاليا يقارب 150 فردًا وأن عدد إجمالي معتقلي الجماعة في عام 2009 قارب ال 6 آلاف معتقل.