مع اقتراب موعد اختيار الامين العام الجديد لمنظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة " اليونسكو " ، تصاعدت حدة الحرب الشرسة بين المتنافسين الثمانية على المنصب وهى حرب لم تعد تحكمها اخلاقيات أو قواعد باستثناء قاعدة الضرب تحت الحزام.. المؤسف ان الهدف الرئيسى لتجاوزات هذه الحرب هو المرشح المصرى فاروق حسنى الذى احتشدت ضده قوى الشر باعتباره يمثل مصر والعرب والعالم الثالث بوجه عام فى هذه المنافسة التى كان يفترض ان تتم وفقا لقواعد المبارزة الشريفة على طريقة نبلاء القرون الوسطي ولكنها تحولت الى ما يشبه صراعات المافيا فى مواجهة هذه المؤامرات والتحركات المشبوهة تتأكد حقيقة أن دعم المرشح المصرى والعربى فاروق حسنى يمثل مطلبا وطنيا وقوميا يفرض على كل مصرى وعربى الاستجابة له بشتى السبل والوسائل. واذا كان الكثيرون من المواطنين العرب ، من المحيط الى الخليج، قد تحركوا كأفراد لمواجهة الحملة العنصرية المغرضة ضد فاروق حسني، إلا ان المهمة الاساسية تبقى مسئولية الحكومات والمؤسسات والمنظمات المصرية والعربية التى تستطيع بامكانياتها الهائلة واتصالاتها الدولية الواسعة ان تحبط كل المؤامرات . ولاشك ان فاروق حسنى من أقوى المرشحين للفوز بالمنصب الدولى المهم ولكن تحقيق هذا الهدف يتطلب العديد من التحركات الفورية فى جميع المجالات وفى مقدمتها المجال الاقتصادي. فقوة العرب الاقتصادية لا يستهان بها وهم قادرون على اعلان زيادة مساهماتهم المالية فى اليونسكو اذا فاز المرشح المصرى والعربى بالمنصب، كما فعلت روسيا , على سبيل المثال، وهى خطوة سيكون تأثيرها كبيراً بالنسبة لفرص فوز فاروق حسنى بمنصب مدير عام اليونسكو . ومن شأن هذه الخطوة أن تدعم فرصه فاروق حسنى فى الفوز لأننا نعيش فى عالم تحكمه المصالح وليس الشعارات. وما زال دور رجال الاعمال العرب بحاجة للمزيد من التطوير خاصة مع تزايد سخونة المنافسة كلما إقترب موعد إختيار الامين العام الجديد لليونسكو . والى جانب الحملات المشبوهة ضد فاروق حسنى والتى تستند على الاكاذيب والاوهام , كانت هناك تحركات محمومة داخل الغرف المغلقة بين مختلف الدول التى تسعى لدعم مرشحيها المنافسين لفاروق حسنى أو التى لا يهمها سوى حرمان المرشح المصرى من فرصته الكبيرة هذه المرة فى الفوز بالمنصب الدولى المرموق . لقد وصلت شراسة الحملة ضد المرشح المصرى الى درجة ان واحدة من أكبر المنظمات اليهودية الأمريكية وأكثرها نفوذا دعت الرئيس حسنى مبارك إلى سحب ترشيح فاروق حسنى لرئاسة المنظمة الدولية، كما طالبت دول الاتحاد الأوروبى بمعارضة ترشيح الوزير المصري. ووجهت رابطة مكافحة التشهير اليهودية الأمريكية، وهى واحدة من أكبر منظمات اللوبى الإسرائيلى الأمريكي، خطابا لدول الاتحاد الأوروبى والمجتمع الدولي، يدعو إلى رفض ترشيح فاروق حسنى لمنصب الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو"، مشيرة إلى ما وصفته ب"معارضته الراسخة للتبادل الثقافى مع إسرائيل، ودعوته إلى حرق الكتب" الإسرائيلية. وفصّلت المنظمة اليهودية فى الخطاب، الذى بعثت به إلى دول الاتحاد الأوروبى ال27 ما قالت إنه "تاريخ العداء الطويل" من جانب وزير الثقافة المصرى تجاه إسرائيل، ومن بينها تصريحه العام الماضى الذى قال فيه: "سأحرق الكتب الإسرائيلية بنفسى إذا وجدت أيا منها فى مكتبات فى مصر"، وهو التصريح الذى كذبه ونفاه فيما بعد. لكن المنظمة اعتبرت أن اعتذار حسنى جاء "متأخرا وسياسيا بشكل واضح... فى محاولة لإنقاذ سعيه للوصول للمنصب". وجاء فى خطاب المنظمة اليهودية "إذا استمرت عملية الترشيح فإننا نطالب الدول الأعضاء فى اليونسكو بالتحرك للمحافظة على الغرض الأساسى الذى تأسست اليونسكو من أجله... من خلال اختيار مرشح آخر ليكون مديرا عاما" للمنظمة الدولية. كما أطلقت المنظمة حملة توقيعات على الإنترنت وإعلانا فى صحف نيويورك تايمز الأمريكية وإنترناشونال هيرالد تريبيون، تطالب فيه قيادات منظمة اليونسكو، ومقرها فى باريس، بمعارضة ترشيح حسنى للمنصب الدولي. وجاء فى الإعلان، الذى تعتزم المنظمة نشره فى صحف أوروبية كبري: "هل تتخيلون رجلا يؤيد حرق الكتب يترأس منظمة دولية موجودة لحماية تراث الحضارة العالمية؟ لكن هذه هى الآراء المخزية لفاروق حسني، الرجل الذى تريده مصر أن يترأس اليونسكو إن اختياره سيمثل انتهاكا". وربط إعلان المنظمة تصريح حسنى عن حرق الكتب بممارسات النازية التى تمثلت في "إحراق النصوص المقدسة والكتب المقدسة.. لأنهم علموا أنهم إذا دمروا الثقافة فإنهم يستطيعون تجريد الشعوب كلها من الإنسانية وتدميرهم" بحسب الإعلان. وأضاف الإعلان متهما حسنى بتأييد هذه الممارسات: "إن رجلا يؤيد واحدة من أفظع الجرائم ضد الثقافة والحضارة ينبغى ألا يكون قائدا لليونسكو". ورصدت المنظمة، التى تراقب الانتقادات الموجهة لإسرائيل فى الإعلام العربي، أيضا العديد من تصريحات الوزير المصرى لصحف ووسائل إعلام مصرية وعربية، يعود بعضها إلى عام 2000 اعتبرتها تعبر عن "العداء لإسرائيل والثقافة الإسرائيلية". وقال جلين ليوي، رئيس الرابطة، وأبراهام فوكسمان، مدير الرابطة فى بيان "لقد عزز فاروق حسنى طوال توليه لمنصبه بشكل مستمر السياسات التى تتنافى مع المبادئ المؤسسة لليونسكو من خلال معارضته الراسخة للتبادل الثقافى مع إسرائيل وعدائه للثقافة الإسرائيلية". وأضاف البيان: "رغم أن إسرائيل ومصر فى سلام منذ عام 1979 ورغم أن اتفاق السلام يطالب بعلاقات ثقافية طبيعية فإن السيد حسنى رفض السماح بأى مشاركة إسرائيلية فى الأحداث الثقافية الرئيسية فى مصر مثل معرض القاهرة السنوى للكتاب ومهرجان الأفلام". وتبذل جميع الاطراف جهودا محمومة لنيل تأييد فرنسا " دولة المقر " والتى كان تأييدها حاسما لفوز اليابانى كويشيرو ماتسورا الامين العام الحالى لليونسكو . والمعروف أن اليابان وامريكا هما الاعلى مساهمة فى ميزانية اليونسكو وبالتالى فإن نفوذهما كبير فى التأثير على قرار اختيار الامين العام للمنظمة وقد نسبت تصريحات لسفير اليابان فى فرنسا نوريو هاتوري يؤكد فيها ان بلاده ستعطى صوتها للمرشحة النمساوية بنيتا فيريرو وهو ما يشكل ضوءا احمر بالنسبة للمرشح المصري . ويتردد فى مقر اليونسكو بباريس ان امريكا لم تحدد موقفها بعد ولم تحسم اسم المرشح الذى ستعطيه صوتها . وأعلنت روسيا أنها ستقدم لمنظمة اليونسكو 20 مليون دولار اذا فاز مرشحها نائب وزير الخارجية الروسية الكسندر ياكوفينكو بمنصب رئيس المنظمة . ويعد ياكوفينكو , البالغ من العمر 54 عاما، أحد المتسابقين المتقدمين فى قائمة المرشحين لمنصب المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة(اليونسكو), والتى يتصدرها المرشح المصرى فاروق حسني. وانضم الاتحاد السوفيتى فى المنظمة عام 1954، ولكن لم يسبق لروسى أن إحتل هذا المنصب الرفيع فى المنظمة أو أى هيئة أخرى فى الأممالمتحدة . وقال مصدر فى وزارة الخارجية الروسية أن روسيا، من خلال تعليمات من وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، تتخذ خطوات نشطة لتعزيز مرشحها. وقال لافروف "ان فوز ياكوفينكو بهذا المنصب يعد مسألة هامة بالنسبة لروسيا". وقال مصدر دبلوماسى روسى رفيع المستوي " أننا نعمل مع 192 دولة، وان جميع منظماتنا وسفاراتنا بالخارج تساهم من خلال القنوات الدبلوماسية فى دعم المرشح الروسي . وهناك قائمة كبيرة من الدول على استعداد لتقديم هذا الدعم، لتعزيز فرص المرشح الروسى للفوز بهذا المنصب الرفيع الذى سيصبح شاغرا عندما يتركه المدير اليابانى الحالى كويشيرو ماتسورا بعد نهاية ولايته الثانية والاخيرة، حيث رأس المنظمة لعشر سنوات.