قال الكاتب الاسرائيلي ( عاموس جلبواع ) في جريدة معاريف نقلا عن مصادر في الجيش الاسرائيلي ان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك حاول خلال الفترة الماضية حمل رئيس الوزراء الاسرائيلي على التوصل الى اتفاق للسلام مع سوريا واضاف : انه اذا لم تتوصل اسرائيل الى حل لقضية الجولان مع الجانب السوري ، فسوف تنشب حرب شاملة في المنطقة ، تكون شرارتها الاولى من جانب سوريا . وقال ايهود باراك انه وحتى بعد اندلاع هذه الحرب فلن تتغير مطالب المفاوضات المستمرة بين الجانبين منذ اكثر من خمسة عشرة عاما . وقال جلبواع ان موقف ايهود باراك يعني ان سوريا ادركت جيدا ان اسرائيل فقدت قدرتهاعلى الردع ، وهو ما يحتم على الجيش الاسرائيلي خلق واقع جديد للقيادة السياسية الاسرائيلية بعد الحرب يمكنها من الدخول في مفاوضات مع الجانب السوري في موقع افضل من موقعها الحالي . ومن جانبه قال الكاتب الاسرائيلي ( شالوم يروشليمي ) في نفس الجريدة ان اقدام سوريا على الدخول في مواجهة عسكرية مع الجانب الاسرائيلي من شانه ان يؤدي الى ضياع النظام السوري نهائيا ، واضاف ان بشار الاسد شانه في ذلك شان نتنياهو غير مهتم بنشوب حرب حقيقية بين الجانبين ، او التوصل الى سلام حقيقي . واكد شالوم على ان النظامين الحاكمين في سوريا واسرائيل يستعملان حالة اللاحرب واللاسلم والتهديدات المتبادلة من اجل الحصول على شرعية وتاييد شعبي في بلادهم . وفي صحيفة يديعوت احرونوت قال ( ايل ميجد ) ان بنيامين نتنياهو ينوي ضرب سوريا ، وانه يجب ان يدرك ان ثمن هذه الحرب لن يكون سهلا على اسرائيل . ووجه ميجد نداءه الى رئيس الوزراء الاسرائيلي قائلا انه يجب عليه انه يريد الحرب ، ولو انه يريد سلاما حقا لوجب عليه الجلوس الى بشار الاسد وتحقيق السلام مع الجانب السوري . وفي جريدة هاآرتس قال ( عقيبا الداد ) انه لو تمت اعادة هضبة الجولان الى سوريا ، فان هذه الخطوة لن تجبر بشا الاسد على استقبال السفير الاسرائيلي في دمشق ، واضاف ان اسرائيل يجب الا تعلق امالا كبيرة على السلام مع سوريا وانعكاساته على وضع اسرائيل في المنطقة ، او الوضع الامني في الضفة الغربية وقطاع غزة . وفي نفس الجريدة قال ( موشيه ارناس ) في تحليله للتهديدات المتبادلة بين سوريا واسرائيل ان هذه التهديدات لا تزيد عن كونها مجرد مباراة كلامية بين الجانبين ، واضاف : ( يعتقد باراك ان اسرائيل اذا لم تدخل في مفاوضات مع سوريا تسفر عن اعادة هضبة الجولان الى الجانب السوري ، فان اسرائيل تعرض نفسها للدخول في حرب مع سوريا ، وبعد الحرب سيعود الوضع الى ما هو عليه الان ، وتتفاوض اسرائيل مع سوريا ، وتعيد لها هضبة الجولان ) ، اذا كان باراك يعتقد ان قوة الردع الاسرائيلية قد اضمحلت ، وان سوريا سوف تخرج من حربها مع اسرائيل قوة تشكل خطرا على الوجود الاسرائيلي ، فان هذه بشرى سارة لبشار الاسد ، سوف تغير من تفكيره وربما تدفعه الى القيام بمغامرة غير محسوبة . واشار ارناس الى ان اسرائيل تعلم جيدا مدى التهديدات التي اطلقتها سوريا باستهداف المدنيين الاسرائيليين عن طريق الصواريخ الباليستية ، وانها لديها من السبل الاستراتيجية والعسكرية ما تحول به دون تحقيق الهدف السوري من استهداف المواطن الاسرائيليين ، ولكنه اشار في الوقت ذاته الى خسائر الجانب السوري سوف تكون فادحة في حالة الدخول في مواجهة عسكرية مع اسرائيل . وفي نهاية اوضح ارناس ان طوفان التصريحات المتبادلة بين الجانبين السوري والاسرائيلي موجهة في اساسها للاستهلاك المحلي لدى جمهور الدولتين لتحقيق اهداف سياسية خاصة بالانظمة الحاكمة في كل من سوريا واسرائيل .